logo
شركات

المُسرحون من شركات التكنولوجيا وجدوا وظائف سريعاً

المُسرحون من شركات التكنولوجيا وجدوا وظائف سريعاً
تاريخ النشر:3 يناير 2023, 08:38 ص

يظهر استطلاع حديث إيجاد معظم الموظفين المسرحين من وظائفهم بشركات التكنولوجيا وظائف في وقت قصير، حيث يواصل أصحاب العمل توظيف المزيد نتيجة محدودية سوق العمل.

حصل حوالي 79% من الموظفين الذين تم إنهاء عملهم في شركات التكنولوجيا مؤخراً على وظيفة جديدة خلال 3 أشهر من بدء البحث، وفقًا لاستطلاع الوظائف الجديدة الذي أجرته منصة التوظيف الأميركية "زيب ريكروتر"، وذلك بأقل قليلاً من نسبة 83% من كافة العمال الذين انتهت خدماتهم وأعيد توظيفهم في نفس المدة الزمنية.

كشف استطلاع "زيب ريكروتر" أن نحو 4 من كل 10 موظفين متخصصين تم تسريحهم سابقًا قد عثروا على وظائف بعد أقل من شهر من بدء البحث.

قالت جوليا بولاك، كبيرة الاقتصاديين في "زيب ريكروتر": "رغم التسريح الواسع النطاق وتجميد التوظيف وخفض التكاليف بقطاع التكنولوجيا، يجد العديد من الموظفين بقطاع التكنولوجيا وظيفة جديدة بسرعة وما يزالوا الأكثر طلبًا لتمتعهم بمهارات يزداد الطلب عليها أيضًا". 

انخفض عدد فرص العمل المتاحة في الاقتصاد إلى 10.3 مليون وظيفة مقارنةً بالمستويات القياسية لكنها تتجاوز بكثير عدد الأميركيين العاطلين عن العمل ما يوفر فرصًا للموظفين الذين فقدوا وظائفهم ومن يختارون البحث عن عمل جديد.

أظهرت بيانات "زيب ريكروتر" أن موظفي باقي القطاعات مثل الترفيه والنقل وتسليم الطلبات والتصنيع، وجدوا هم أيضًا وظائف جديدة بسرعة.

تعثر الاقتصاد

يتباطأ سوق العمل أمام موظفي قطاع التكنولوجيا مع تعثر الاقتصاد الأوسع بسبب ارتفاع الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي والتضخم.

امتدت عمليات تسريح الموظفين وتجميد التوظيف إلى الشركات الناشئة وكذلك كبرى شركات التكنولوجيا مثل "أمازون"  و"ميتا بلاتفورمز" الشركة الأم لـ"فيسبوك"، التي وظفت بقوة في بدايات فترة الوباء. وقد شملت التخفيضات الوظائف التقنية، مثل مهندسي البرمجيات، وكذلك باقي الوظائف في الشركة مثل مسؤولي التوظيف.

لكن شركات التكنولوجيا التي توظف المزيد تتفوق على الشركات التي تخفض عدد موظفيها.

نسبة أقل من موظفي شركات التكنولوجيا استغرقوا فترات طويلة في البحث عن عمل بعد التسريح، حيث قالت منصة "زيب ريكروتر" إن حوالي 5% من موظفي القطاع المسرحين الذين وجدوا وظائف خلال الفترة من أبريل إلى أكتوبر الماضي قد أمضوا أكثر من 6 أشهر في البحث عن عمل، بانخفاض ملحوظ مقارنة بنحو 26% حصلوا على وظيفة جديدة في الفترة بين أغسطس 2021 وفبراير 2022.

مهارات متباينة

وين هوبر (23 عامًا) واحد ممن خسروا وظيفة مصور فيديو في شركة ناشئة للتكنولوجيا العقارية في أواخر يوليو. اعتقد هوبر، الذي يعيش بالقرب من سياتل، أنه سوف يستغرق بعض الوقت للحصول على وظيفة جديدة نظراً لعدم امتلاكه شهادة جامعية والمتوفرين بعدد كبير ويبحثون عن عمل في قطاع التكنولوجيا.

قال هوبر: "لأكون صادقًا فإنني عندما كنت أتقدم للعمل، لم أشعر بثقة كبيرة بسبب المنافسة الشديدة مع الكثير من الأشخاص الذين تم تسريحهم أيضًا". 

كان هوبر قد ادخر القليل من المال، مما سمح له بأن يكون أكثر انتقائية في بحثه عن العمل، بينما كان يسعى إلى التحول إلى وسائل التواصل الاجتماعي. وثق هوبر تجربته وهو عاطل عن العمل من خلال سلسلة مقاطع فيديو على موقع "لينكد إن"، وقال إن مقاطع الفيديو ساعدته في الحصول على مقابلة - وفي النهاية عرض لوظيفة مدير وسائل التواصل الاجتماعي في شركة ناشئة للبرمجيات. وقد بدأ العمل في سبتمبر الماضي.

أضاف هوبر: "فوجئت بسرعة حصولي على عرض توظيف".

حمم بركانية

ومع تباطؤ سوق العمل مطلع العام الماضي، أصبح الحصول على وظائف جديدة في وقت قصير بقطاع التكنولوجيا أقل شيوعًا، فمن بين من فقدوا وظائفهم مؤخرًا بقطاع التكنولوجيا، وجد 37% منهم وظيفة جديدة خلال شهر واحد من بدء البحث، وفقًا لـ"زيب ريكروتر". وذلك مقارنةً بنسبة 50 % في استطلاع أجري في فبراير. 

قال ريان ساتون، المدير الإقليمي في شركة التوظيف العالمية "روبرت هاف": "نشهد تباطؤا في التوظيف، لكن السبب في ذلك توافر الوظائف بوتيرة أعلى من المستويات القياسية بسبب تأثير الوباء، حيث لم يكن التوظيف بوتيرة كبيرة خلال الفترة من أغسطس 2020 إلى مايو 2022 وحسب، بل كان يتدفق كالحمم البركانية".

أضاف ساتون أنه مع عمليات التسريح الجماعي، عادةً ما يندفع العديد من طالبي الوظائف بقطاع التكنولوجيا للاتصال بشركته للمساعدة في بحثهم عن عمل. 

قال: "لم نعد نرى ذلك فلا يوجد باحثون جدد عن العمل يدخلون للسوق ما اضطر أصحاب العمل اللجوء لنا لضم الباحثين عن عمل بسرعة لشركاتهم بقدر ما اضطروا إلى ذلك في العامين الماضيين". 

نفس القطاع

بقي حوالي 74 % من العمال الذين تم توظيفهم مؤخرًا بعد فقدانهم أو تركهم وظيفة في شركة تكنولوجيا يعملون في نفس القطاع بينما تحول آخرون ممن عملوا سابقًا في شركات التكنولوجيا إلى قطاعات مثل البيع بالتجزئة والخدمات المالية والرعاية الصحية خلال الأشهر الستة التي انتهت في منتصف أكتوبر، وفقًا لـ"زيب ريكروتر".

قال تيم جونسون، كبير موظفي الموارد البشرية في "بيناكول إنشورانس"، شركة التأمين لتعويضات العمال التي تضم 650 موظفا، إن الشركة شهدت زيادة بنسبة 46% في عدد المرشحين للوظائف قادمين من كبرى شركات التكنولوجيا بما فيها "ميتا" و"مايكروسوفت" و"تويتر" خلال الفترة من سبتمبر إلى منتصف ديسمبر.

وقال جونسون إن تدفق المتقدمين للعمل في "بيناكول" في الأشهر الأخيرة قد ساعد على شغل المناصب الشاغرة المتعلقة بالتكنولوجيا مثل باحث بيانات ومهندس التعلم الآلي ومهندس التخزين السحابي. وفي منتصف ديسمبر، قدم فريق التوظيف في "بيناكول" عرض توظيف لمرشح من "غوغل".

"بكيت فرحاً"

بدأت أيانا تشابمان (42 عامًا) العمل بهندسة النظم في "بيناكول" للإشراف على أنظمة الكمبيوتر الخاصة بها في منتصف نوفمبر عقب تسريحها من منصب مهندس النظم نهاية الربيع الماضي، حيث سمحت لها مكافأة إنهاء الخدمة السخية قضاء عدة أشهر لتجديد مهاراتها والدراسة للحصول على شهادات شملت لغة "بايثون" للبرمجة.

وقالت المهندسة، التي تعيش بمنطقة أتلاتنا إنها عندما بدأت البحث عن عمل في الأسبوع الثاني من أكتوبر، سرعان ما تواصل معها أصحاب العمل وعرضوا عليها فرصاً لمقابلات العمل.

سعت تشابمان للحصول على وظيفة تؤمن لها الاستقرار، واعتقدت أن "بيناكول" سوف تكون مكانًا مناسبًا لها. وقالت إنها تلقت عرض توظيف من الشركة التي تتخذ من دنفر مقراً لها بعد نحو أسبوعين من المقابلة، ما يعد أسرع بكثير من التجارب السابقة.

أضافت تشابمان" "بكيت حرفيًا بدموع الفرح وقلت: يا إلهي، لقد حصلت على الوظيفة. لا أصدق ذلك".

بشكل عام، يستجيب أصحاب العمل للمتقدمين للوظائف بسرعة، وذلك على الأرجح خوفًا من فقدانهم في سوق تنافسية بمعدل بطالة منخفض تاريخيًا عند 3.7%. حيث قال 9 من كل 10 مشاركين في استطلاع "زيب ريكروتر"، إنهم تلقوا ردًا من وكيل التوظيف أو مدير التوظيف خلال أسبوع من التقدم للحصول على وظيفة.

بيانات رسمية

شمل أحدث استطلاعات "زيب ريكروتر" 2550 مقيمًا في الولايات المتحدة التحقوا بعمل جديد خلال الأشهر الستة التي تنتهي بحلول منتصف أكتوبر، وتتوافق بيانات المسح مع بيانات سوق العمل الأخرى التي تشير إلى أن تباطؤ سوق العمل النشط . 

قالت بولاك إنه من بين المشاركين في استطلاع "زيب ريكروتر" الذين قالوا إنهم عملوا سابقًا في شركات التكنولوجيا، عاد أغلبهم للعمل بنفس القطاع على الأرجح بغض النظر عن مهنتهم، حيث يُرجح تصنيف مسؤول التوظيف في "أمازون" على أنه يعمل بقطاع التكنولوجيا بينما تصنيف باحث البيانات في  "هوم ديبوت" كموظف بقطاع البيع بالتجزئة.

تشير بيانات سوق العمل المستقلة إلى سعي أصحاب العمل بكافة القطاعات لتعيين موظفي قطاع التكنولوجيا، وإن كان ذلك أقل مما كان عليه في بدايات الوباء. حيث ما تزال الوظائف المتاحة لوظائف التكنولوجيا أعلى بكثير من مستويات ما قبل الوباء، وإن كانت انخفضت بشكل حاد خلال العام الماضي. 

تراجعت إعلانات وظائف مطوري البرامج على منصة "إنديد" بنسبة 34% عن العام السابق، وانخفضت إعلانات وظائف الرياضيات، التي تشمل باحثو البيانات، بنسبة 28%. كذلك انخفضت طلبات التوظيف بشكل عام بنسبة 7.7% عما كانت عليه قبل عام.

ضبابية التوقعات

قال نيك بانكر، الاقتصادي في "إنديد هايرينغ لاب": "التراجع أكبر بكثير مع موظفي التكنولوجيا وما يزال أعلى من مستويات ما قبل الوباء، ولكن إذا استمر الاتجاه الحالي، فلا أتصور أن هذا سوف يستمر في وقت ما من العام المقبل".

وأشار بانكر إلى أن ضبابية التوقعات الاقتصادية قد تخفض إقبال أصحاب العمل على توظيف أصحاب الياقات البيضاء، لميلهم إلى وضع خطط توظيف لأصحاب الأجور المرتفعة على أساس التوقعات التجارية طويلة الأجل، بينما عادةً ما تستعد الشركات لتوظيف مهن مثل النادل ومقدمي الخدمات والوظائف الأخرى ذات الأجور المنخفضة وفقًا لاحتياجات العمل الفورية.

استحوذت شركات بقطاعات الاستشارات والخدمات المالية والطيران على أكبر عدد من الوظائف التقنية الجديدة بنهاية نوفمبر.

قال سكوت دوبروسكي، الخبير المهني في "إنديد": "لا يزال المناخ الاقتصادي وسوق العمل صحي نسبيًا بالنسبة لوظائف التكنولوجيا فهناك الكثير من النقاط المضيئة لموظفي قطاع التكنولوجيا حاليًا خارج شركات القطاع التقليدية".

تفاؤل بالتسريح

قلصت شركات الفضاء الأميركية أكثر من 100 ألف موظف خلال الوباء، لكنها عادت ووظفت مجددًا بمعدل سريع، وقد عانت لمدة عام من نقص الموظفين ما تسبب في تباطؤ سلاسل التوريد.

خلال الصيف، أعرب غريغ هايز، الرئيس التنفيذي لشركة "ريثيون تكنولوجيز" عن تفاؤله بأن عمليات التسريح في شركات التكنولوجيا سوف تبدأ في تخفيف تحديات التوظيف لدى الشركة وأن هناك مؤشرا على ذلك.

وقال مايك ديبولد، المدير المالي التنفيذي لشركة "ليوناردو دي آر إس"، ومقرها في أرلينغتون بولاية فيرجينيا: "بدأنا نشهد ارتفاعًا في الاهتمام بعمليات التسريح بقطاع التكنولوجيا".

أضاف ديبولد إن أخصائي أجهزة الاستشعار الدفاعية، مثل العديد من أقرانه، لا يزال لديه وظائف مفتوحة أكثر من الطلب، لكن معدل التوظيف يتحسن.

المصدر: وول ستريت جورنال

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC