تداولت بورصة نيويورك على نغمة التراجع اليوم الأربعاء، حيث فضل المستثمرون توخي الحذر قبل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة بمناسبة عيد الشكر، وذلك بعد سلسلة من المؤشرات الاقتصادية التي لم تحمل مفاجآت كبيرة، بما في ذلك قياس التضخم الذي جاء متماشيًا مع التوقعات.
وبحلول منتصف الجلسة تمكن مؤشر «داو جونز» من تحقيق زيادة طفيفة بنسبة 0.1% ليصل إلى 44,872.8 نقطة، بينما تحول مؤشر «S&P 500» إلى اللون الأحمر، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 0.4% عند 5,997.3 نقطة، في حين خسر مؤشر «ناسداك كومبوزيت» 1% ليصل إلى 18,982.5 نقطة.
وكان المتداولون في السوق يتوقعون أن تظهر اتجاهات أكثر وضوحاً بعد نشر أحدث أرقام التضخم، التي تم إصدارها بعد نصف ساعة من افتتاح الأسواق، ولكن ذلك لم يحدث.
وبالنسبة للمؤشر الأساسي للتضخم (PCE)، الذي يستثني المواد الغذائية والطاقة، سجل ارتفاعاً بنسبة 0.3% في أكتوبر، وهو نفس الرقم المسجل في سبتمبر، مما يتماشى تماماً مع التوقعات. وعلى مدار عام، سجل المؤشر الأساسي زيادة بنسبة 2.8%، مقارنة بـ 2.7% في الشهر السابق، وهو مستوى بعيد عن الهدف الذي حدده «الاحتياطي الفيدرالي» البالغ 2%.
لكن المستثمرين اطلعوا على إحصائيات أخرى أكثر إيجابية، بما في ذلك تأكيد نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.8% في الربع الثالث، مما يثبت مرونة الاقتصاد. كما تم الإعلان عن انخفاض طفيف في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية وعودة طفيفة للطلبات الجديدة من السلع المعمرة، رغم أن هذه الأرقام لم تؤثر بشكل كبير على الاتجاه العام.
نتيجة لهذه البيانات، ارتفعت توقعات المتداولين لخفض «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في الشهر المقبل إلى 70%، مقارنة بـ 56% في وقت سابق من اليوم.
ومع ذلك، بدأ الحماس الذي أثير بعد الانتخابات في التراجع، حيث أشار المحللون إلى التساؤلات المتعلقة بتأثيرات السياسة الاقتصادية لرجل الأعمال الأميركي على التضخم. وفي هذا السياق، سلطت ملاحظات فريق «إتش إس بي سي» الضوء على أن هذه التساؤلات، التي تتعلق أيضاً بتطور السياسة النقدية للـ«احتياطي الفيدرالي»، قد تجعل تقييمات الأسهم أقل جذبًا مقارنة بالسندات.
وأشار البنك البريطاني إلى أن القطاعات الأغلى في الأسواق المالية، مثل شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، التي تبدو مقيمة على أساس سيناريو مثالي، قد تكون عرضة للهبوط.
وفي الوقت الحالي، استقر العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات حول 4.25%، عقب التحركات التي أطلقها تعيين سكوت بيسنت في منصب وزير الخزانة.
في أسواق العملات، شهد الدولار تصحيحاً بعد اختبار جديد عند مستوى 1.0465 مقابل اليورو يوم الثلاثاء، ما سمح للعملة الموحدة بالارتفاع مرة أخرى إلى منطقة 1.0570 مقابل الدولار.
أما في سوق النفط، فقد استمرت الأسعار في التحرك في اتجاه صعودي طفيف، متأثرة قليلاً فقط بتطبيق وقف إطلاق النار في لبنان بعد شهرين من الصراع بين «حزب الله» وإسرائيل. على منصة «نيمكس»، ارتفع سعر النفط الخام الأميركي الخفيف (WTI) بنسبة 0.2% ليصل إلى 68.9 دولار، بعد إعلان عن انخفاض طفيف في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي.