logo
شركات

رسوم ترامب تخنق «نايكي» و«أديداس».. وسلاسل التوريد على المحك

رسوم ترامب تخنق «نايكي» و«أديداس».. وسلاسل التوريد على المحك
داخل أحد متاجر «نايكي» في مركز «كينغ أوف بروسيا» التجاري في بنسلفانيا، الولايات المتحدة، 3 أبريل 2025.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:7 أبريل 2025, 05:30 م

تواجه صناعة الأحذية الرياضية ضغوطاً كبيرة نتيجة للتعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على المنتجات الفيتنامية؛ ما يشكل تحدياً استراتيجياً للشركات الكبرى مثل نايكي.

تُعد فيتنام اليوم مركزاً رئيساً لإنتاج الأحذية الرياضية، إذ تعتمد عليها نايكي بشكل كبير في تصنيع أحذيتها، بما في ذلك حذاء الجري (Vomero 18) الذي أطلقته هذا العام بهدف استعادة حصتها في سوق العدائين. ومع فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب التعريفات الجمركية على المنتجات الفيتنامية، تواجه الشركات تحديات كبيرة قد تؤثر في تكاليف الإنتاج وأسعار بيع منتجاتها في السوق الأميركية.

تهدف سياسة ترامب التجارية إلى إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة، ولكن وفقاً لتقرير نشره موقع «فاينانشال تايمز»، يشير المحللون إلى أن التأثير الفوري لهذه السياسات قد يتمثل في زيادة أسعار الأحذية الرياضية. ويعود ذلك إلى افتقار الولايات المتحدة للمصانع المتخصصة والقوى العاملة الماهرة اللازمة لإنتاج الأحذية الرياضية عالية الجودة، مما يجعل من غير المحتمل أن يعود التصنيع إلى الأراضي الأميركية في المدى القريب.

بدأت نايكي عملياتها في فيتنام عام 1995، من خلال إنشاء خمسة مصانع تعاقدية، لتصبح إحدى أولى الشركات الأجنبية التي تستثمر هناك. ومنذ ذلك الحين، توسعت نايكي بشكل سريع، إذ تمتلك اليوم 130 مصنعاً في فيتنام تنتج الأحذية والملابس والمعدات، وتعد اليوم مصدراً لنصف إنتاج نايكي من الأحذية على مستوى العالم. أما منافستها الألمانية «أديداس»، فتستورد 39% من أحذيتها من هذه الدولة الواقعة جنوب شرقي آسيا.

أخبار ذات صلة

ترامب يهدد الصين برسوم إضافية تصل إلى 50%

ترامب يهدد الصين برسوم إضافية تصل إلى 50%

تأثيرها في الصناعة

ستضاف التعريفة الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، وتبلغ 46%، إلى التعريفات الحالية بنسبة 20% على واردات الولايات المتحدة من الأحذية الرياضية ذات الأجزاء العلوية المصنوعة من القماش، بحسب «جمعية صناعة الملابس والأحذية الأميركية». ونتيجة لذلك، يواجه المصنعون تحديات كبيرة في تعديل سلاسل توريدهم.

ووفقاً لكريس روجرز، رئيس أبحاث سلاسل التوريد في «إس آند بي غلوبال ماركت إنتليجنس» (S&P Global Market Intelligence)، يستغرق نقل إنتاج الأحذية إلى دول جديدة عادة حوالي عامين. علاوة على ذلك، مع وجود عقود طويلة الأجل مع الموردين، فإن أي تغييرات ملموسة في سلاسل التوريد ستستغرق من 18 إلى 24 شهراً لتتحقق.

المراكز البديلة للتصنيع

بينما تم اقتراح دول مثل المكسيك والبرازيل وتركيا ومصر كبدائل محتملة لفيتنام كمراكز تصنيع، فإن إنشاء سلاسل توريد جديدة يعد عملية طويلة الأمد. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعريفات المتبادلة التي فرضها ترامب بمعدل لا يقل عن 10% على جميع شركاء التجارة، ومعدلات أعلى بكثير على مراكز الأحذية الكبرى مثل الصين وإندونيسيا، تزيد تعقيد الوضع.

وأشار ديفيد ماركوت، نائب الرئيس الأول في شركة الاستشارات «كانتر» (Kantar)، إلى أن «إيجاد سوق أرخص دون مغادرة كوكب الأرض سيكون أمراً صعباً». من جانبها، اعترفت نايكي في تقريرها الربعي بتأثير العوامل الخارجية مثل الديناميكيات الجيوسياسية، والتعريفات الجمركية الجديدة، وتقلبات أسعار العملات الأجنبية، لكنها لم تعلق بشكل مباشر على هذه القضية.

الصعوبات المالية لـ«نايكي»

تواجه نايكي صعوبة مالية كبيرة، فقد انخفضت أسهمها إلى أدنى مستوياتها في ثماني سنوات، نتيجة ردود فعل المستثمرين على التكاليف المرتبطة بالتعريفات الجمركية الجديدة. وفي محاولة للتعافي من تراجع المبيعات، عينت نايكي هيل رئيساً تنفيذياً لها العام الماضي، في وقت كانت فيه الشركة تواجه منافسة شرسة من علامات تجارية أصغر مثل «أون» و«هوكا»، التي حققت مكاسب في سوق أحذية الركض.

وأشار ديلان كاردن، المحلل في بنك «ويليام بلير» (William Blair) الاستثماري، إلى أن هناك ثلاث استراتيجيات رئيسة يمكن اعتمادها للتعامل مع زيادة التكاليف، وهي التفاوض مع الموردين لتخفيض الأسعار، أو تحميل المستهلكين التكاليف الإضافية، أو تحمل الزيادة في التكاليف. وبالنسبة للمنافسين مثل «أديداس» و«بوما»، من المتوقع أن تكون الزيادة في الأسعار كبيرة، إذ تشير التقديرات إلى أنها قد تصل إلى 20% في السوق الأميركية للحفاظ على هوامش الربح، لكن من المرجح أن تكون الزيادة تدريجية لتقليل تأثيرها في حصة السوق.

«أديداس» و«بوما»

تستفيد «أديداس» من القوة الكبيرة في علامتها التجارية، مما يجعلها أكثر قدرة على رفع الأسعار دون تأثير سلبي كبير على المستهلكين، بحسب فليكس دينل، المحلل في بنك ميتزلر (Metzler). على العكس من ذلك، تواجه «بوما» صعوبة أكبر، إذ إن محاولتها لإعادة بناء علامتها التجارية كمصنع أحذية فاخرة لم تحقق بعد النجاح المرجو.

بشكل عام، قد يحتاج المصنعون إلى تعديل عروض منتجاتهم في الولايات المتحدة، مع التركيز على العناصر الأكثر ربحية. من جانبها، رفضت «أديداس» التعليق، بينما أكدت «بوما» أنها تعتمد على استراتيجية متعددة المصادر للإنتاج عبر عدة دول، مما يتيح لها المرونة في التكيف مع التغيرات في سلاسل التوريد.

أخبار ذات صلة

بنوك عالمية تبحث تداعيات رسوم ترامب الجمركية

بنوك عالمية تبحث تداعيات رسوم ترامب الجمركية

الأثر الأوسع على اتجاهات التصنيع

أدى النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين إلى تدفق استثمارات كبيرة إلى فيتنام خلال الولاية الأولى لترامب، فقد حاولت الشركات نقل إنتاجها بعيداً عن الصين. وأدى هذا التحول إلى زيادة الفائض التجاري لفيتنام مع الولايات المتحدة، إذ وصل إلى 123.5 مليار دولار العام الماضي، ليكون الثالث بعد الصين والمكسيك.

ومع تعقيد سوق الأحذية الرياضية في الولايات المتحدة، قد تضطر العلامات التجارية إلى تحويل منتجاتها إلى أسواق أخرى مثل أوروبا والشرق الأوسط والصين، مما قد يؤدي إلى زيادة المنافسة في تلك الأسواق.

أما في الولايات المتحدة، حيث يتم استيراد 99% من الأحذية، فقد يؤدي هذا الوضع إلى زيادة الأسعار على المستهلكين، ما يشبه الوضع الذي كان قائماً في الاتحاد السوفيتي عندما كان المواطنون يدفعون أسعاراً مرتفعة للسلع الغربية، وفقاً لكاردن.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC