logo
شركات

بنك أوف أميركا: أسهم الشركات ذات رأس المال الكبير ستقود انتعاش السوق

بنك أوف أميركا: أسهم الشركات ذات رأس المال الكبير ستقود انتعاش السوق
سافيتا سوبرامان الخبيرة الاستراتيجية في "بنك أوف أميركا"المصدر: بارونز
تاريخ النشر:14 يونيو 2024, 08:16 م

ارتفع مؤشر "إس اند بي 500"، الذي يضم أسهم أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة ويعتبر مقياساً لأداء السوق الأميركي، بنسبة 14% تقريباً هذا العام، كما ارتفع مؤشر "ناسداك 100"، بنسبة 16%، ويرجع ذلك في حد كبير إلى الارتفاعات الهائلة التي شهدتها أسهم شركات التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة.

وتنصح سافيتا سوبرامانيان، رئيسة قسم الأسهم الأميركية والاستراتيجيات الكمية في "بنك أوف أميركا"، المستثمرين بزيادة انكشافهم على أسهم الصناعات الدورية وهي المرتبطة بتقلبات السوق. وأشارت إلى أن أكبر الأسهم ارتفعت بشكل كبير لدرجة أنه قد يصبح من الصعب عليها تلبية توقعات المستثمرين.

تتابع سوبرامانيان الأسواق المالية منذ أكثر من عقدين، واكتسبت سمعة طيبة بفضل توقعاتها الاستثمارية الدقيقة، ويجمع عملها بين البحث الكمي والتحليل الأساسي، المستند إلى مبادئ التمويل السلوكي. وبعد أن حصلت على درجة البكالوريوس في الرياضيات والفلسفة من جامعة كاليفورنيا-بيركلي، انضمت إلى شركة "ميريل لينش" عام 2001، بعد فترة عمل في شركة "سكودر كيمبر إنفستمنت"، التي يملكها الآن "دويتشه بنك".

وانتقلت سوبرامانيان إلى "بنك أوف أميركا" عام 2008، عندما استحوذ البنك على "ميريل" خلال الأزمة المالية، وأصبحت رئيسة استراتيجية الأسهم الأميركية في عام 2011.

وفي شهر مارس، رفعت توقعاتها لمؤشر "إس اند بي 500" إلى 5400 نقطة من 5000 نقطة، وتجاوز المؤشر هذا المستوى في 12 يونيو بعد صدور مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو، والذي أشار إلى أن التضخم قد تباطأ. ومع ذلك، فهي لا تخطط لتغيير تقييمها الآن، وتقول: "هناك أجزاء من مؤشر (إس اند بي) أكثر إيجابية، لكن قناعتنا تغيرت قليلاً بالنظر إلى أن معنويات السوق تحولت من الهبوط إلى الحياد".

وأجرت "بارونز" مقابلة مع سوبرامانيان في 9 يونيو، وعبر البريد الإلكتروني في 12 يونيو، حول قطاعات السوق المفضلة لديها، ومخاوفها بشأن أسهم التكنولوجيا، وحياتها المهنية. وفيما يلي نسخة منقحة من المقابلة.

ارتفع مؤشر "اس اند بي 500" 24% العام الماضي، ويواصل ارتفاعه هذا العام، هل يمكن للأسهم الاستمرار في الصعود من المستويات الأخيرة؟

قالت سوبرامانيان: "إذا كان لي أن أختار نوعاً واحداً من الاستثمار لمدة 12 إلى 24 شهراً القادمة، فسيكون اختياري أسهم الشركات الأكبر من حيث القيمة. إنها توفر أفضل قيمة، ومن المرجح أن تتصدر خلال السنوات القليلة المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار البيئة الكلية."

وأضافت: "ما يقلقني بشأن الأسواق المالية هو أنه في بداية العام، كانت هناك شكوك كبيرة حول مدى استمرارية الصعود. واليوم، هناك تفاؤل كبير. كان من الأسهل كثيراً في بداية العام أن نكون متفائلين لأن هناك عدد كبير من المستثمرين الحذرين. وفي هذه اللحظة، أشعر أن الكثير من المستثمرين الحذرين قد استسلموا. ولا ألومهم حيث يبدو أن التقييمات مرتفعة، ويتداول السوق بما يعادل 22 ضعف أرباح السنة المقبلة المتوقعة."

وقالت: "أنا لست قلقة بشأن الأسهم من منظور التقييم لأن هذه المضاعفات مستدامة، ونحن ننتقل من فترة من عدم اليقين. فقبل رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بأكثر من خمس نقاط مئوية، لم يكن أحد يعرف كيف سنتجاوز معدلات الفائدة الصفرية. واليوم، أصبحت أسعار الفائدة أعلى بكثير. قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بالكثير من العمل الشاق بالفعل."

"كما تراجعت تقلبات التضخم، ربما يختلف العملاء معي في هذا الأمر أكثر من غيرهم، ولكنني أرى أن ما يفعله الاحتياطي الفيدرالي الآن أقل أهمية، لأنه قام بالفعل بالعملية القصوى لرفع أسعار الفائدة."

كم عدد التخفيضات التي تتوقعينها في أسعار الفائدة هذا العام؟

قالت سوبرامانيان إننا قد نشهد تخفيضاً واحداً في ديسمبر. لكنها حذرت من أن الخطر يكمن في حال لم يخفض الاحتياطي الفيدرالي، ما يعني احتمالية كبيرة بأن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة لبقية العام. وإذا عاد التضخم بقوة، فقد يجد الفيدرالي نفسه مضطراً إلى رفع أسعار الفائدة.

وأضافت: "إلى أن نصل إلى تلك اللحظة التي يقول فيها الاحتياطي الفيدرالي إننا عند أعلى معدلات للفائدة، والتضخم آخذ في الانخفاض، فينبغي وقتها الاستثمار في القطاعات المحمية من التضخم مثل الطاقة، والمواد، والمالية. وهذه القطاعات أكثر دورية من القطاعات الدفاعية."

هل التضخم ما زال القلق الأكبر للمستثمرين والاحتياطي الفيدرالي، أم أنه ثانوي بالنسبة للمخاوف المتعلقة بالاقتصاد وسوق العمل؟

قالت الخبيرة الاستراتيجية إنه يمكن أن تكون البيانات الاقتصادية الشهرية والأسبوعية غير مستقرة. وأضافت "على مدى فترة زمنية مدتها ثلاثة أو أربعة أشهر، تبدو البيانات مثيرة للقلق لأنها تظهر تراجعاً عاماً. ولكن عند النظر إليها من منظور طويل الأمد، تبدو رائعة."

وأوضحت:" عندما كنا في بيئة أكثر تضخماً، كتبنا أن أفضل بيئة للأسهم هي معدل تضخم يتراوح بين 2% إلى 4%، وهذا هو المكان الذي نحن فيه الآن. وهي البيئة التي يكون فيها نمو الأجور الحقيقية إيجابياً ويكون نمو المبيعات عند مستويات معقولة."

وأشارت إلى أن هناك احتمال لحدوث انتعاش دوري، على الرغم من أن بيانات التصنيع الأخيرة الصادرة عن معهد إدارة التوريد (ISM) قد تذبذبت قليلاً، إلا أن الأرقام ليست بمستويات منخفضة كما كان الحال قبل بضعة أشهر، نتيجة مراقبة البيانات من زاوية خاطئة، وأضافت: "كل أسبوع هناك ما يبرر القلق من حدوث ركود أو تضخم". "ولكن في السياق الأوسع، نشهد عودة البيانات الاقتصادية إلى طبيعتها من مستويات ساخنة للغاية بعد جائحة كوفيد، إلى مستويات جيدة للأسهم، وخاصة للشركات الدورية."

تمثل شركات مثل "مايكروسوفت"، و"أبل"، و"إنفيديا" 20% من القيمة السوقية لمؤشر "إس اند بي 500" هل ترين أن الرقم سيرتفع وهل تشعرين بالقلق؟

قالت سوبرامانيان: "لا أشعر بالقلق لأن هذا ليس إشارة سلبية، أنا مندهشة من ضيق نطاق السوق الحالي. كنت أتوقع حدوث توسع أكبر في وقت سابق."

وأضافت أن أرباح الشركات التكنولوجية العملاقة مرتفعة لدرجة أننا من المرجح أن نشهد تباطؤاً بدلاً من التسارع. "سبب آخر لتوقع التوسع هو أننا حصلنا على توجيهات إيجابية في جميع المجالات، وليس فقط من شركات التكنولوجيا، خلال موسم أرباح الربع الأول، حيث سجّلت قطاعات السوق الرئيسية الأخرى جميعها توجيهات أرباح إيجابية أكثر من السلبية."

قبل عامين، أشرتِ في إحدى المقابلات أنك تفضلين الشركات الأميركية الكبيرة والقديمة. هل ما زال هذا هو الحال؟

تقول سوبرامانيان: "لا أعرف إذا كنت سأقول إنني مازلت أميل إلى الشركات الكبيرة والقديمة والمملة. أنا أفضّل مزيجاً من الشركات التي تولد تدفقاتٍ نقدية قوية وتستمتع بفوائد ثورة التكنولوجيا الحالية، مع الشركات التي من المحتمل أن تقلل من استخدام القوى العاملة. إذا فكرت في المجالات التي يمكن أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي التوليدي، فهي البنوك والخدمات القانونية وخدمات تكنولوجيا المعلومات."

وأضافت: "إذا فكرنا في التدفق النقدي، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالتكنولوجيا، بل أيضاً بشركات الخدمات العامة والطاقة والبنية التحتية، والطاقة التي تولد مبالغ كبيرة من النقد، فبعضها مثير وبعضها ممل، لكنها في الغالب كبيرة. هنا يكمن اختلافي عن العديد من المستثمرين المتفائلين الآخرين. لا أعتقد أننا نرغب في الاستثمار في جميع الشركات ذات رأس المال الصغير، لأنه بينما يكون بعضها حساس لحركة الاقتصاد وسيستفيد من نمو أفضل للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، يتحول البعض الآخر إلى شركات ذات رأس مال أصغر لأنها كانت في السابق كبيرة."

وقالت: "تعجبني شركات مثل (ألفابت) و(ميتا بلاتفورمز) التي قررت البدء بتوزيع أرباح الأسهم. هذه الأسهم التي من المحتمل أن تنعكس في معايير الأداء خلال عام. ما لا يعجبني هو الشركات التي لا تحقق أي أرباح وقد لا تكون قادرة على التكيف مع بيئة ذات فائدة مرتفعة لفترة طويلة."

هل يجب أن يقلق المستثمرون بشأن الانتخابات الأميركية في نوفمبر؟

ترى سوبرامانيان أنه في الولايات المتحدة، تعتبر الانتخابات أقل أهمية مما قد تكون عليه في مناطق أخرى من العالم. وتقول "شهدنا انتخابات مثيرة، وكانت النتائج إلى حد ما بلا أهمية. كان فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2016 أمراً مقبولاً بالنسبة للأسهم والاقتصاد على الرغم من أننا اعتقدنا في البداية أنه قد تكون هناك تغييرات كبيرة."

وتضيف: "تتعلق الاختلافات بين ترامب والرئيس بايدن بمسائل مثل الإنفاق على الرعاية الصحية، وسياسة الهجرة، وربما المشهد التنظيمي. فلن نشهد فرض لوائح تنظيمية ضخمة على الشركات، وخاصة في مجال قطاعات التكنولوجيا أو البنوك، لأن هذين القطاعين لهما أهمية بالغة بالنسبة للولايات المتحدة للاحتفاظ بمكانتها القيادية. لا يمكن تقييد كافة القروض في البنوك من خلال القواعد التنظيمية، لأن ذلك قد يؤدي إلى توقف الاقتصاد. ومن المحتمل أن يكون إطار التنظيم القانوني أقل عقوبة مما كان عليه في الدورات الانتخابية السابقة."

"إن حقيقة اتفاق كلا المرشحين على رغبتهما في إعادة التصنيع من الصين ومناطق أخرى من العالم إلى الولايات المتحدة أدت إلى إنشاء المزيد من فرص العمل. ورغم أن هذه السياسات تعتبر حمائية وتضخمية، إلا أنها أيضاً مشجعة للنمو الاقتصادي."

عملتِ في "بنك أوف أميركا" و"ميريل لينش"، لأكثر من 20 عاماً. كيف كانت تجربتك في العمل لمدة طويلة من الناحية الشخصية ومن منظور استراتيجي للاستثمار؟

تقول سوبرامانيان: "ساعدني ذلك في أن أصبح خبيرة استراتيجية استثمارية أفضل. إلى حد ما، أجد أنه من الأسهل التنبؤ بالأمور التي خضتها بنفسي."

"لقد علمتنا أزمة الائتمان أن الاقتراض يمكن أن يكون سيئاً، وأن الديون قصيرة الأجل يمكن أن تكون سيئة ايضاً. ولكن بطريقة غريبة، أدى ذلك إلى ايجاد بيئة أكثر ملاءمة لإدارة معدلات فائدة أعلى. لقد تعلمنا جميعاً الدروس خلال الأزمة المالية، والآن لا تواجه الشركات الكبيرة مخاطر عالية. كما أن الدروس المستفادة من أزمة عام 2008 هيّئت الاقتصاد لما يحدث الآن. من الجيد أن نعيش من خلال أنواع مختلفة من الصدمات ونرى كيف تكيفت الشركات والمستهلكون مع تلك الأزمات."

ما هو أكثر ما أدهشكِ بشأن كيفية تغير عالم الاستثمار خلال فترة عملك؟

قالت سوبرامانيان: "أصبحت الآفاق الزمنية أسرع، كما تطورت التكنولوجيا. ولكن قد لا يمكن وصف الفترة الحالية أنها أسهل أو أصعب بالنسبة لأي خبير استراتيجي، فمن ناحية هي أسهل بسبب توفر المزيد من البيانات، ولكن من ناحية أخرى هي أصعب بسبب الحاجة إلى تصفية المزيد من المعلومات غير ذات الصلة."

لكنها أضافت أن "الوقت الحالي هو الأكثر إثارة للاهتمام لخبير السوق المالي، في رأيي، فقد عدنا إلى سوق أكثر عقلانية. في الفترة التي كنا فيها في سوق يدعمه تحفيز ضخم وأسعار فائدة صفرية، كان من الصعب توقع ما قد يحدث بعد ذلك. لقد كانت الأحداث تحت سيطرة محافظي البنوك المركزية."

واليوم، تضيف سوبرامانيان "تراجعت تقلبات التضخم بشكل ملحوظ. ومن المثير أن نرى كيف تقوم الشركات بإعادة ضبط استراتيجياتها، وما هو الوضع في كل منطقة من العالم وفي كل قطاع، كما تعتمد التوقعات المستقبلية بشكل أقل على محافظي البنوك المركزية، وأكثر على الشركات والمستهلكين."

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC