أعلنت شركة «نتفليكس» عن تحقيق أرباح للربع الثالث من العام الحالي تجاوزت التوقعات، ما يعزز هيمنتها في صناعة البث.
ومع ذلك، حذر محللون من أن الحفاظ على هذا التفوق قد يمثل تحدياً في ظل المنافسة المتزايدة والمخاوف المتعلقة بتقييم سهمها.
وبحسب تقرير نشرته مجلة «بارونز»، كشفت النتائج الأخيرة للشركة، التي صدرت بعد إغلاق التداول يوم الخميس، عن أرباح ومبيعات ونمو في عدد المشتركين فاقت التوقعات.
وقدمت الشركة توقعات قوية للربع الحالي، ما أدى إلى ارتفاع أسهمها بنسبة 5.8% لتصل إلى 727.32 دولار في تعاملات ما قبل السوق يوم الجمعة، مقارنةً بارتفاع طفيف بنسبة 0.2% في العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500».
وعلى الرغم من ارتفاع سهم «نتفليكس» بنسبة 41% في عام 2024، وهو ما يضاهي المكاسب التي حققتها شركات التكنولوجيا الكبرى في مجموعة «السبعة الرائعة»، التي تضم شركات مثل «أمازون» و«أبل» و«مايكروسوفت»، حث المحللون على التروي.
يأتي ذلك في وقت شهد فيه منافسو «نتفليكس» الرئيسون، بما في ذلك شركة «والت ديزني»، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 7% فقط هذا العام، بالإضافة إلى «كومكاست» و«وارنر برذرز ديسكفري» و«باراماونت غلوبال»، انخفاضاً ملحوظاً في أدائهم.
مع ذلك، يجادل بعض المحللين بأن الأداء القوي لـ«نتفليكس» قد لا يدوم. وأعرب ماثيو دولغين، المحلل في شركة «مورنينغ ستار» للتحليلات الاستثمارية، والذي يغطي أسهم التكنولوجيا والإعلام والاتصالات، عن قلقه بشأن استدامة نمو «نتفليكس».
وفي مذكرة بحثية نُشرت يوم الجمعة، أقر دولغين بالأداء القوي للشركة، لكنه أعرب عن شكوكه حول آفاقها طويلة الأجل.
وأشار إلى أن السوق قد تكون مبالغة في تقدير قدرة «نتفليكس» على الحفاظ على مسارها الحالي، مُسلطاً الضوء على الهامش التنافسي الضيق وإمكانية الحاجة إلى رفع الأسعار في المستقبل لتعويض تباطؤ نمو المشتركين.
وقيّم دولغين سهم «نتفليكس» عند مستوى «احتفاظ» (عدم شراء أو بيع السهم حالياً، والاحتفاظ به في محفظة الاستثمار)، وحدد هدف سعر يبلغ 550 دولاراً، ما يشير إلى احتمال تراجع السهم بنسبة 32% عن مستوياته الحالية.
بالمثل، أكد ديفيد جويس، المحلل في شركة «سيبورت ريسيرش بارتنرز» (Seaport Research Partners) للأبحاث المالية، على قوة نموذج أعمال «نتفليكس»، لكنه أبدى قلقه بشأن تقييم السهم.
وعلى الرغم من أنه لم يحدد هدفاً للسعر، فقد قيّم جويس السهم بـ«محايد» (هذا يعني أن المحلل ليس لديه تفضيل لشراء أو بيع السهم)، مشدداً على ضرورة أن يتوخى المستثمرون الحذر نظراً للأداء الممتاز للسهم هذا العام.
كما أشار إلى أن إدارة «نتفليكس» بحاجة إلى الاستمرار في استكشاف فرص جديدة للنمو، بما في ذلك نموذجها المدعوم بالإعلانات ومساعيها لتوسيع نطاق الألعاب والمحتوى المباشر والفعاليات.
وكتب جويس في مذكرة بحثية يوم الجمعة: «سنكون مشترين عند مستويات تتراوح بين 600 و650 دولاراً، لكننا لن نزيد من مراكزنا عند المستويات الحالية».
يعكس هذا الرأي إجماع المحللين، إذ تشير بيانات «فاكت سيت» للتحليلات المالية إلى أن حوالي ثلثي المحللين من أصل 51 الذين يتابعون «نتفليكس» يوصون بشراء السهم. ومع ذلك، فإن متوسط السعر المستهدف البالغ 747 دولاراً يشير إلى أن السهم قد يرتفع بنسبة 3% فقط.
على الرغم من أن «نتفليكس» تواصل تعزيز مكانتها كقائدة في مجال البث، أكد التقرير أن الخبراء يحذرون من أن الشركة ستواجه تحديات مع تزايد المنافسة وارتفاع التوقعات في السوق.
يُنظر إلى انتقال الشركة إلى نموذج مدعوم بالإعلانات واستكشافها لمجالات محتوى جديدة مثل الألعاب والفعاليات المباشرة كعوامل رئيسة للنمو المستقبلي.
ومع ذلك، وبالنظر إلى أن السوق قد قامت بالفعل بتسعير جزء كبير من نجاح الشركة، يُنصح المستثمرون بالتعامل بحذر مع السهم.