كادت «إيرباص» أن تحقق هدفها بتسليم حوالي 770 طائرة في عام 2024. ومع ذلك، سلمت الشركة 766 طائرة فقط، بزيادة قدرها 4% مقارنةً بعام 2023. ورغم التحديات الناتجة عن نقص بعض المكونات مثل المحركات وتجهيزات الكبائن، نجحت «إيرباص» في تجاوز التوقعات، التي كانت تشير إلى تسليم 755 طائرة وفقاً لتوقعات «فاكت سيت».
وقال كريستيان شيرير، المسؤول عن فرع الطيران التجاري في «إيرباص»، خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس إنه بالنظر إلى تعقيد البيئة المحيطة وتطورها السريع، كان عام 2024 عامًا جيدًا.
وقد اتفق المستثمرون مع هذا الرأي، حيث كانوا قد تخلوا بالفعل عن الهدف الأصلي لتسليم 800 طائرة في 2024. وفي حوالي الساعة 17:00، ارتفعت أسهم «إيرباص» بنسبة 0.7% إلى 157.68 يورو، في حين تراجع مؤشر «كاك 40» بنسبة 0.7%.
كما جرت العادة، كان على «إيرباص» تكثيف جهودها في ديسمبر لتحقيق هدفها. قامت الشركة بتسليم 123 طائرة في الشهر الأخير من العام، مما يمثل 16% من إجمالي تسليمات العام. وللمقارنة، كان من المفترض أن يكون العدد الشهري الثابت حوالي 64 طائرة في 2024.
بينما كان السوق يترقب تحذيراً ثانياً بشأن التسليمات في الخريف الماضي، نجحت «إيرباص» بفضل دعم غير متوقع. واستفادت الشركة من "قرار «سافران» (من خلال شركتها المشتركة «سي إف إم إنترناشونال») بتفضيل «إيرباص» على شركات الطيران فيما يتعلق بتوفير المحركات"، حسبما أفادت شركة «إنفست سيكيوريتيز».
وتعد محركات «لياب» جزءاً من العديد من طائرات الجيل الجديد «إيه 320 نيو»، وهي تنتج من قبل «سي إف إم»، الشراكة التي تمتلكها «سافران» الفرنسية و«جي إي إيروسبيس» الأميركية مناصفة.
ومن دون مفاجأة، استمرت عائلة الطائرات الأحادية الممر «إيه 320» في التألق في 2024، حيث تمثل حوالي 80% من إجمالي التسليمات. وذكرت شركة «ألفا فاليو» أن تسليم 602 طائرة "تفوق التوقعات والحد الأدنى من توقعاتنا". وتعتزم «إيرباص» مواصلة النجاح وزيادة إنتاج هذه العائلة إلى 75 طائرة شهرياً بحلول عام 2027.
ومع ذلك، فإن معجزة ديسمبر السنوية (123 تسليماً)، ليست خالية من التكاليف، كما ذكرت «بيرينبرغ»، مشيرةً إلى بعض المشكلات الطفيفة في الجودة على بعض الطائرات المسلمة، والتعويضات المالية التي تترتب على شركات الطيران. ومع أن هذه الممارسة تهدف إلى تحقيق الهدف السنوي للتسليمات، إلا أنها "شائعة، إن لم تكن القاعدة" في ديسمبر، حسبما أشارت «جيفرس»، التي لا تتوقع أن يكون لها تأثير كبير على الشركة.
رغم ذلك، تحذر «بيرينبرغ» من أن هذا الارتفاع في التسليمات في ديسمبر قد ينبئ ببداية بطيئة لعام 2025 من حيث التسليمات.
وتلاحظ «ألفا فاليو» أيضاً أن «إيرباص» لا تزال تواجه مشاكل كبيرة في سلسلة الإمدادات، مما قد يؤدي إلى تباطؤ التسليمات في الربع الأول من 2025. خاصة أن «سافران» قد تتوقف عن تخصيص المحركات المخصصة في الأصل لسوق قطع الغيار لشركات الطيران لصالح «إيرباص»، كما يضيف الوسيط المالي.
ورغم هذه المخاطر المحيطة بـ«إيرباص»، يتوقع المحللون الذين استطلعتهم «فاكت سيت» زيادة بنسبة 7% في تسليمات الطائرات في 2025، لتصل إلى 820 طائرة. وهو مستوى لا يزال أقل من 863 طائرة سُلِّمَت في 2019، أي قبل أزمة «كوفيد».
وعلى المدى الطويل، تظل آفاق «إيرباص» واعدة في سوق الازدواجية، حيث الطلب يتجاوز العرض بشكل هيكلي، وفقًا لما ذكرته «ألفا فاليو»، رغم أن شركة «كوميك» الصينية قد تنضم إلى المنافسة في السنوات المقبلة. وتنتظر «إيرباص» طلباً قوياً على الطائرات الجديدة على المدى الطويل في السوق العالمية، خاصة بفضل نمو حركة الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
يأخذ المحللون جميع هذه العوامل بعين الاعتبار. يوم الجمعة، أظهر الخبراء الذين استطلعتهم «فاكت سيت» توصية بالشراء وسعر مستهدف متوسط قدره 171 يورو على سهم «إيرباص»، مما يعني إمكانية ارتفاع بنسبة 9%.