في أسبوع حاسم لأرباح شركات التكنولوجيا الكبرى، تتجه أنظار المستثمرين نحو «ميتا» و«ألفابيت»، حيث شهدت أسهم الشركتين العملاقتين أداءً متبايناً منذ تقارير أرباحهما الأخيرة.
إلى جانب هاتين الشركتين، يتابع المستثمرون بقية أعضاء مجموعة «العمالقة السبعة»، التي تضم «إنفيديا»، و«أبل»، و«أمازون»، و«مايكروسوفت»، و«تسلا»، وهي الشركات التي تسهم بشكل كبير في تحريك السوق وتعزيز ثقة المستثمرين.
ومن المقرر أن تُعلن 5 من هذه الشركات نتائجها المالية هذا الأسبوع.
بحسب تقرير لمجلة «بارونز»، حقق قطاع التكنولوجيا مكاسب قوية في عام 2024، مدفوعاً بالحماس حول التطورات في الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما ساهم في دفع أسهم الشركات الكبرى والسوق عامة إلى مستويات جديدة.
في هذا السياق، لن تقوم شركة «إنفيديا» بالإبلاغ عن نتائجها هذا الأسبوع، ما يزيد التركيز على النتائج المرتقبة للشركات الست الأخرى.
وأشار إيدو كاسبي، محلل الأبحاث في «صناديق غلوبال إكس المتداولة»، إلى أن المستثمرين يولون أهمية كبرى لهذه الأرباح.
وتُعتبر الرهانات عالية، نظراً لأن أسهم الشركات السبع تشكل جزءاً كبيراً من مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» والمؤشرات الرئيسة الأخرى.
تواجه «ألفابيت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، تحديات ملحوظة، إذ انخفضت أسهمها بنسبة 2.1% على مدار 63 يوماً من التداول، ما يتزامن تقريباً مع فترة إعلان نتائجها المالية الأخيرة.
ووفق التقرير، يعرب المستثمرون عن قلقهم إزاء الإنفاق الكبير للشركة على الذكاء الاصطناعي، لا سيما في ظل غياب جدول زمني واضح لتحقيق العوائد المحتملة.
بالإضافة إلى ذلك، يزداد التنافس مع صعود محركات بحث أخرى، مثل «سيرش جي بي تي» الذي طورته شركة «أوبن إيه آي»، مما قد يؤثر على حصة «ألفابيت» في السوق.
وتتفاقم التحديات التنظيمية التي تواجه «ألفابيت»، حيث صدر مؤخراً حكم قضائي يؤكد احتكار «غوغل» لخدمات البحث العامة والإعلانات النصية العامة، مما يضيف المزيد من الضغوط على الشركة.
ويتداول سهم «ألفابيت» حالياً عند 19.4 ضعف الأرباح المتوقعة للأشهر الـ12 المقبلة، وهو أقل من متوسطه خلال خمس سنوات، والذي يبلغ 23 ضعفاً، ما قد يؤدي إلى تراجع توقعات المستثمرين.
وقال كاسبي: «إذا جاءت نتائج «ألفابيت» متماشية مع التوقعات أو تفوقت عليها، فقد نشهد ارتفاعاً ملحوظاً في قيمة السهم». وقد يوفر التقييم الحالي بعض المرونة للمستثمرين، خصوصاً إذا توافقت الأرباح مع التوقعات.
على النقيض، شهدت «ميتا»، الشركة الأم لـ«فيسبوك» و«إنستغرام»، عاماً استثنائياً، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 63%، بما في ذلك ارتفاع بنسبة 25% في الربع الأخير.
وقد عززت استثمارات «ميتا» في الذكاء الاصطناعي وتقدمها في الأجهزة الافتراضية ثقة المستثمرين، مما جعل الشركة تبدو كقائد محتمل في هذه التقنيات.
ومع ذلك، يأتي هذا الأداء القوي، وفقاً للتقرير، مع توقعات مرتفعة، إذ تتداول أسهم «ميتا» الآن عند 24 ضعفاً من الأرباح المتوقعة. وللحفاظ على تقييمها المتميز، ستحتاج الشركة إلى إظهار إمكانات نمو كبيرة تتجاوز مجرد تحقيق أهداف الأرباح.
حققت أسهم «أمازون» و«أبل» و«مايكروسوفت» مكاسب معتدلة خلال الربع الأخير، رغم أن أياً منها لم يحقق النمو الكبير الذي شهدته «ميتا»، إذ ارتفعت أسهم «أمازون» بنسبة 3.7%، و«أبل» بنسبة 6.7%، و«مايكروسوفت» بنسبة 0.9%.
وعلى الرغم من هذه التحركات الأكثر هدوءاً، أكد التقرير أن التوقعات لا تزال مرتفعة بالنسبة لـ«أمازون» و«أبل»، اللتين تحققان أداءً يفوق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أو تقتربان منه.
ويتطلع المستثمرون في «أمازون» إلى مؤشرات على نمو أعمال «خدمات أمازون السحابية»، بينما سيتم التدقيق في تقرير «أبل» بحثاً عن مؤشرات على استقرار الطلب على أجهزة «آيفون» في ظل التحديات الاقتصادية.
أما سهم «مايكروسوفت»، الذي ارتفع بنسبة 13% فقط هذا العام مقارنة بارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 22%، فيواجه تدقيقاً بشأن استثماراته الكبيرة في الذكاء الاصطناعي.
وقد يجعل هذا الأداء المنخفض المستثمرين أكثر تسامحاً تجاه النتائج إذا جاءت دون التوقعات.