توصيل الطعام في نيجيريا.. صناعة "تثير شهية" المستثمرين

بدأت شركات توصيل الطعام الناشئة في نيجيريا بجذب انتباه المستثمرين الدوليين المتفائلين بالطلب المتزايد في أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، حتى مع ارتفاع أسعار الغذاء.

وتتنافس شركات الصناعة المحلية الرائدة، مثل Chowdeck وFoodCourt وHeyfood، للاستيلاء على حصة في السوق وتلبية احتياجات السكان الذين تنفق أسرهم المتوسطة نحو 60% من دخلها على الغذاء، وفقا لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وبالأرقام، تتوقع تقديرات مجموعة أبحاث السوق "IMARC" أن يتضاعف حجم السوق في نيجيريا إلى 2.4 مليار دولار على مدى السنوات الثماني المقبلة، مع معدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 11%.

المستثمرون متحمسون

إلى ذلك، قال ساشا ميشود، المؤسس المشارك لشركة غلوفو الإسبانية، المالكة لتطبيق غلوفو لتوصيل الطعام، إن "أفريقيا لديها إمكانات هائلة. إننا نشهد نموًا سريعًا لأعمالنا في جميع أنحاء أفريقيا، خاصة في نيجيريا"، بفضل سرعة الإنترنت ومدى الوصول الأفضل.

وجمعت شركة غلوفو الإسبانية، المملوكة لمجموعة دليفري هيرو الألمانية المدرجة في البورصة، أكثر من نصف مليار دولار قبل ثلاث سنوات، وتخطط للتوسع خارج جذورها الإسبانية إلى أفريقيا.

واستثمرت الشركة أكثر من 100 مليون دولار لترسيخ وجودها في القارة، ودخلت نيجيريا في عام 2021، وتعمل في ست دول أخرى.

وكشفت شركة Chowdeck، في أبريل الماضي، عن تمويل أولي بقيمة 2.5 مليون دولار من مستثمرين، بما في ذلك شركة Y Combinator ومقرها كاليفورنيا - الشركة الداعمة لشركتي Instacart وDoorDash - والمؤسسون المشاركون لشركة Rappi ومقرها بوغوتا، كولومبيا، وهي أكبر منصة للتوصيل عبر الإنترنت في أميركا اللاتينية.

وتراهن الشركات الناشئة على الحجم المحتمل للسوق النيجيرية، التي يبلغ عدد سكانها 200 مليون نسمة، في الوقت الذي يزيد فيه سكان المدن - على وجه الخصوص - من استخدامهم للإنترنت مع قيام البلاد، مثل معظم دول أفريقيا، بتحسين شبكاتها.

عوائق الاقتصاد 

مع ذلك، فإن الضائقة الاقتصادية تهدد بإعاقة آفاق نمو الصناعة، إذ تواجه نيجيريا أسوأ أزمة تكلفة معيشة منذ جيل، مع وصول التضخم إلى أعلى مستوى له منذ ثلاثة عقود بنسبة 34% تقريبًا. 

ويبلغ معدل تضخم أسعار الغذاء 40.7%، كما فقدت عملة النيرا المحلية نحو 70% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي بعد تخفيض قيمتها مرتين خلال العام الماضي، فضلا عن تراجع الاقتصاد نفسه من المركز الأول قبل عامين إلى المركز الثالث في أفريقيا اليوم.

وعليه، فإن الشركات المتعددة الجنسيات التي استثمرت في نيجيريا، وتراهن على الطبقة المتوسطة الصاعدة، تتراجع عن البلاد؛ إذ أغلقت شركة Bolt Food، ذراع توصيل الطعام لشركة Bolt الإستونية، متجرها هناك العام الماضي، وكذلك فعلت شركة جوميا، مجموعة التجارة الإلكترونية الرائدة المدرجة في نيويورك.

وقررت جوميا حينئذ أن أعمالها المتعلقة بتوصيل الطعام غير مناسبة لبيئة التشغيل الحالية وظروف الاقتصاد الكلي.