logo
شركات

هل تهدد عودة ترامب نجاح تسلا في الصين؟

هل تهدد عودة ترامب نجاح تسلا في الصين؟
إيلون ماسك على خشبة المسرح مع الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في موقع محاولة اغتياله الأولى في ولاية بنسلفانيا يوم 5 أكتوبر 2024.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:27 أكتوبر 2024, 10:30 ص

تتمتع «تسلا» بعلاقة خاصة مع الصين، ما يمنحها فرصاً ومزايا لم تتحقق لصانعي السيارات الأميركيين الآخرين في البلاد. ومع ذلك، قد يواجه هذا الترابط اختباراً حقيقياً إذا فاز دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية، ما قد يؤدي إلى تصاعد الحرب التجارية بين البلدين.

وفقاً لخبراء الصين، فإن تقارب الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»، إيلون ماسك، مع الجمهوريين قد يعزز هذا الاختلاف، إذ قد ترى بكين في ماسك امتداداً لإدارة ترامب. ويبرز هذا الانطباع خاصة مع إنفاق ماسك أموالاً لدعم حملة ترامب وإطلاقه حملات انتخابية لصالحه في بنسلفانيا. في المقابل، أعرب ترامب عن إعجابه بماسك وأشار إلى أنه سيمنحه دوراً في لجنة خاصة تهدف إلى تعزيز كفاءة الحكومة، بحسب تقرير صادر عن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية. 

وقال تو لي، مؤسس شركة الاستشارات «سينو أوتو إنسايتس» (Sino Auto Insights)، إن «الحكومة الصينية قد تعتبر العلاقة الوثيقة بين ماسك وترامب فرصةً لتخفيف موقف الولايات المتحدة تجاه السيارات الكهربائية والتكنولوجيا».

الأهمية التي توليها «تسلا» لأعمالها في الصين كانت واضحة هذا الأسبوع، حيث أعلنت عن نتائج الربع الثالث، مشيرةً إلى ارتفاع إيراداتها من الصين بنسبة 13% مقارنةً بالعام الماضي. 

وتُعد الصين أكبر سوق لـ «تسلا» خارج الولايات المتحدة، وتحتضن أكثر مصانعها إنتاجيةً، بطاقةٍ تصل إلى مليون سيارة سنوياً. 

وقال فايفاف تانيجا، المدير المالي للشركة، إن «الصين تستمر في التفوق على الولايات المتحدة وأوروبا»، معتبراً أن السوق الصيني قد يعطي لمحةً عما يمكن أن تتوقعه الأسواق الأخرى مع ازدياد قبول السيارات الكهربائية.

افتتاح مصنع «تسلا» في منطقة شنغهاي في 2019 كان نقطة تحول، حيث منحها ذلك الوصول المباشر إلى السوق الصيني دون الحاجة إلى شريك محلي، بخلاف صانعين مثل «فولكس فاجن» و«جنرال موتورز» اللتين اضطرتا للدخول في شراكات محلية. لكن مع ذلك، نمت المنافسة المحلية، وظهرت شركات صينية تهدد مكانة «تسلا» في السوق.

ماسك، الذي يسير بحذر بين الأطراف، قام بزيارة الصين خلال فترة توتر في العلاقات العام الماضي، وعبّر لمسؤولين في بكين عن رفضه لفكرة الانفصال الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة. وقال ماسك بعد الزيارة.«إنّ المحادثات الشخصية لها دور كبير في تخفيف التوترات».  

في المقابل، تتسم علاقة ترامب مع الصين بالصرامة، حيث رفع رسوم الاستيراد لتعزيز الإنتاج المحلي، وأعلن عن نيته رفع الرسوم الجمركية إلى 60% أو أكثر في حال عودته للرئاسة، ما قد يضر بالاقتصاد الصيني الهش.

أشار إيان بريمر، مؤسس شركة الاستشارات «مجموعة أوراسيا» (Eurasia Group)، إلى أن القادة الصينيين يدرسون تأثير ماسك كداعم محتمل لترامب. ومن اللافت للنظر أنه بعد اجتماع ماسك مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، أشار ترامب في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري إلى إمكانية السماح للشركات الصينية للسيارات الكهربائية بتصنيع سياراتها في الولايات المتحدة. كما غير ترامب موقفه المعارض لحظر تطبيق «تيك توك».

قال مايكل دان، استشاري صناعة السيارات الصينية، إن هذه العلاقات قد تحقق فوائد لجميع الأطراف إذا استمرت الشراكات بين الصين و«تسلا»، وربما يتضمن ذلك اتفاقيات جديدة، مثل استثمار صيني في مصنع جديد في الولايات المتحدة، مما يخلق فرص عمل ويجلب رؤوس أموال.

في يوليو الماضي، أعلن ماسك عن تجميد خطط بناء مصنع تجميع جديد في المكسيك حتى تتضح الأمور بعد الانتخابات، مشيراً إلى أن رسوم ترامب المحتملة على السيارات المنتجة في المكسيك تجعل الاستثمار هناك غير منطقي حالياً.

أثار ترامب مؤخراً اقتراحاً آخر يمكن أن يفيد ماسك في منافسة الشركات الصينية، حيث صرّح في تجمع انتخابي بأنه سيمنع السيارات الصينية ذاتية القيادة من السير على الطرقات الأميركية، مضيفاً أنه سيواصل حماية أميركا من «تهديد السيارات الصينية».

في المقابل، انتقد ماسك الرسوم الأميركية الجديدة على السيارات الكهربائية الصينية التي فرضتها إدارة بايدن، قائلاً في فعالية في باريس: «بشكل عام، أنا معارض للرسوم الجمركية».

وعلى الرغم من ذلك، خلال الحملة الانتخابية في بنسلفانيا، أعرب ماسك عن دعمه العلني لترامب بعبارات قد لا تحظى بقبول القادة في الصين، قائلاً: «هذه الانتخابات محورية للغاية، إنها الفرق بين الحرية والفرص أو القمع والشيوعية».

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC