logo
شركات

سياسات ترامب تلقي بظلالها على موظفي وادي السيليكون

سياسات ترامب تلقي بظلالها على موظفي وادي السيليكون
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم خلال تجمع انتخابي مع مؤيديه في دافنبورت، أيوا، الولايات المتحدة، 13 مارس 2023.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:25 فبراير 2025, 04:50 م

لطالما كان وادي السيليكون رمزاً للابتكار والتطور، إذ شكّلت شركات التكنولوجيا الكبرى بيئة عمل تشجع النقاش المفتوح، إلا أنه في السنوات الأخيرة، ومع عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية، شهدت كبرى الشركات بما في ذلك «ميتا»، «غوغل»، «أمازون»، و«أبل» تحولاً جذرياً في سياساتها، متجهة نحو نهج أكثر تحفظاً يعكس تغيرات عميقة في ثقافة العمل.

تحولات جذرية في ثقافة الشركات

وفقاً لتقرير «فايننشال تايمز»، لم يكن دعم قادة شركات التكنولوجيا لدونالد ترامب مجرد موقف سياسي، بل كان جزءاً من تحول أوسع في وادي السيليكون، فقد تلاشت تدريجياً ثقافة الانفتاح والشفافية لصالح نهج أكثر تحفظاً وصرامة في التعامل مع الموظفين.

مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا»، الذي كان داعماً للموظفين في بيئة العمل، باتت شركته تتراجع عن بعض السياسات التي كانت تهدف إلى مكافحة خطاب الكراهية.

هذا التحول يعكس اتجاهاً أوسع داخل الصناعة، فقد قامت شركات مثل «غوغل» و«أمازون» بمراجعة التزاماتها المتعلقة بالتنوع والمساواة، في ظل بيئة سياسية جديدة تزداد تحفظاً.

تراجع النشاط العمالي

كان موظفو شركات التكنولوجيا الكبرى في الماضي يتمتّعون بحرية التعبير عن آرائهم، وغالباً ما كانوا يقودون احتجاجات داخلية ضد سياسات الشركات أو مواقفها العامة، إلا أن موجات التسريح الجماعي في 2023 و2024 أدّت إلى خلق مناخ من الخوف، جعل العديد من الموظفين أكثر تردداً في المجاهرة بآرائهم.

يقول أحد الموظفين السابقين في «ميتا»: «في السابق، كان هناك شعور بأننا نعمل في بيئة يمكننا فيها التحدث بحرية. الآن، أصبح الأمر مختلفاً تماماً، لا أحد يريد أن يكون في دائرة الضوء، لأن العواقب قد تكون وخيمة».

ودفع هذا الخوف بعض الموظفين إلى الصمت التام، فبالنسبة لهم، فقدان الوظيفة لا يعني فقط خسارة مصدر الدخل، بل قد يؤدي أيضاً إلى فقدان حقهم في البقاء في الولايات المتحدة.

قمع الأصوات المعارضة

كان أحد أبرز مظاهر التغيير إغلاق بعض المنصات الداخلية التي كان الموظفون يستخدمونها لتنظيم الفعاليات والنقاشات حول قضايا التنوع والمساواة، فقد حذفت «أمازون»، و«غوغل» بعض مجموعات المناقشة الداخلية التي كانت تروج لقضايا العدالة الاجتماعية.

كما أن النقاشات داخل «ميتا» أصبحت أكثر خضوعاً للرقابة، فقد أفادت مصادر داخل الشركة بأن بعض المنشورات النقدية حُذفت؛ بحجة الحفاظ على «بيئة عمل محترمة»، كما حذرت الشركة الموظفين من تسريب أي معلومات داخلية إلى وسائل الإعلام، مؤكدة أن أي شخص يُضبط وهو يشارك معلومات خارج الشركة سيواجه الفصل الفوري.

استقالات بارزة وسط المناخ الجديد

فضّل بعض المسؤولين التنفيذيين في ظل هذا التغيير مغادرة الشركات بدلاً من التكيف مع البيئة الجديدة، إذ أعلن روي أوستن، نائب رئيس ميتا للحقوق المدنية، استقالته. كما غادر رئيس قسم الحوكمة البيئية والاجتماعية (ESG) منصبه أيضاً.

وتعكس هذه الاستقالات حجم التغيرات التي طرأت على وادي السيليكون، فقد أصبح من الواضح أن الشركات لم تعد مهتمة بالحفاظ على صورتها التقدمية بقدر اهتمامها بتكييف سياساتها مع الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة.

مستقبل مجهول لوادي السيليكون

مع استمرار هذه التحولات، يبقى السؤال المطروح: هل وادي السيليكون بصدد تغيير دائم في ثقافته، أم أن هذه مجرد مرحلة مؤقتة ستتغير مع الزمن؟

في ظل اقتصاد متقلب وسوق عمل مشبع بالمواهب، يبدو أن العديد من الموظفين باتوا مقيدين بأصفاد ذهبية، إذ يستفيدون من رواتبهم العالية، ولكن دون القدرة على التعبير عن آرائهم بحرية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC