السبت 21 ديسمبر 2024 م
يراقب المستثمرون هذا الأسبوع بيانات التضخم الأميركية لشهر سبتمبر بترقب شديد، خاصة بعد صدور تقرير الوظائف الأقوى من المتوقع يوم الجمعة، ما هدأ مخاوف المستثمرين بشأن ضعف الاقتصاد، بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن يصدر الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) محاضر اجتماعه لشهر سبتمبر، وستنطلق أيضاً موسم الأرباح، مع استمرار تقلبات أسعار النفط بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية، إليكم أهم الأحداث في الأسواق هذا الأسبوع:
من المتوقع أن تُظهر بيانات التضخم المقرر صدورها يوم الخميس لشهر سبتمبر استمرار تراجع ضغوط الأسعار مع نهاية الربع الثالث، تأتي هذه البيانات عقب تقرير الوظائف القوي يوم الجمعة، ما قد يؤثر في التوقعات حول حجم وتيرة تخفيضات الفائدة من قِبل الفيدرالي خلال الأشهر القادمة، كذلك يُتوقع أن تشير بيانات تضخم أسعار المنتجين التي ستصدر يوم الجمعة إلى مزيد من التباطؤ في وتيرة التضخم.
قد تؤكد هذه البيانات للاحتياطي الفيدرالي أن التضخم يسير على مسار مستدام نحو تحقيق هدفه البالغ 2%، بدأ الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية الشهر الماضي بخفض كبير للفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، ولكن تقرير الوظائف القوي يقلل احتمال قيام الفيدرالي بخفض مماثل في نوفمبر.
وأفاد محللو بنك «يو بي إس» في مذكرة يوم الجمعة: «ستكون بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر سبتمبر الأسبوع المقبل ذات أهمية كبيرة، إذا ارتفعت الأسعار بوتيرة أسرع من المتوقع، بجانب قوة بيانات سوق العمل، فإن فرص تأجيل الفيدرالي اجتماع نوفمبر قد تزيد».
سيصدر الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء محاضر اجتماعه لشهر سبتمبر، إذ سيراقب المستثمرون بحرص لمعرفة كيفية تفكير المسؤولين بشأن وتيرة تخفيف السياسة النقدية في المستقبل، وسيتاح للمستثمرين معرفة المزيد حول العوامل التي دفعت صناع القرار للاتفاق على خفض 50 نقطة أساس، وستتاح للمستثمرين فرصة للاستماع إلى عدد من مسؤولي الفيدرالي خلال الأسبوع، من بينهم نيل كاشكاري، ورافائيل بوستيك، وأدريانا كوجلر، ولوري لوجان. ومن المتوقع أن تتأثر أيضاً تقارير مطالبات البطالة الأولية المقرر إصدارها يوم الخميس بالاضطرابات الجوية الأخيرة.
من المتوقع أن يبدأ موسم أرباح الربع الثالث في الولايات المتحدة، ما سيكون اختباراً حقيقياً للسوق الذي يقترب من مستويات قياسية ويتداول بتقييمات مرتفعة، وستعلن الشركات المالية الكبرى مثل «جي بي مورغان تشيس»، «ويلز فارجو»، و«بلاك روك» عن نتائجها يوم الجمعة.
نتائج البنوك توفر نظرة مهمة على الاقتصاد، بما في ذلك قوة الطلب على القروض، وسيراقب المستثمرون أي مؤشرات على تأثير تخفيضات الفائدة الكبيرة التي قام بها الفيدرالي الشهر الماضي على الاقتصاد، مثل زيادة مبيعات السيارات أو شراء السلع الكبيرة.
تشمل الشركات الأخرى التي ستعلن نتائجها خلال الأسبوع «بيبسيكو» و«دلتا إيرلاينز»، ويأمل المستثمرون المتفائلون أن تبرر النتائج التقييمات المرتفعة في سوق الأسهم، إذ ارتفع مؤشر «إس أند بي 500» بنسبة 20% حتى الآن هذا العام، ويقترب من مستويات قياسية، على الرغم من التقلبات الأخيرة بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
ارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة، وحققت أكبر مكاسب أسبوعية لها منذ أكثر من عام، وسط تزايد التهديدات باندلاع حرب إقليمية واسعة في الشرق الأوسط، ومع ذلك كانت المكاسب محدودة بعد أن نصح الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل بعدم استهداف المنشآت النفطية الإيرانية.
تعهدت إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران بعد أن أطلقت الأخيرة صواريخ على أراضيها في وقت سابق من الأسبوع، هذه الأحداث دفعت محللي النفط إلى تحذير عملائهم من التداعيات المحتملة لحرب أوسع في الشرق الأوسط. على الصعيد الأسبوعي، ارتفع خام برنت بنسبة تتجاوز 8%، وهو أكبر ارتفاع في أسبوع منذ يناير 2023، على حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 9.1%، وهي الأعلى منذ مارس 2023.
تعد إيران عضواً في «أوبك+»، بإنتاج نحو 3.2 مليون برميل يومياً، ما يمثل 3% من الإنتاج العالمي، ومن المتوقع أن تسمح القدرة الاحتياطية للمجموعة لأعضائها بزيادة الإنتاج في حال تعطل الإمدادات الإيرانية، ما قد يحد من ارتفاع أسعار النفط.
يجتمع بنك الاحتياطي النيوزيلندي يوم الأربعاء، وهناك توقعات بأنه قد يتبع نهج الفيدرالي ويخفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة، وكان البنك المركزي قد خفض سعر الفائدة الرسمي لأول مرة منذ ما يزيد على أربع سنوات في اجتماعه الأخير في أغسطس، متقدماً بذلك على توقعاته بسنة كاملة، وقد أعلن محافظ البنك، أدريان أور، عن نيته إجراء خفضين إضافيين قبل نهاية العام.
في الوقت نفسه، من المقرر أن ينشر بنك الاحتياطي الأسترالي محاضر اجتماعه لشهر سبتمبر يوم الثلاثاء، إذ يترقب المحللون مزيداً من التوضيحات حول موقفه المتشدد.
