اﻷربعاء 22 يناير 2025 ص
قيمة صفقة «تيك توك» قد تصل إلى 20 مليار دولار
ترامب يلوح بالإغلاق النهائي بعد مهلة الـ75 يوماً
بمنطق رجل الأعمال، منح الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصة «تيك توك» والشركة الصينية المالكة للتطبيق، مهلة 75 يوماً، قبل ان يتم غلق التطبيق نهائياً، في الوقت ذاته منح ترامب مسؤولي الشركة فرصة للتفكير في أحد عروض الاستحواذ على نصف أسهم «تيك توك» في الولايات المتحدة، وهي الصفقة التي ربما يحسمها إيلون ماسك أحد أبرز مؤيدي ترامب، الذي دعم الرئيس في حملته الانتخابية بأكثر من 200 مليون دولار.
منذ ساعات وقع ترامب على أمر تنفيذي يؤخر فرض حظر على تطبيق المقاطع المصورة القصيرة «تيك توك» لمدة 75 يوماً بعد أن كان مقرراً إغلاقه في 19 يناير، في الوقت ذاته اقترح الرئيس الأميركي أن تكون للولايات المتحدة ملكية 50% من التطبيق في الولايات المتحدة مقابل عدم حظره، في صفقة قد تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار، وربما تذهب إلى أحد مساعدي ترامب المقربين، مؤسس «تسلا» ومالك منصة «إكس»، إيلون ماسك.
وتم إيقاف التطبيق الذي يستخدمه 170 مليون أميركي عن العمل لفترة وجيزة في الولايات المتحدة يوم السبت الماضي، قبل ساعات من سريان قانون يحتم على شركته الأم الصينية «بايت دانس» بيعه لأسباب تتعلق بالأمن القومي يوم الأحد.
يوجه القرار وزارة العدل الأميركية بعدم تنفيذ قانون التطبيقات الخاضعة لسيطرة الخصوم الأجانب، الذي أقر بدعم واسع من الحزبين في الكونغرس ووقعه الرئيس السابق جو بايدن في إبريل، والذي ينص على حظر «تيك توك» في الولايات المتحدة اعتباراً من 19 يناير ما لم يتم بيعه لمشتر من أميركا أو أحد حلفائها، ويمنح القانون الرئيس سلطة تقديرية واسعة النطاق بشأن كيفية فرض الحظر.
كان وعد ترامب في منشور على موقع «تروث سوشيال» بأنه سيوقع على إجراء تنفيذي يوم الاثنين حتى لا يتم فرض القانون بما في ذلك انتهاكات الحظر التي حدثت قبل أن يصبح رئيساً.
وفقاً لوسائل إعلام أميركية وردت بعض التقارير غير المؤكدة حول احتمال أن يكون الملياردير إيلون ماسك، واحداً من المرشحين المحتملين للحصول على صفقة «تيك توك»، وهو ما تم استبعاده حتى الآن، إلا أن نفياً قاطعاً لم يصدر عن أي من الأطراف.
وتقدم اثنان من المشترين المحتملين، بعرضين، المشتري الأول مجموعة يقودها الملياردير فرانك ماكورت وكيفن أوريلي من برنامج «شارك تانك»، والثاني الشركة المالكة لمحرك البحث بالذكاء الاصطناعي «بيربليكستي».
قالت مجموعة المشترين التابعة لماكورت إنها ستشتري أصول «تيك توك» الأميركية من دون الخوارزمية وتعيد بناء التطبيق.
وقال أوليري لشبكة «سي إن إن» الأميركية إنه التقى ترامب في وقت سابق من الشهر الجاري لمناقشة آفاق التطبيق، ولفت إلى أن «بايت دانس» استلمت العرض والذي من المتوقع أن تكون قيمته نحو 20 مليار دولار.
أوضح ترامب أن قراره بالتراجع عن فرض رسوم جمركية شاملة على الصين كان يهدف إلى خلق مساحة للتفاوض بشأن صفقة «تيك توك»؛ ما يمثل ورقة ضغط استراتيجية.
الرئيس الأميركي أضاف أيضاً أن هذا القرار يمكن أن يكون له انعكاسات إيجابية على الاقتصاد الأميركي. في السياق ذاته، أشار ترامب إلى إمكانية فرض ضرائب بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك اعتباراً من الأول من فبراير.
كتب ترامب في قراره «التوقيت المؤسف للمادة 2 (أ) من القانون - قبل يوم واحد من تولي منصبي كرئيس الولايات المتحدة السابع والأربعين يتعارض مع قدرتي على تقييم الآثار المترتبة على حظر القانون على الأمن القومي والسياسة الخارجية قبل أن تدخل حيز التنفيذ».
وأكد ترامب وفقاً للقرار «يتعارض هذا التوقيت أيضاً مع قدرتي على التفاوض على قرار لتجنب الإغلاق المفاجئ لمنصة (تيك توك) مع معالجة مخاوف الأمن القومي».
إلى ذلك أوضح الرئيس الأميركي في منشور على موقع «تروث سوشيال» يوم الأحد: «سأصدر أمراً تنفيذياً يوم الاثنين لتمديد الفترة الزمنية قبل سريان حظر القانون، حتى نتمكن من إبرام صفقة لحماية أمننا القومي»، وأضاف أنه لن يحمل شركاء «تيك توك» التكنولوجيين بما في ذلك «أبل» و«غوغل» و«أوراكل»، مسؤولية الاستمرار في توفير التطبيق حتى يوقع على الأمر.
في حين قالت شركة «تيك توك» إن الاطمئنان إلى أنها لن تفرض غرامات على شركائها التقنيين هو ما سمح لها بإعادة إمكانية وصول المستخدمين في الولايات المتحدة.
أضافت شركة «تيك توك» في بيان يوم الأحد: «نشكر الرئيس ترامب على توفير الوضوح اللازم والضمانات لمقدمي خدماتنا بأنهم لن يواجهوا أية عقوبات عند تقديم (تيك توك)، وسنعمل مع الرئيس ترامب على إيجاد حل طويل الأمد يبقي التطبيق في الولايات المتحدة».
يتطلب القانون، الذي تم إقراره بدعم من الحزبين ووقعه الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في أبريل، من شركة «بايت دانس»، الشركة الأم لتطبيق «تيك توك»، بيع التطبيق إلى مشترٍ من الولايات المتحدة أو أحد حلفائها بسبب المخاوف من أن التطبيق قد يشكل خطراً على الأمن القومي، وهو ما تقاومه «بايت دانس».
خلال يومي الأحد والاثنين، اقترح ترامب أن يقوم أحد الأميركيين بشراء نصف الشركة ويديرها كمشروع مشترك بنسبة 50-50 مع مالكيها الحاليين.
لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا الحل من شأنه أن يرضي من في الكونغرس الذين أقروا القانون، بمن في ذلك أعضاء حزب ترامب المعنيين بالسيطرة الأجنبية على منصة شعبية.
ينص القانون على أن يتوقف شركاء تكنولوجيا «تيك توك» بما في ذلك «أوراكل»، التي تستضيف محتوى «تيك توك» في الولايات المتحدة، و«أبل» و«غوغل»، التي تستضيف «تيك توك» في متاجر التطبيقات الخاصة بهما - عن دعم التطبيق أو مواجهة غرامات تصل إلى 5000 دولار لكل من لديه حق الوصول إلى المنصة بدءاً من يوم الأحد.
