الرئيس الصيني يزور ماليزيا لتعزيز التعاون الإقليمي في ظل رسوم ترامب

التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم الأربعاء ملك ماليزيا ورئيس وزرائها لتعزيز التعاون الثنائي ومكانة بكين كشريك موثوق في جنوب شرق آسيا في ظل مخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأميركية مؤخرًا على العديد من الدول وعلى رأسهم الصين.

ومن المنتظر أن تقود هذه الجولة التي استهلها شي في فيتنام إلى كمبوديا في وقت تسعى بكين إلى تنسيق الرد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.

التعاون الثنائي

استقبل الملك الماليزي سلطان إبراهيم الرئيس الصيني في قصر استانا. واجتمع شي بعد محادثاته مع الملك برئيس الوزراء أنور إبراهيم في العاصمة الإدارية بوتراجايا، قرب كوالالمبور.

وتطرّقا إلى التعاون الثنائي ومسائل إقليمية ثم حضرا توقيع اتفاق تعاون يقوم خصوصا على التكنولوجيات الناشئة والذكاء الاصطناعي ووسائل الإعلام والسينما والسياحة.

ومن المنتظر أن يشارك شي في فترة لاحقة في مأدبة عشاء في مقرّ الإقامة الرسمية لرئيس الوزراء في بوتراجايا.

ونقل التلفزيون الصيني عن شي قوله الثلاثاء إنه فضل الجهود المشتركة من الجانبين ستحقق هذه الزيارة بالتأكيد نتائج مثمرة.

جولة إقليمية

بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الإثنين جولة إقليمية بزيارة إلى فيتنام، حيث تسعى بكين لتقديم نفسها كشريك موثوق به في ظل حالة عدم اليقين التي تسببها سياسات الرئيس الأميركي المتقلبة، خاصة بعد فرضه ثم تعليقه لرسوم جمركية إضافية لم تشمل الصين.

وتعتبر الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، بما فيها فيتنام وماليزيا، من بين الاقتصادات الأكثر تأثرًا بالرسوم الجمركية الأميركية التي تم تعليقها مؤقتًا لمدة ثلاثة أشهر.

وفي حال تطبيق هذه الرسوم، ستواجه فيتنام، وهي قوة صناعية وعضو في التكتل الإقليمي، تعريفة جمركية بنسبة 46% على صادراتها المتجهة إلى الولايات المتحدة. وبالمثل، ستخضع كمبوديا المجاورة، وهي مركز رئيسي لإنتاج الملابس منخفضة التكلفة للعلامات التجارية الغربية الكبرى، لرسوم بنسبة 49%. أما ماليزيا، فستكون نسبة الرسوم 24%.

وشهد العام الماضي احتفال الصين وماليزيا، اللتان تجمعهما علاقات تجارية قوية، بالذكرى الخمسين لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، وذلك على الرغم من الخلافات المستمرة حول المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

وتحتل الصين المرتبة الأولى كأكبر شريك تجاري لماليزيا للعام السادس عشر على التوالي. ووفقًا لوزارة الخارجية الماليزية، بلغت قيمة التبادلات التجارية بين البلدين في عام 2024 ما نسبته 16.8% من إجمالي التبادل التجاري لماليزيا.

وسيختتم الرئيس شي جولته التي تستمر في ماليزيا حتى يوم الخميس بزيارة إلى كمبوديا، التي تعتبر حليفًا ثابتًا لبكين في منطقة جنوب شرق آسيا.