بعد اشتعال حرب الرسوم.. ماذا قال ترامب عن صفقة «تيك توك»؟

في ظل تصاعد أزمة الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحديث عن صفقة فصل أصول «تيك توك» الأميركية، التي كانت أحد المواضيع الساخنة في الصراع التجاري بين البلدين.

ودخلت الرسوم الجمركية الصينية البالغة نسبتها 84% على المنتجات الأميركية حيز التنفيذ يوم الخميس؛ ما يمثل مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي تشنها واشنطن، ويزيد المخاوف من حدوث ركود عالمي.

جاء ذلك بالتزامن مع رد الرئيس الأميركي على القرار الصيني برفع نسبة الرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية إلى 125% تسري على الفور، في الوقت الذي أصدر فيه قرارًا بخفض الرسوم على الكثير من الدول لمدة 90 يومًا، بهدف إتاحة المجال للتفاوض بشأن الحواجز التجارية.

ومع استمرار فرض الولايات المتحدة لرسوم جمركية على الواردات الصينية، تسعى إدارة ترامب لاستخدام الضغط التجاري كأداة لدفع الصين إلى الامتثال لمطالبها بشأن بيع عمليات «تيك توك» لشركات أميركية.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، إن صفقة محتملة لفصل أصول «تيك توك» الأميركية لا تزال «مطروحة» بعد أيام من تعليقها. وأضاف لصحفيين في المكتب البيضاوي: «لدينا صفقة مع بعض الأشخاص المتميزين، وبعض الشركات الغنية جدًا التي ستحسن استخدام تيك توك، لكن علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث مع الصين... الصفقة مطروحة».

توقف الصفقة

وقبل أيام، تعثرت صفقة فصل أصول تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة بعد رفض الصين الموافقة عليها إثر إعلان ترامب فرض رسوم جمركية على الصين، حسب ما نقلته «رويترز» عن مصدرين مطلعين.

وقال أحد المصدرين إن الصفقة التي اكتملت صياغتها إلى حد كبير كانت ستفصل عمليات «تيك توك» في الولايات المتحدة لتصبح شركة جديدة مقرها الولايات المتحدة يملكها ويديرها أغلبية من المستثمرين الأميركيين، وكانت شركة «بايت دانس» المالكة للتطبيق ستحتفظ بموجب هذه الصفقة بحصة أقلية تقل عن 20%.

وذكر المصدر أن الصفقة حظيت بموافقة المستثمرين الحاليين والجدد لـ «بايت دانس» والحكومة الأميركية.

ومدد ترامب، الجمعة الماضية، مهلة نهائية لشركة «بايت دانس» لبيع أصول التطبيق في الولايات المتحدة إلى مشترٍ غير صيني لمدة 75 يومًا، وإلا ستواجه حظرًا كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في يناير الماضي بموجب قانون صدر العام 2024.

وفي توضيح لسبب تمديد المهلة التي كان من المفترض أن تنتهي يوم السبت الماضي، قال ترامب على منصات التواصل الاجتماعي: «تتطلب الصفقة مزيدًا من العمل لضمان توقيع جميع الموافقات اللازمة». وأضاف: «نأمل أن نواصل العمل بحسن نية مع الصين، التي أتفهم أنها غير راضية تمامًا عن رسومنا الجمركية المضادة».

عروض أميركية

وفي ظل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أبدت عدة شركات أميركية رغبتها في الاستحواذ على تطبيق «تيك توك»، ومن أبرزها «مايكروسوفت»، التي دخلت في مفاوضات لشراء «تيك توك» في العام 2020، و«أوراكل»، التي تجري محادثات للاستحواذ على عمليات «تيك توك» في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، بالتعاون مع مستثمرين أميركيين آخرين.

كما أعربت «أمازون» عن اهتمامها بالاستحواذ على «تيك توك» لتعزيز وجودها في مجال المحتوى الرقمي والتواصل الاجتماعي.

وأبدت شركة «إكس» رغبتها في شراء «تيك توك» لتعزيز منصتها بمحتوى الفيديو القصير، وجذب جمهور أوسع. فيما تفكر «وول مارت» في الانضمام إلى مجموعة من المستثمرين لشراء «تيك توك»، بهدف تعزيز استراتيجياتها الرقمية والتوسع في التجارة الإلكترونية.

بالإضافة إلى ذلك، يقود نجم يوتيوب «مستر بيست» تحالفًا من المستثمرين الأميركيين لشراء «تيك توك» بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، بمشاركة مستثمرين بارزين مثل ديفيد بازوكي، مؤسس شركة «روبلوكس»، وناثان مكولي، مؤسس شركة «أنكوريج ديجيتال».

تأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث تسعى الولايات المتحدة لحماية بيانات مستخدميها وضمان عدم تأثير النفوذ الصيني على المعلومات الحساسة.