تحدث المستثمرون لسنوات عن شركة «أبل» (Apple) كملاذ آمن محتمل في أوقات اضطراب السوق، لكن التعريفات الجمركية والاضطرابات الأخيرة أفقدت عملاقة التكنولوجيا جاذبيتها في الأسواق.
وتراجعت الشركة المصنعة لهواتف «آيفون» (iPhone) في الجلسات الأخيرة، ما أدى إلى استمرار ضعف أدائها منذ بداية العام، وسط عدد متزايد من المخاطر التي تطغى على خصائصها التقليدية عالية الجودة.
وانخفضت الأسهم بنسبة 13% هذا العام، وهي خارجة من أكبر انخفاض لها على مدار ثلاثة أيام منذ نوفمبر 2022، وهي موجة بيعية أوصلت السهم إلى أدنى مستوى إغلاق له منذ سبتمبر.
ووفق تقرير لوكالة «بلومبرغ»، فإنه على الرغم من أن شركة «أبل» تُحقق نمواً ثابتاً في الأرباح، وتجلس على جبل من السيولة، إلا أن الرياح المعاكسة جعلتها معرضة بشدة لعدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية مع الصين، كما أن عروض الذكاء الاصطناعي التي تقدمها قد تلاشت أو تأجلت مراراً وتكراراً.
يقول تيم غريسكي، كبير استراتيجيي المحافظ الاستثمارية في شركة (Ingalls & Snyder): «يحب الناس أن يستثمروا في «أبل»، ولكن السهم في الوقت الحالي باهظ الثمن، والنمو بطيء، ومحفزاته غائبة»، وفق «بلومبرغ».
غريسكي أضاف أن الذكاء الاصطناعي لا يفيدها كثيراً، كما أنها معرضة للخطر الشديد مع التعريفات الجمركية على الصين، مشيراً إلى مرور وقت طويل منذ أن ابتكرت شيئاً ملفتاً.
وتعكس التقلبات الأخيرة ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، لا سيما فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية. فقد قام الرئيس دونالد ترامب مؤخراً بمضاعفة الرسوم المفروضة على الصين إلى 20%، وهو تطور كبير محتمل بالنسبة لشركة «أبل»، التي تعتبر البلد مركزاً رئيساً للتصنيع وسوقاً رئيسة؛ فقد حصلت على حوالي 17% من إيراداتها المالية لعام 2024 من منطقة الصين الكبرى، وفقاً للبيانات التي جمعتها «بلومبرغ».
ويحسب أنوراج رانا، المحلل في «بلومبرغ إنتليجنس»، فإن «أبل» تواجه انخفاضاً يتراوح بين 100 و150 نقطة أساس على هامش التشغيل وضريبة بنسبة 1-2% على نمو المبيعات إذا استمرت الرسوم الإضافية في السنة المالية بأكملها.
يأمل المستثمرون في أن تحصل شركة «أبل» على إعفاء، كما فعلت خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وقد أعلنت مؤخراً عن خطط إنفاق محلية اعتُبرت وسيلة لكسب التأييد.
قد يؤدي تجنب التعريفات الجمركية إلى إزالة العبء عن السهم، ولكنه لن يمثل حافزاً كبيراً بخلاف ذلك في وقت يتوق فيه المستثمرون إلى رؤية نمو أكثر قوة.
كان المستثمرون متفائلين بأن هاتف (iPhone 16)، وهو أول هاتف متوافق مع ميزات الذكاء الاصطناعي، سيغري المستهلكين على شراء أحدث طراز. ومع ذلك، فقد كان الطلب مخيباً للآمال حتى الآن.
وفي أحدث مثال على معاناتها مع التكنولوجيا المتطورة، فإنها تؤجل إصدار مساعدها الرقمي Siri المزود بالذكاء الاصطناعي إلى أجل غير مسمى.
وانخفضت الإيرادات في خمسة من الأرباع التسعة الماضية، وبينما يتوقع المحللون نمواً بنسبة 4.7% في العام المالي 2025، فإن هذا أقل من نصف الوتيرة المتوقعة لقطاع التكنولوجيا بشكل عام والتي تبلغ 11.8%، وفقاً لـ(Bloomberg Intelligence).
قال سكوت يوشك، المدير الإداري لاستراتيجية الأسهم في شركة (Truist) للخدمات الاستشارية: «هناك الكثير من عدم اليقين حول «أبل» بسبب التعريفات الجمركية، والشكوك في قدرتها على النمو بما يكفي للتغلب على المخاطر كلها مثل هذه وعقبة التقييم».
يوشك ليس وحده، فأقل من ثلثي المحللين الذين تتبعتهم «بلومبرغ» يوصون بشراء السهم، ما يجعل «أبل» أقل الأسهم الرائعة المحبوبة عدا شركة «تسلا».