هل تشكل رئاسة ترامب عصراً ذهبياً للعملات الرقمية؟

يتوقع حاملو العملات المشفّرة عصراً ذهبياً للأصول الرقمية تحت رئاسة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب. هذا الأمل دفع بيتكوين، أول عملة مشفّرة في العالم، إلى ارتفاع هائل. وتجاوز سعر بيتكوين 100,000 دولار لأول مرة في ديسمبر، وارتفع أكثر من الضعف خلال عام 2024. وتم تداوله بحوالي 93,815 دولاراً اليوم الثلاثاء حوالي الساعة 10:35.

كما شهدت عملات رقمية أخرى مثل الإيثر والسولانا قفزات مماثلة. ويعتقد بعض المتحمسين أن هذه البداية فقط. فيما يلي ما يجب معرفته عن الاتجاهات المستقبلية للبيتكوين في الولايات المتحدة:

وعود الحملة الانتخابية

وعد الرئيس المنتخب بجعل الولايات المتحدة «عاصمة العالم للعملات المشفّرة». وخلال حملته الانتخابية، قدم دونالد ترامب نفسه كمدافع عن الأصول الرقمية وأنصارها. وتعهد بتمرير قوانين تعامل العملات المشفّرة بطريقة مختلفة عن الأسهم والسندات، وبإنشاء احتياطي استراتيجي للاحتفاظ بالبيتكوين الموجود في الولايات المتحدة.

أطلق الملياردير الجمهوري شركة متخصصة في العملات المشفّرة مع عائلته. كما سعى لجذب أصوات وأموال كبار الأسماء في الصناعة. وقال ترامب مؤخراً على قناة «سي إن بي سي» بعد قرعه جرس افتتاح بورصة نيويورك: «سنقوم بشيء كبير مع العملات المشفّرة. الآخرون يتبنونها، ونريد أن نكون في المقدمة».

لم يكن الرئيس المنتخب دائماً داعماً للأصول الرقمية. فقد سبق له أن صرح بأنها تعتمد على «هواء سائل» ووصف بيتكوين بأنه «احتيال ضد الدولار». في عام 2022، غيّر موقفه وأطلق خطه الخاص من الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وهي شهادات مدعومة بأصول رقمية تُوَثَّق عبر تقنية البلوك تشين.

أنصار العملات المشفّرة في قلب الحكومة

اختار دونالد ترامب العديد من مؤيدي العملات المشفّرة لشغل مناصب رئيسية في إدارته. من المتوقع أن يرأس بول أتكينز، المحامي المحافظ المؤيد للعملات المشفّرة، هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC). ويرتقب أن يتنحى الرئيس الحالي غاري جينسلر، الذي رفع دعاوى قضائية ضد عدة منصات رئيسية للعملات المشفّرة في السنوات الأخيرة، في يوم التنصيب.

اختار دونالد ترامب هوارد لوتنيك، المدير العام لشركة «كانتور فيتزجيرالد»، وهي شركة مالية تمتلك جزءاً كبيراً من أصول شركة «تيثر» للعملات المشفّرة، ليكون وزير التجارة. وسيتولى المستثمر المغامر ديفيد ساكس منصب قيصر البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي والعملات المشفّرة.

كما أعلن دونالد ترامب عن إنشاء وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، التي يرأسها إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي، مؤسس شركة للتكنولوجيا الحيوية. ويُعتبر رئيس «تسلا» مؤيدًا معروفًا لعملة الدوجكوين.

قادة القطاع يضغطون للحصول على قوانين مواتية

يسعى المتداولون وقادة شركات العملات المشفّرة للحصول على وضع خاص يعفيهم من بعض اللوائح المفروضة على وول ستريت. يعتقد أنصار بيتكوين أن الاحتياطي الاستراتيجي الوطني يمكن أن يساهم في إضفاء الشرعية على الرموز الرقمية، مما يؤدي إلى زيادة قيمتها والحد من تقلبات الأسعار.

ورحب متداولو العملات المشفّرة بالمشاريع الأولية للرئيس المنتخب. حيث اندفع المستثمرون لشراء صناديق التداول المرتبطة بالبيتكوين، مما ساهم في رفع سعره. وضخوا أكثر من 12 مليار دولار في صناديق متداولة في البورصة مدرجة في الولايات المتحدة منذ يوم الانتخابات.

كما يأمل قادة الاقتصاد الرقمي في تحسين العلاقات مع البنوك، التي ابتعدت في الغالب عن القطاع بعد انهيار شركتين ماليتين للعملات الرقمية ورفع العديد من الدعاوى القضائية من قبل الجهات التنظيمية المصرفية.

قال بوبي زاغوتا، المدير العام لمنصة العملات المشفّرة «بيتستابم»: «أجد أنه من الصادم أن القطاع المصرفي لا يرغب في خدمة العملات المشفّرة، كما لو كانت نشاطًا غير قانوني. آمل أن تُعيد الإدارة تنظيم هذا الأمر».

أسماء كبيرة في وول ستريت 

يتفاعل كبار اللاعبين في «وول ستريت» مع الحماسة المتزايدة للعملات المشفّرة. أطلقت شركة «بلاك روك» التي غيّر مديرها العام لاري فينك موقفه بعد انتقاده للعملات المشفّرة، في يناير صندوقها «صندوق بيتكوين iShares»، وهو صندوق يتيح للأفراد شراء بيتكوين على حسابات الوساطة بسهولة مشابهة لشراء الأسهم. وظهرت الخيارات المتعلقة بالصندوق في نوفمبر.

صرح ريك ورستر، المدير العام الجديد لشركة «تشالرز شواب»، أن الشركة تدرس تقديم معاملات فورية على العملات المشفّرة مثل بيتكوين والإيثر على منصتها للتداول عندما تصبح اللوائح أقل صرامة.

في نوفمبر، كشفت «غولدمان ساكس» أنها تمتلك أكثر من 700 مليون دولار في صناديق متداولة للعملات المشفّرة. وقد أعرب مديرها العام ديفيد سولومون عن شكوكه في الأصول الرقمية، رغم وصفه تقنية سلسلة الكتل (البلوك تشين) بأنها «تقنية واعدة».

السؤال الكبير: إلى أين ستتجه الأسعار؟

لا شيء يضمن أن العملات المشفّرة، المعروفة بتقلباتها العنيفة، ستواصل صعودها. قال أليكس ثورن، رئيس قسم الأبحاث في «غالاكسي ديجيتال»: «يعتقد السوق أن هناك عددا كبيرا من المحفزات في الأفق. لكن لم يتحقق أي منها بعد». وأضاف: «قد تكون السياسات مواتية ولكنها لا تزال تبدو غير كافية في نظر السوق».

لم يكن الارتفاع الحالي للبيتكوين إلى 100,000 دولار متوقعاً قبل فترة قصيرة. ففي عام 2022، انخفض سعر بيتكوين إلى أقل من 16,000 دولار بعد انهيار منصة «إف تي إكس» للعملات المشفّرة التي يملكها سام بانكمان-فرايد.

يرى بعض المحللين أن رئاسة ترامب قد تسبب تقلبات في جميع فئات الأصول؛ بسبب ميل الرئيس المنتخب للإدلاء بتصريحات عفوية تؤثر في السوق. وقد كان مثل هذا المناخ ملائمًا للبيتكوين في الماضي.