شهدت أسعار البيتكوين انخفاضًا بنسبة 5%، وهو أكبر تراجع للعملة الرقمية الرائدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر. جاء هذا التراجع على خلفية موجة بيع واسعة النطاق أثرت في الأصول عالية المخاطر، وذلك عقب تصريحات رئيس بنك الاحتياطي "الفيدرالي" الأميركي، جيروم باول، التي أشار فيها إلى احتمال تخفيض محدود لأسعار الفائدة بحلول عام 2025.
انخفضت البيتكوين لفترة وجيزة إلى أقل من 100 ألف دولار، حيث بلغت 98,760 دولاراً، قبل أن تشهد بعض التعافي، وتعود إلى مستوى 101,000 دولار أميركي في الساعات اللاحقة.
تأثرت أسواق الأسهم المرتبطة بالبيتكوين بشكل مباشر، وتراجعت أسهم شركة «مايكروستراتيجي» (MicroStrategy)، التي تُعتبر وكيلاً رئيساً للبيتكوين، بنسبة 9.5%.
كما شهدت شركات تعدين العملات الرقمية، مثل «مارا هولدينجز» (MARA Holdings) و «ريوت بلاتفورمز» (Riot Platforms)، انخفاضاً حاداً بنسبة تتراوح بين 12% و14%. ولم تسلم العملات الرقمية الأخرى مثل «إيثيريوم» (Ether)، و «دوغ كوين» (Dogecoin)، و «XRP» من الخسائر، حيث سجلت جميعها تراجعات ملحوظة.
أثار الرئيس المنتخب دونالد ترامب الجدل بإحياء فكرة إنشاء احتياطي إستراتيجي أميركي من «البيتكوين». ووفقاً لخطته، يمكن استخدام البيتكوين المصادرة للبدء في هذا الاحتياطي. ورغم حماسة البعض لهذه الفكرة، فإن تصريحات باول خففت حدة التوقعات؛ ما زاد الضغط على الأسواق.
في حديثه خلال المؤتمر الصحفي بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الـ18 من ديسمبر، أكد باول أن الاحتياطي "الفيدرالي" لا يمتلك الصلاحيات القانونية لتخزين البيتكوين أو أي عملات رقمية، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب تشريعاً من الكونغرس.
رغم الانخفاض الأخير، ارتفعت البيتكوين بنسبة 50% منذ انتخاب ترامب، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 108,316 دولاراً في وقت سابق من الأسبوع.
ويعود هذا الارتفاع إلى تعهد ترامب بتحرير سوق العملات الرقمية من القيود التنظيمية، بالإضافة إلى احتمالية إنشاء احتياطي إستراتيجي.
مع ذلك، أثرت توقعات الاحتياطي "الفيدرالي" الحذرة على الأصول المضاربية، بما في ذلك البيتكوين.
يعتقد بعض المحللين، مثل بول فيراديتاكيت (Paul Veradittakit) من «بانثيرا كابيتال» (Pantera Capital)، أن السوق سيحظى بدعم قوي، يرى آخرون أن انخفاضاً أكبر إلى مستوى 90 ألف دولار قد يكون ممكناً على المدى القصير، وفقاً لبلومبرغ.