الأصول الرقمية المسروقة من محفظة «إيثيريوم»
تمكنت منصة «بايبت» (Bybit)، ثاني أكبر منصات تداول العملات الرقمية حول العالم من حيث حجم التداول، من إعادة بناء خزينتها من عملة الإيثريوم التي فقدت منها 1.5 مليار دولار، إثر تعرضها لأكبر عملية سطو في تاريخ العملات الرقمية.
جاء ذلك بعد قيام قراصنة، في الـ21 من فبراير الجاري، بسرقة ما تصل قيمته لنحو 1.5 مليار دولار من الأصول الرقمية من محفظة إيثيريوم لدى المنصة؛ ما جعل عملية الاحتيال هذه الأكبر المسجلة في تاريخ العملات الرقمية.
ورغم هذا الخرق غير المسبوق، فقد أسهمت استجابة المنصة السريعة والتعامل بشفافية مطلقة في إدارة الأزمة بضمان الحفاظ على استقرار سوق العملات الرقمية، وعدم تعرضها لتقلبات شديدة.
سارع الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك للمنصة بن تشو إلى توجيه حديثه لمجتمع المنصة في غضون 30 دقيقة فقط عبر منصة «إكس» وأجرى بثاً حياً بعد ساعة واحدة فقط من وقوع الحادثة.
واستمرت هذه الجلسة الحية أكثر من ساعتين قدّم خلالها تحديثات مستمرة ومعلومات مفصلة، ضماناً لإحاطة جميع الأطراف المعنية بالتفاصيل الضرورية، وطمأنتهم حيال الوضع الراهن.
كما قال مؤسس الشركة بن تشو، إنه يمكن تغطية الأموال المسروقة من قبل الشركة أو عبر قروض من شركاء لها، إذ تبلغ أصول هذه الشركة 20 مليار دولار (15 مليار جنيه إسترليني).
خلال الأزمة، بقيت خدمات السحب والمنتجات لدى المنصة تعمل كالمعتاد، وتمكّن العملاء من الوصول للدعم ومديري العلاقات المعنيين بهم دون أي انقطاع.
وحرص مجتمع العملات الرقمية على الوقوف بجانب «باي بت» دعماً لها خلال هذه الأزمة؛ ما أظهر تكاتفهم التام في وجه التهديدات الأمنية، إذ حرصت أكبر منصات تداول العملات الرقمية على حجب محافظ القراصنة الذين قاموا بعملية الاستيلاء على الأصول الرقمية منعاً لتحويلها.
كذلك أكد تضافر الجهود بأسلوب غير مسبوق النضج المتنامي لقطاع العملات الرقمية، حيث وحَّدت منصات التداول، التي كانت متنافسة بالأساس، جهودها مشكلة تحالفاً واحداً للتصدي لمثل هذه الأزمات عند وقوعها.
ورغم الحجم الكبير لعملية الاحتيال، فقد كان لضمانات «باي بت» القائمة على مبدأ واحد لمثله، دور في تأمين أصول العملاء وحمايتها من أي خطر.
طمأن بن تشو المستخدمين حول قوّة المنصة وقدرتها على تغطية الخسائر، مشدداً على أن أصول العملاء مدعومة وفق المبدأ المذكور.
في غضون ذلك تعاملت «باي بت» مع أكثر من 350 ألف طلب سحب بكفاءة عالية خلال 12 ساعة من عملية القرصنة.
ورغم ارتفاع طلب سحب الأصول، فقد ضمنت المنصة إكمال الطلبات جميعها دون أي تأخير ملحوظ، إذ عادت عمليات «باي بت» سريعاً لوضعها الطبيعي، واستعادت مستويات نشاط المستخدمين وتيرتها المسجلة قبل حادثة القرصنة في غضون 24 ساعة فقط.
تأسست بورصة «باي بت» ومقرها دبي، عام 2018، ولديها أكثر من 60 مليون مستخدم حول العالم، بحسب ما تقول الشركة التي توفر إمكانية الوصول إلى العديد من العملات المشفرة.
آخر سرقة من هذا النوع حدثت عام 2022 حين سُرق 620 مليون دولار من عملة «إيثيريوم» وعملة الدولار الأميركي الرقمية من شبكة رونين.