تؤثر الانتخابات الرئاسية الأميركية بشكل كبير على أسواق العملات المشفرة؛ نظراً لتأثير القرارات السياسية، والسياسات الاقتصادية للبلاد. ويبدو أن مجتمع العملات المشفرة يرى أن مقترحات ترامب أكثر وضوحاً مقارنةً بمقترحات هاريس. ومع ذلك، يتعين على المتداولين توخي الحذر، حيث تتسم أسواق العملات المشفرة بحساسية مفرطة تجاه حالة عدم اليقين السياسي وغالباً ما تشهد تقلبات حادة خلال مواسم الانتخابات.
يعبر عدد من متداولي العملات المشفرة عن تفضيلهم لترامب، مدفوعاً بتصريحاته التي تشير إلى تبنيه سياسات داعمة للعملات المشفرة. ففي مؤتمر «بيتكوين» في ناشفيل في 27 يوليو، اقترح ترامب إنشاء احتياطي وطني إستراتيجي للبيتكوين لتعزيز مكانة الولايات المتحدة في تبني العملات المشفرة، وأعلن عن خطط لتشكيل مجلس استشاري رئاسي خاص بالبيتكوين والعملات الرقمية بهدف وضع توجيهات تنظيمية واضحة.
كما انتقد ترامب رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية الحالي، غاري غينسلر، وأعرب عن رغبته في إزاحته عن المنصب بسبب موقف الإدارة الحالي تجاه تنظيم العملات المشفرة. بالإضافة إلى ذلك، أطلق أبناؤه، دونالد ترامب الابن وإريك ترامب، في سبتمبر الماضي بورصة العملات المشفرة «ورلد ليبرتي فاينانشيال»، ما يعكس التوجه المتزايد لعائلة ترامب نحو هذه الصناعة.
من جانبها، عبّرت كامالا هاريس، المرشحة الثانية في السباق الرئاسي، عن دعمها لصناعة العملات المشفرة، وإن لم تكن بنفس وضوح ترامب. ففي أغسطس، أشارت هاريس إلى الإمكانيات التي يوفرها «البلوك تشين» في مختلف القطاعات، مع التأكيد على الحاجة إلى تنظيم متوازن يدعم الابتكار ويحمي المستهلكين.
وفي 22 سبتمبر، خلال فعالية لجمع التبرعات في نيويورك، صرحت هاريس بأنها تعتزم دعم التقنيات المبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي والأصول الرقمية، مع التركيز على حماية المستهلكين والمستثمرين. كما أعلنت في أكتوبر عن خطط لإقامة إطار تنظيمي يحمي المستثمرين في العملات الرقمية والأصول الرقمية الأخرى. وشهدت حملتها تواصلاً مع قادة الصناعة لمناقشة مستقبل الأصول الرقمية؛ مما يبرز استعدادها لدمج ابتكارات العملات الرقمية في أجندتها السياسية.
في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، تراجعت عملة البيتكوين بنسبة 5.5% على مدى خمسة أيام بعد فوز ترامب، إلا أنها تعافت بسرعة بعد ذلك. أما في انتخابات 2020، فقد شهدت العملات المشفرة ارتفاعاً ملحوظاً بعد فوز جو بايدن، إذ ارتفعت البيتكوين بأكثر من 22% خلال 11 يومًا من إعلان النتائج، مدفوعةً بتأثيرات جائحة كورونا، مثل خفض أسعار الفائدة وإصدار شيكات التحفيز للأسر الأميركية.