التدهور الاقتصادي وانخفاض الفائدة وراء المشتريات المكثفة
أثارت «ميتا بلانيت» (Metaplanet) ضجة ضمن مشهد الاستثمار في اليابان، في الوقت الذي لا يزال كفاح أكبر عملة مشفرة في سوق الكريبتو «بيتكوين» مستمراً قرب مستويات الـ90 ألف دولار.
كانت «بيتكوين» قفزت إلى ذروة غير مسبوقة الأسبوع الماضي، إلا أن توجه شركة الاستثمار الجريء اليابانية يتزامن مع اقتراب الين من قاع 38 عاماً، مع معدلات فائدة تقترب من صفر%.
وفقاً لبيان الشركة فقد ارتفعت حيازة «ميتا بلانيت» إلى 1018 عملة «بيتكوين» بقيمة 92.18 مليون دولار، وأصبحت الآن ثاني أكبر شركة هذه العملة في آسيا.
تمثل ممتلكات «ميتا بلانيت» الإجمالية الآن 0.005% من إجمالي المعروض من «بيتكوين»؛ ما يعزز تبني الأصل المشفر كمخزن للقيمة والتحوط.
وفقاً لبيان للشركة اليوم الاثنين، صعدت «ميتا بلانيت» وتيرة رغبتها في امتلاك الرمز المشفر الأغلى في العالم.
إذ أعلنت «ميتا بلانيت» إصدار سندات بقيمة 1.75 مليار ين (11.8 مليون دولار) بسعر فائدة منخفض للغاية يبلغ 0.36%.
وقالت الشركة إن الهدف يتمثل في شراء المزيد من «بيتكوين»، وفي غضون ذلك اشترى «صندوق إيفو» (EVO FUND) كل السندات المطروحة، ما يدل على أن المستثمرين على استعداد لتنفيذ الخطة المحفوفة بالمخاطر.
لكن ما الذي يدفع الشركة اليابانية للاستثمار، وكذلك الاقتراض، لشراء هذا القدر في الأصل المتقلب؟
تكمن الإجابة في المشاكل الاقتصادية التي تواجهها اليابان، حيث أجبر ضعف الين، وارتفاع الدين الحكومي إلى مستويات غير مسبوقة، وانخفاض أسعار الفوائد في رابع أكبر اقتصاد بالعالم، الشركة على التحوط بشراء «بيتكوين».
قالت «ميتا بلانيت» في بيان «بالنسبة لنا، فإن (بيتكوين) ليس مجرد أصل، بل درع ضد عدم اليقين الاقتصادي، حيث نتعامل منذ إبريل الماضي، مع (بيتكوين) باعتبارها احتياطي الخزانة الرئيس لدينا».
لم تأت هذه الخطوة بين عشية وضحاها، ففي أبريل، اشترت «ميتا بلانيت» أول 117.7 وحدة «بيتكوين» مقابل 7.19 مليون دولار.
بعد بضعة أشهر، اقترضت 6.8 مليون دولار من «إم إم إكس إكس فينتروس» (MMXX Ventures) لمواصلة الشراء.
ولم يتوقف الزخم عند هذا الحد. ففي أكتوبر، حصلت الشركة على 156 «بيتكوين» أخرى مقابل 10 ملايين دولار.
الآن، تمثل «بيتكوين» ما يقرب من 19% من القيمة السوقية الإجمالية لشركة «ميتا بلانيت»، وأشار بيان الشركة إلى أن هذا التوجه ليس مجرد استراتيجية - بل التزام.
وفقاً لإعلان شركة «ميتا بلانيت» عن إصدار السندات، فلا يوجد ضمان مباشر مقابل تأمين السندات، إلا أنه رهن عقاري تم وضعه على أرض ومبنى «فندق رويال أوك غوتاندا» (Royal Oak Gotanda).
وأكدت الشركة أن رحلتها نحو «بيتكوين» لم تنته بعد؛ إذ تستهدف أن تساعد مخزوناتها المتنامية من العملة المشفرة في مواجهة التحديات الاقتصادية أمام اليابان.