هوت العملات المشفرة خلال تداولات اليوم، وتراجعت بشكل حاد مع فشل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في أول اختبار تشريعي له في مجلس النواب بعد تمرد 38 عضواً من الحزب الجمهوري على مقترح قدمه الحزب الجمهوري لتمويل الحكومة.
وتراجعت العملات المشفرة بقوة، حيث هوت بيتكوين بنحو 10%، بينما تراجعت إيثريوم بنحو 12% ودوجكوين بنسبة 22%، وشملت التراجعات الحادة كل العملات المشفرة، فيما يبدو أنه قلق من المستثمرين على عدم قدرة ترامب وإدارته على تمرير تشريعاتهم، خاصة فيما يتعلق بالعملات المشفرة.
وأعرب المستثمرون عن قلقهم إزاء خطر إغلاق حكومي محتمل في الولايات المتحدة مع نهاية الأسبوع الحالي، بسبب نقص التمويل، وكان من المتوقع أن يحل اتفاق تمويل ثنائي الحزب الأزمة حتى منتصف مارس، لكن الرئيس المنتخب دونالد ترامب وإيلون ماسك أجهضا هذا الاتفاق يوم الأربعاء، على حين رفض مجلس النواب الأميركي يوم الخميس مقترحاً آخر قدمه الجمهوريون، ومع اقتراب منتصف ليل الجمعة، لا يزال من الضروري التوصل إلى اتفاق لتجنب الإغلاق الحكومي، وفق بلومبرغ.
كما ساهم في تراجع العملات المشفرة تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يوم الأربعاء التي أشارت إلى تقليل عدد تخفيضات أسعار الفائدة المخطط لها في عام 2025، ما أثر سلباً على معنويات أسواق الأسهم.
يترقب المستثمرون صدور بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE) لشهر نوفمبر، المقرر إعلانها يوم الجمعة، هذه البيانات تُعد مؤشراً رئيساً للتضخم، وقد تؤثر في أداء كل من الأسهم والعملات الرقمية، إذ يعتمد مسار تخفيضات الفائدة المستقبلية للبنك المركزي بشكل كبير على سرعة تحقيق هدف التضخم عند 2%.
وأشار المحلل الإستراتيجي للأسواق، لويس نافيلير، إلى أن قطاع العملات الرقمية تعرض لضغوط بسبب التراجع الأخير في سوق الأسهم، ويأتي هذا التراجع في وقت حققت فيه الأسواق التقليدية والعملات الرقمية عاماً قوياً، حيث ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 23%، ومؤشر «ناسداك» بنسبة 29%، بينما سجلت «بيتكوين» مكاسب بلغت 130% هذا العام، مدعومة بالتوقعات بأن إدارة ترامب القادمة ستخفف القيود التنظيمية المفروضة على صناعة العملات الرقمية.
أوضح ألكس كابتسكيفيتش، المحلل في «إف إكس برو»، أن تراجع «بيتكوين» الأخير يمكن عدُّه إشارة قوة، إذ إن خسائرها غالباً ما تكون أكبر من الأسهم في مثل هذه الأوضاع. وأضاف أن الأداء القوي للعملة الرقمية هذا العام شمل تجاوزاً لحاجز نفسي هام عند 100 ألف دولار، أعقبه تسارع في النمو مدعوماً بالتفاؤل والتصفية الواسعة للمراكز القصيرة.
ونقلت بلومبرغ عن كابتسكيفيتش أن «تكرار هذه الأنماط الدورية يمهد الطريق لمزيد من النمو السعري في العام المقبل».
وفي ظل التوترات الاقتصادية والسياسية، تواجه الأسواق حالة من عدم اليقين التي تؤثر في الأصول التقليدية والرقمية على حد سواء، ومع اقتراب موعد حاسم للإغلاق الحكومي وبيانات التضخم، يبقى التركيز منصباً على كيفية تطور الأوضاع وتأثيرها في الأسواق العالمية.