سعر الفائدة المحايد لا يزال منخفضاً نسبياً
"الفيدرالي" لا يزال أمامه وقت لتحقيق هدف التضخم البالغ 2%
عدم اليقين هو السمة المميزة لمشهد السياسة النقدية للبنوك المركزية في المستقبل المنظور، وفقاً للرئيس والمدير التنفيذي لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون سي ويليامز.
قال رئيس البنك الفيدرالي في ولاية نيويورك في كلمة معدة للنشر خلال مشاركته في محاضرة في جامعة سوريش تيندولكار الهندية: "لا يزال أمامنا طريق لنقطعه للوصول إلى هدفنا البالغ 2% على أساس مستدام".
وتشير تصريحات جون ويليامز إلى أن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، التي بلغت أعلى مستوياتها خلال 22 عاماً، قد تستمر مقيدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول.
وأشار إلى أن اضطرابات سلسلة التوريد العالمية، إلى جانب الاختلالات الحادة بين العرض والطلب، التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا، تسببت في ارتفاع التضخم في أنحاء العالم جميعها.
أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، التي بلغت أعلى مستوياتها خلال 22 عاماً، قد تستمر لفترة أطول.
رئيس فيدرالي نيويورك
يقول محافظ فيدرالي نيويورك، الذي يشغل منصب نائب محافظ الفيدرالي الأمريكي "إذا أجبرت البيانات الاقتصادية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على رفع أسعار الفائدة مجدداً، فسيقوم البنك بذلك". واستبعد ويليامز خفض الفائدة بأي وقت قريب، وأوضح أن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال أمامه المزيد من العمل كي يخفض التضخم وقال "لا أرى ضرورة تستدعي خفض أسعار الفائدة".
وأكد ويليامز على أن دورة رفع الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لم تتسبب في تباطؤ الاقتصاد إلى حدٍّ بعيد، وفي النهاية سيتم التخفيض.
إلا أن ويليامز أوضح أن تخفيضات الفائدة ستُحَدَّد بناءً على النشاط الاقتصادي، وإذا أجبرتنا البيانات الاقتصادية على رفع أسعار الفائدة مجدداً، فالاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيقوم بذلك".
قال ويليامز "بدأ التضخم في الارتفاع في العام 2021، وبلغ ذروته بأكثر من 7% في الولايات المتحدة في يونيو 2022، وهو أعلى معدل سُجِّل منذ أكثر من 40 عاماً".
أضاف ويليامز"على الرغم من وجود اختلافات مهمة في مصادر التضخم، فإن العديد من البنوك المركزية -بما في ذلك بنك الاحتياطي الهندي- واجهت المشكلة نفسها، وهي كيفية استعادة استقرار الأسعار في وقت إذ تدور أجزاء كثيرة من اقتصاداتنا في اتجاهات لا يمكن التنبؤ بها".
وعن انتصار الفيدرالي الأمريكي في معركة التضخم قال ويليامز "لا يزال أمامنا طريق لنقطعه للوصول إلى هدفنا البالغ 2% على أساس مستدام وأضاف"نحن ملتزمون بإنجاز المهمة".
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك "إن الاقتصاد الأمريكي في حالة جيدة على نحو ظاهر وتوسع بشكل أسرع في السنوات الأربع الماضية، ما توقعه البعض حتى قبل الوباء الذي دفعه إلى ركود قصير ولكن عميقاً.
وأضاف ويليامز "الاقتصاد في حالة جيدة على نحو ظاهر، البطالة منخفضة والنمو جيد، بيد أنه أشار إلى أن تكلفة هذا النمو كانت الضيق غير المستدام في سوق العمل".
في الوقت ذاته، يرى ويليامز أن أسعار الفائدة الحالية عند مستويات مناسبة، وتوقع أن يتباطأ التضخم إلى مستوى 2.5% في نهاية العام الجاري، ليهبط قرب هدف 2% العام المقبل".
لا يزال الاقتصاد سليماً، ولكنه ينمو بشكل أبطأ، وكان من الممكن أن يتراجع التضخم بسرعة أكبر لولا الحرب في أوروبا.
رئيس فيدرالي نيويورك
وقال ويليامز "(r-star) هو سعر الفائدة قصير الأجل الذي سيسود عندما يكون الاقتصاد عند مستوى التوظيف الكامل والتضخم المستقر".
أضاف صانع السياسة النقدية:" إنه لا يزال يعتقد أن سعر الفائدة المحايد منخفض نسبياً، ويرى أن وجهة النظر بشأن المعدل المحايد للفائدة لم تتغير على المدى القريب".
يعتقد محافظ بنك نيويورك أن المسار المالي الأمريكي قد يدفع سعر الفائدة المحايد إلى الارتفاع في الفترة المقبلة، وقال: "لا أرى أي شيء يدفعني حقّاً إلى تغيير وجهة نظري بأن مستوى R منخفض نسبيًا".
وسعر الفائدة المحايد "آر ستار" هو المعدل الذي لا يحفز الاقتصاد ولا يقيده عندما يكون التضخم عند هدف البنك المركزي، في حين أنه لا يمكن قياسه بدقة.
وقال رئيس الفيدرالي الأمريكي في نيويورك، جون ويليامز في تصريحات معدة مسبقاً "نمو الوظائف لا يزال معتدلاً، الفيدرالي الأمريكي ينظر إلى كافة البيانات الاقتصادية".
وأضاف "ستكون هناك تخفيضات للفائدة في نهاية المطاف، مؤكداً أن سحب الميزانية لم يؤثر في الأسواق".
وتابع ويليامز "المستهلكون لا يزالون ينفقون، ومن المتوقع أن يكون النمو الاقتصادي بين 2% و 2.5% هذا العام، إضافة إلى أن الأجور الحقيقية آخذة في التحسن".
واستطرد ويليامز قائلاً "لا يزال الاقتصاد سليماً، ولكنه ينمو بشكل أبطأ، وكان من الممكن أن يتراجع التضخم بسرعة أكبر لولا الحرب في أوروبا، بينما نرى علامات على مزيد من الحذر لدى المستهلك بشأن الإنفاق".
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي لولاية نيويورك جون ويليامز "لا يمكن الحياد عن معدل التضخم المستهدف للبنك المركزي الأمريكي البالغ 2%، الوصول لهذا الهدف يمثل أمراً حاسماً لتحقيق الاستقرار في الأسعار".
وأضاف "التجارب النظرية والعملية أثبتت أهمية الشفافية في تحقيق الأهداف الاقتصادية المنشودة، ويشمل ذلك تحديد معدل واضح لمستوى التضخم على المدى الطويل واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لتحقيقه".
وتوقع نجاح المجلس في الوصول إلى المعدل المستهدف في النهاية، ما يساعد الولايات المتحدة على تحقيق الرخاء الاقتصادي والهبوط السلس.
وتعتمد نظرية الهبوط الناعم أو الهبوط السلس على تهدئة وتيرة النمو الاقتصادي دون التسبب في انزلاق الاقتصاد نحو الركود، ما يؤدي بدوره لتهدئة معدل ارتفاع الأسعار.
وتمثل قوة سوق العمل المحرك الرئيس للإنفاق الاستهلاكي، فكلما زادت فرص العمل ارتفع مستوى الإنفاق ومن ثم الأسعار.