تراجع إنتاج اليابان من الصلب الخام بنسبة 8.5% في فبراير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مسجلًا الانخفاض الشهري الثاني عشر على التوالي، وذلك وسط استمرار ضعف الطلب في قطاع البناء، وفقًا لِما أعلنه اتحاد صناعة الحديد والصلب الياباني، اليوم الاثنين.
وذكر الاتحاد أن الإنتاج، غير المعدل وفقاً للعوامل الموسمية، انخفض إلى 6.4 مليون طن متري، وهو أدنى مستوى شهري منذ يوليو 2020، كما تراجع بنسبة 5.7% مقارنة بشهر يناير.
وأوضح أحد محللي الاتحاد أن تأجيل أو إلغاء مشاريع البناء؛ بسبب ارتفاع تكاليف المواد ونقص اليد العاملة أدى إلى تراجع الطلب؛ ما أثر في الإنتاج في ثالث أكبر دولة منتجة للصلب في العالم.
من جهته، حذر تاداشي إيماي، رئيس الاتحاد من أن الرسوم الجمركية الأميركية على الصلب والسيارات قد تؤدي إلى خفض الإنتاج السنوي للصلب الياباني بملايين الأطنان، وفق وكالة رويترز.
وقال إيماي: «قد ينخفض الإنتاج السنوي للصلب الخام في اليابان إلى أقل من 80 مليون طن»، مشيراً إلى أن الصادرات المباشرة للصلب إلى الولايات المتحدة، التي تتجاوز مليون طن، إضافة إلى المنتجات الفولاذية المستخدمة في السيارات المصدرة إلى السوق الأميركية، قد تتأثر سلباً.
وبلغ إنتاج اليابان من الصلب الخام 84 مليون طن في عام 2024. وأعرب إيماي، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس شركة «نيبون ستيل»، عن مخاوفه بشأن تصاعد النزعة الحمائية عالمياً، محذراً من أن اليابان قد تواجه تدفقاً للمنتجات الفولاذية الرخيصة، خاصة أنها لم تتبنَّ أي إجراءات لحماية صناعتها.
وأضاف أن العديد من الدول فرضت إجراءات لمكافحة الإغراق ضد صادرات الصلب الصينية منخفضة التكلفة، بينما لم تتخذ اليابان أي خطوة مماثلة.
وقال إيماي: «نأمل أن تتخذ الحكومة اليابانية إجراءات ملموسة للاستجابة لمخاوفنا». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 25% اعتباراً من الـ12 من مارس، دون أي استثناءات، فيما قد تدخل الرسوم الجمركية على السيارات وقطع الغيار حيز التنفيذ اعتبارًا من الـ2 من أبريل.
كانت وزارة التجارة اليابانية طلبت هذا الشهر من الولايات المتحدة إعفاء اليابان من هذه الرسوم، لكنها لم تتلقَّ أي ضمانات، بما في ذلك بشأن الرسوم الجمركية البالغة 25% على الصلب والألمنيوم.
وقال إيماي: «نأمل أن تواصل الحكومة اليابانية محادثاتها مع نظيرتها الأميركية لضمان إعفاء الصلب الياباني من هذه الرسوم الجمركية».