من المتوقع أن تشهد سوق قطع غيار السيارات في الإمارات نمواً كبيراً خلال السنوات الخمس المقبلة، ليصل حجمها إلى 30.8 مليار درهم إماراتي (8.4 مليار دولار) بحلول عام 2030، مقارنة بـ7 مليارات دولار في نهاية عام 2024، وفقاً لتقرير صادر عن شركة «ماركنتل أدفايزرز» المتخصصة في الاستشارات وتحليل الأسواق.
هذا النمو المتوقع بمعدل سنوي مركب يبلغ 3.5% يعكس مكانة الإمارات مركزاً رئيساً لتجارة السيارات بفضل موقعها الاستراتيجي وتطور بنيتها التحتية.
ترجع التوقعات الإيجابية إلى عوامل عدة، أبرزها زيادة معدلات ملكية المركبات، التحول نحو التنقل الأخضر، والتوسع في منصات التجارة الإلكترونية. كما يلعب ارتفاع الطلب على أساطيل المركبات المرتبطة بالخدمات اللوجستية وأعمال الضيافة دوراً محورياً في هذا النمو.
تشير التقديرات إلى أن المبادرات الحكومية الإماراتية، مثل مشاريع السياحة والرعاية الصحية، ستزيد الطلب على المركبات التجارية وخدمات سيارات الأجرة.
وتخطط الحكومة لاستثمار 27 مليار دولار بحلول عام 2031 في قطاع السياحة؛ ما يسهم في تعزيز الطلب على خدمات النقل وتوسيع سوق قطع الغيار.
تتميز الإمارات بمعدلات ملكية مركبات مرتفعة، حيث تسجل دبي وأبوظبي أعلى النسب، مدعومة بمستوى دخل مرتفع يصل إلى أكثر من 45 ألف دولار للفرد سنوياً. السيارات الفاخرة تحديداً تشهد طلباً متزايداً، إذ تجاوزت مبيعاتها 80 ألف وحدة في عام 2023. ويسهم هذا الطلب في زيادة الحاجة إلى خدمات الصيانة وقطع الغيار الفاخرة.
مع التوجه المتسارع نحو المركبات الكهربائية والطاقة المتجددة، يُتوقع أن تكتسب سوق قطع الغيار في الإمارات دفعة إضافية. مبادرة دبي للتنقل الأخضر، التي تستهدف تحويل 30% من مركبات القطاع العام و10% من السيارات الأخرى إلى كهربائية بحلول 2030، تسهم في توسيع السوق.
بحلول ديسمبر 2023، ارتفع عدد السيارات الكهربائية في دبي إلى 25,929 سيارة، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 42 ألفًا بحلول 2030.
التحول هذا سيتطلب تطوير منتجات مخصصة للمركبات الكهربائية، مثل: الإطارات الخضراء والزيوت القابلة للتحلل؛ ما يعزز نمو سوق قطع الغيار.
تشكل التجارة الإلكترونية عنصراً أساسياً في ديناميكيات السوق الجديدة، حيث تعتمد 70% من مراكز الخدمة ومتاجر ما بعد البيع في الإمارات على التطبيقات والمنصات الرقمية لتلبية الطلب. تتيح هذه المنصات وصول المستهلكين بسهولة إلى المنتجات، مع خدمات التوصيل السريع التي تعزز تجربة التسوق، وتعزز نمو السوق.
تؤثر الظروف المناخية في الإمارات، خصوصاً الحرارة العالية التي تتجاوز 45 درجة مئوية في الصيف، بشكل كبير في المركبات، وتزيد تآكلها السريع؛ ما يزيد الطلب على قطع الغيار، مثل: البطاريات والإطارات. العواصف الترابية التي تدوم لساعات تؤثر أيضاً في كفاءة المحركات؛ ما يخلق حاجة مستمرة لاستبدال المكونات المتضررة.
رغم التوقعات الإيجابية، تواجه السوق تحدياً كبيراً يتمثل في الانتشار الواسع للمنتجات المقلدة، التي تهدد سلامة المركبات. على سبيل المثال، بلغت قيمة قطع الغيار المقلدة المصادرة في دبي عام 2024 نحو 2.03 مليون دولار، بزيادة 116% على عام 2021. وتعد فلاتر الزيت المقلدة مثالاً على ذلك، حيث تباع بأسعار زهيدة مقارنة بالأصلية، لكنها تسبب أعطالاً ميكانيكية كبيرة ومخاطر سلامة.