أعلنت مجموعة «المنصور للسيارات» المصرية خططها لإنشاء مصنع جديد لإنتاج السيارات بمدينة أكتوبر الجديدة، بالإضافة إلى مصنع آخر لفلاتر المركبات بمدينة العاشر من رمضان، بإجمالي استثمارات تبلغ نحو 150 مليون دولار.
جاء ذلك، خلال اجتماع عقده رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم الأحد، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع مسؤولي مجموعة «المنصور للسيارات»، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة المصري كامل الوزير، ورئيس مجلس إدارة مجموعة «المنصور للسيارات» محمد منصور، والرئيس التنفيذي للمجموعة أنكوش أرورا، وعدد من القيادات التنفيذية.
وأكد رئيس الوزراء، خلال اللقاء، حرص الدولة على دعم قطاع الصناعة بوجه عام، وصناعة السيارات بشكل خاص، لما لهذا القطاع من أهمية استراتيجية في تحقيق التنمية الاقتصادية، وزيادة معدلات الصادرات المصرية، مشيراً إلى ما يحظى به هذا المجال من دعم ومساندة من القيادة السياسية، في إطار خطة الدولة لتوطين صناعة السيارات ومكوناتها داخل السوق المصري، واستثمار ما تمتلكه مصر من مقومات تؤهلها لأن تصبح مركزاً إقليمياً في هذه الصناعة.
وأشار مدبولي إلى أن الدولة ماضية في تقديم جميع التيسيرات اللازمة لجذب المزيد من الاستثمارات وتذليل العقبات أمام المستثمرين، خاصة في مجال صناعة السيارات، انطلاقاً من إيمانها بدور القطاع الخاص كشريك رئيسي في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
من جانبه، شدد كامل الوزير على أن وزارة النقل والصناعة تدعم بقوة مشروع إنشاء مصنع «المنصور للسيارات»، وتحرص على إزالة أي تحديات قد تواجه المشروع، مشيدًا بحجم التنوع المخطط في إنتاج سيارات المجموعة، والذي يعكس ثقة الشركة في السوق المصري وقدرته على استيعاب وتطوير هذه الصناعة الحيوية.
وخلال اللقاء، استعرض محمد منصور، تفاصيل خطة إنشاء المصنعين، موضحاً أن استثمارات المشروعين تبلغ نحو 150 مليون دولار، ما يمثل خطوة استراتيجية لدعم وتطوير صناعة السيارات ومكوناتها في مصر.
وأشار إلى توقيع عقد حق انتفاع بين شركة «منصور لتصنيع وسائل النقل»، الذراع الصناعي الجديد للمجموعة، والهيئة العامة للموانئ البرية والجافة والمناطق اللوجستية، وذلك لإقامة المصنع الجديد في المنطقة الصناعية بمدينة أكتوبر الجديدة، حيث سيتولى المصنع عمليات التصنيع لمجموعة متنوعة من وسائل النقل.
وأوضح منصور أن الشركة تستهدف بدء الإنتاج بالمصنع الجديد خلال الربع الثالث من عام 2026، بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ألف وحدة في المرحلة الأولى، مع خطة لمضاعفة الطاقة الإنتاجية إلى 100 ألف وحدة سنوياً في المرحلة الثانية، مع تحقيق نسبة مكون محلي تتجاوز 45%.
وأضاف أن المصنع سيقام على مساحة إجمالية قدرها 47,500 متر مربع، ضمن أرض تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 126,000 متر مربع، بما يتيح بنية تحتية قوية تدعم خطط التوسع المستقبلية للمجموعة في السوق المصري.
كما أكد منصور التزام المجموعة بدعم وتطوير الصناعات المغذية في مصر، مشيراً إلى أن مصنع فلاتر المركبات الجديد بمدينة العاشر من رمضان يمثل خطوة محورية في هذا الاتجاه، حيث استثمرت الشركة أكثر من 10 ملايين دولار لتطويره وتجهيزه بأحدث معدات الإنتاج، بما يؤهله للوصول إلى طاقة إنتاجية تتجاوز 10 ملايين فلتر سنوياً، لتلبية احتياجات السوق المحلية والتوسع في فرص التصدير.
وأضاف أن الاستثمار في صناعة السيارات أصبح ركيزة أساسية لتعزيز النمو في السوق المصري، وأن التعاون مع الشركات العالمية الكبرى سيسهم في نقل الخبرات والمعرفة إلى السوق المحلي، ويعزز من تنافسية مصر إقليمياً في هذه الصناعة الواعدة.
من جانبه، توجه أنكوش أرورا، بالشكر للحكومة المصرية على ما تقدمه من دعم متواصل وتسهيلات لتهيئة بيئة استثمارية جاذبة لصناعة السيارات ومكوناتها، مشيداً بجهود الدولة في تبني سياسات تشجع التصنيع المحلي، مما يسهم في تعزيز قدرة الشركات على تنفيذ مشروعاتها وجعل مصر مركزاً إقليمياً لإنتاج السيارات.
وخلال اللقاء، تم التأكيد على أن المشروعين يمثلان أحد أكبر الاستثمارات في قطاع صناعة السيارات في مصر، ويعكسان ثقة المستثمرين في المناخ الاقتصادي المصري، كما أن تلك المشروعات من المتوقع أن تسهم في توفير نحو 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب تقديم برامج تدريب وتأهيل للكوادر المصرية، بما يدعم خطط الدولة لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة السيارات وفتح آفاق جديدة للتوسع في الأسواق العالمية.
وفي ختام الاجتماع، أعرب مصطفى مدبولي عن تقديره للجهود التي تبذلها مجموعة «المنصور للسيارات» في دعم الاقتصاد المصري من خلال زيادة حجم استثماراتها بالسوق، مؤكدًا التزام الحكومة الكامل بدعم خطط الشركة التوسعية وتوفير كافة أوجه الدعم الممكنة لضمان نجاح هذه المشروعات الهامة.