بينما قام جونيور نجل الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، بجولة إعلامية في جزيرة غرينلاند التي تُدار من قبل الدنمارك، تثير الجزيرة اهتمام القوى الكبرى، لا سيما بسبب موقعها الإستراتيجي ومواردها المعدنية.
ووصل نجل ترامب إلى الجزيرة، أمس الثلاثاء، على متن طائرة خاصة تابعة لوالده، إلى مدينة نوك، عاصمة غرينلاند، في رحلة خاصة. وصرّح قبلها بأنه قد لا يلتقي بأي مسؤول حكومي، مشيراً إلى أن الهدف من الزيارة هو «تصوير بعض مقاطع الفيديو»، وفق تعبيره.
وتُعد غرينلاند امتداداً للقارة الأميركية، وتقع بين المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، حيث تغطيها طبقة جليدية تشكل حوالي 80% من مساحتها التي تبلغ مليونين و166 ألف كيلومتر مربع.
وبحسب صحيفة «ليزيكو» الفرنسية، قد يمنح امتلاك غرينلاند الولايات المتحدة فرصة للحصول على موارد إضافية من المحروقات، إلى جانب موقع إستراتيجي هام في القطب الشمالي.
«صفقة عقارية كبرى»، هكذا وصف دونالد ترامب لأول مرة طموحاته تجاه غرينلاند خلال ولايته الأولى في العام 2019.
كانت تلك الرغبة قد قوبلت بالرفض، ولكن الرئيس الأميركي السابق أعاد إحياء اهتمامه بالجزيرة القطبية خلال أمنيات عيد الميلاد لعام 2024.
وكتب ترامب عبر منصة «Truth Social» يوم الاثنين: «غرينلاند مكان مذهل، وسكانها، عندما يصبحون جزءاً من أمتنا، سيستفيدون بشكل هائل».
وردت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميت فريدريكسن، يوم الثلاثاء بقولها: «غرينلاند للغرينلانديين»، مشيرة إلى أن اهتمام الولايات المتحدة بهذا الإقليم يعود إلى أكثر من قرن.
تُعد غرينلاند ثاني أكبر جزيرة في العالم بعد أستراليا، وتبعد حوالي 2500 كيلومتر عن الدنمارك التي تُساهم بخُمس ناتجها المحلي الإجمالي عبر إعانات مالية.
تقع الجزيرة بين أميركا الشمالية وأوروبا، ما جعلها نقطة عبور إستراتيجية للممرات الجوية والبحرية عبر الأطلسي. ومع ذوبان جليد القطب الشمالي نتيجة تغيّر المناخ، أصبحت الطرق البحرية القطبية أكثر قابلية للملاحة، ما يزيد من أهميتها الإستراتيجية.
تتضمن موارد غرينلاند المعادن النادرة مثل اليورانيوم والنحاس، بالإضافة إلى النفط والغاز. تُعد هذه الموارد ذات أهمية دولية؛ بسبب إمكاناتها الاقتصادية والإستراتيجية.
يُعتقد أن الجزيرة تضم ما يقرب من 20% من احتياطيات العالم من العناصر النادرة المستخدمة في صناعة الهواتف الذكية، والسيارات الكهربائية، والتوربينات الهوائية، والمعدات العسكرية.
منذ العام 1941، تمتلك الولايات المتحدة وجوداً عسكرياً في غرينلاند، من خلال قاعدة ثول الجوية. أنشأت الولايات المتحدة هذه القاعدة خلال الحرب العالمية الثانية لتوفير محطات أرصاد جوية وقواعد عسكرية.
سعى الأميركيون لشراء غرينلاند منذ القرن التاسع عشر، بعد شراء ألاسكا من روسيا العام 1867. وفي العام 1946، عرض الرئيس الأميركي الراحل هاري ترومان شراء الجزيرة مقابل 100 مليون دولار من الذهب، ولكن الدنمارك رفضت العرض.
أعاد دونالد ترامب في العام 2019 إحياء هذا الاهتمام، مُعتبراً أن شراء غرينلاند سيكون «صفقة عقارية كبرى» ذات أهمية إستراتيجية واقتصادية للولايات المتحدة.