الدولار أم اليوان.. من سيضغط على الروبل الروسي أكثر؟

نزلت العملة الروسية خلال تعاملات اليوم الأربعاء إلى أدنى مستوياتها خلال أكثر من عام لتقترب من حاجز الدعم النفسي المهم عند 100 روبل للدولار.

وفقا لبيانات سوق الفوركس نزل الروبل اليوم بنسبة % 0.4 إلى مستويات 97.3 روبل للدولار وهو أدنى مستوى منذ 1سبتمبر 2023.

وانخفض الروبل بنسبة 5% على أساس سنوي مقابل الدولار ووصل إلى 97.32 روبل لكل دولار بحلول الساعة 11:00 صباحا بتوقيت غرينتش، بينما انخفض بنسبة 1% مقابل اليوان الصيني.

اليوان والدولار

على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، توقع التقرير أن يتداول الروبل في نطاق بين  94 إلى 97 روبل لكل دولار، ليصل إلى مستوى نهاية عام 2024 عند 96.50 روبل لكل دولار. ويعني ذلك  أن الروبل سيفقد 6.0% من قيمته مقابل الدولار الأميركي في العام. 

بتطبيق هذه التوقعات على زوج الروبل واليوان، توقع التقرير أن العملة الروسية ستصل إلى مستوى 14.32 روبل مقابل اليوان وبالتالي ستنخفض بنسبة 12% بحلول نهاية العام.

قالت فيتش سولوشون: «مع البقاء على مسار أضعف، فإن الضغوط الهبوطية للروبل ستخف وَسْط انخفاض الواردات واستمرار تشديد السياسة النقدية؛ وكلاهما سيكون إيجابيًا للروبل من حيث زيادة الطلب مع تقليل احتياجات النقد الأجنبي».

الوصول لليوان

قال التقرير إن «التهديد بفرض عقوبات ثانوية على البلدان التي لا تزل تتاجر مع روسيا يعني أن تسوية معاملات الروبل في البنوك الصينية أو حتى الحصول على سيولة اليوان لإجراء المدفوعات بهذه العملة أصبح أمرًا صعبًا». 

أضاف التقرير : «بالنظر إلى المستقبل، وَسْط صعوبات الدفع المستمرة وإجراءات التقييم غير الشفافة بشكل متزايد للروبل، نتوقع أن تظل العملة في اتجاه انخفاضي تدريجي يتناسب مع وجهة نظرنا بشأن الحساب الجاري الروسي وتوقعات تجارة الطاقة». 

مستقبل غامض

قالت فيتش سولوشن في مذكرة بحثية حديثة: «أصبح من الصعب التنبؤ بحركة الروبل الروسي وسط زيادة العقوبات من الولايات المتحدة التي تشمل بورصة موسكو وبالتالي فإن تداول الروبل مقابل زوج الدولار الأميركي أصبح الآن بالكامل خارج البورصة (OTC)». 

أضافت فيتش سولوشن: «نتيجة للصعوبة النسبية في تحديد السعر الدقيق خارج البورصة الذي يتم به تداول الروبل مقابل العملات التجارية المهمة المختلفة، فإننا نحدد التوقعات للروبل مقابل الدولار الأميركي بناءً على توقعاتنا للحساب الجاري الروسي». 

تابع التقرير : «في حين سيظل الروبل في اتجاه هبوطي تدريجي على المدى المتوسط، فإن الإيرادات المستدامة من تجارة النفط والغاز مع الشركاء الآسيويين الرئيسين ستوفر دعما للوحدة».

 ماذا حدث؟

يأتي تراجع الروبل اليوم في الوقت الذي تسجل خله العملة الأميركية ارتفاعات قوية منذ نهاية الأسبوع الماضي بعد بيانات توظيف قوية فاقت التوقعات، دفعت المتداولين إلى تغير رهاناتهم بشان حدوث خفض كبير لأسعار الفائدة في اجتماع نوفمبر.

في الوقت ذاته تعمقت خسائر الروبل بعد التصعيد الأخير بين روسيا وأوكرانيا، في المواجهات المسلحة بين الجانبين في الحرب الدائرة منذ 24 فبراير 2022 الماضي.

تستخدم بورصة موسكو للأوراق المالية الآن اليوان الصيني كعملة مرجعية رئيسة للروبل، إلا أن هناك مشكلات سيولة في النظام المصرفي الروسي فيما يتعلق بالوصول إلى اليوان، وقد أدى هذا إلى زيادة تقلب الروبل.