اﻷثنين 10 مارس 2025 م
انخفضت العائدات العالمية من مزادات الأعمال الفنية بنسبة 33.5% في عام 2024 إلى 9.9 مليار دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2009، وفق تقرير «آرت برايس» السنوي الصادر، اليوم الاثنين.
وأرجع التقرير هذا التراجع إلى التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط والضبابية السياسية في الولايات المتحدة الأميركية.
وأوضح التقرير، أن النقص في الأعمال ذات القيمة العالية، أدى إلى انخفاض بنسبة 29% في نيويورك، و28% في لندن، و21% في هونغ كونغ وباريس، فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ووفقاً لتصريحات الفرنسي تييري إيرمان، رئيس هيئة «آرت برايس»، فقد بلغ حجم الأعمال المبيعة رقماً قياسياً مع أكثر من 800 ألف معاملة (+5%)، وهو ما يعوض هذا الانخفاض، ويضمن السيولة لسوق الفن، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف إيرمان أن التداولات في أعمال الفنون الجميلة (الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والمطبوعات والفيديو والتركيب والنسيج والرموز غير القابلة للاستبدال)، أصبحت نادرة مع ارتفاع نطاقات الأسعار.
وعلى العكس من ذلك، شهد النشاط المرتبط بالأعمال ذات الأسعار المعقولة نمواً غير مسبوق، إذ وجد أكثر من نصفها مشترين بأقل من 600 دولار أميركي.
وأشار التقرير إلى أن «كبار جامعي التحف أظهروا أداء متحفظاً، حتى في التعامل مع أعمال لكبار الفنانين من أمثال مارك روثكو وغاسبر جونز وإلسورث كيلي وجان ميشال باسكيا»، وينطبق الأمر نفسه على بابلو بيكاسو الذي تراجعت مبيعات أعماله في العالم إلى النصف في عام 2024 مسجلة 223 مليون دولار.
وحقق الذكاء الاصطناعي إنجازا بدخوله إلى سوق الفنون، من خلال لوحة فنية أنشأها روبوت آلي مستقل يدعى «أيدا»، إذ تم بيع هذه اللوحة لعالم الرياضيات الإنجليزي، آلان تورينغ، بمليون دولار، أي ما يقرب من عشرة أضعاف تقديرها الأدنى.
ولفت إيرمان إلى أن هذه التطورات «ستعيد رسم معالم السوق؛ لأن الأعمال المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهي الأداة التي اعتمدها جيل جديد من الفنانين، أصبحت تثبت نفسها بشكل متزايد في قاعات المزادات.
على صعيد البلدان، شهد عام 2024 تراجعاً مخيفاً للمبيعات في الصين، وصل إلى 1,8 مليار دولار (-63%) مقابل 4,9 مليارات دولار في عام 2023.
وتحتل الصين المرتبة الثانية في العالم خلف الولايات المتحدة (3,8 مليارات دولار)، مع تعادل في المبيعات مع الاتحاد الأوروبي (1,8 مليار دولار)، فيما تقدمت على المملكة المتحدة (1,4 مليار دولار) وفرنسا (732 مليون دولار.
وتقدمت العاصمة الفرنسية، باريس، إلى المركز الرابع بحجم مبيعات بلغ 648 مليون دولار، أمام شنغهاي (167 مليون دولار) وبكين (623 مليون دولار)، وخلف نيويورك (3,4 مليارات دولار)، ولندن (1,4 مليار دولار)، وهونغ كونغ (830 مليون دولار).
وتسيطر دارا المزادات «كريستيز» و«سوذبيز باريس» على أكثر من 50% من السوق الفرنسية (380 مليون دولار)، وبيعت أرقى المبيعات، مثل لوحة «البطيخ المقطوع» لجان سيميون شاردان (1760)، مقابل 28,9 مليون دولار في مزاد لدار كريستيز، وهو أكثر من ضعف سعرها التقديري الأعلى.
وتثبت الهند مكانتها الآخذة في التوسع مع الفنانين المعاصرين، وقد احتلت المرتبة العاشرة عالمياً بإجمالي 113,8 مليون دولار، خلف اليابان 120 مليون دولار.
ويذهب الرقم القياسي لعمل فني في عام 2024 إلى البلجيكي رينيه ماغريت بلوحة “إمبراطورية الأضواء” (1954)، التي بيعت بمبلغ 121 مليون دولار (مقارنة بـ139 مليون دولار لبيكاسو في عام 2023). بفضل الذكرى المئوية الأولى للسريالية، حققت لوحات ماغريت مبيعات سنوية بلغت 312 مليون دولار.
وحقق فن البوب الأميركي رقمًا قياسياً جديداً بـ68 مليون دولار لعمل فني للفنان إد روشا المولود في عام 1937.
كما حقق النحات الفرنسي فرنسوا كزافييه لالان صعودًا كبيرًا، بوصوله إلى قائمة العشرة الأوائل في العالم بمبيعات لأعماله بلغت 106 ملايين دولار، خلف ألبرتو جاكوميتي 115 مليون دولار.
وصعدت اليابانية يايوي كوساما (95 عاما)، إلى المركز السادس في قائمة أبرز 500 فنان على صعيد المزادات في العالم، مع مبيعات بلغت 158 مليون دولار على المستوى العالمي، لتصبح أول امرأة تصل إلى قائمة العشرة الأوائل في المزادات.
وتمثل الفنانات نسبة 48,5% من الوافدين الجدد إلى قائمة أعلى المبيعات، مقارنة بنسبة 8% في عام 2005. ومع نسبة 12,6% من إجمالي الفنانين في قائمة أفضل 500 فنان في المزادات، فإنهن يحطمن رقماً قياسياً جديداً، لكن حضورهن لا يزال هامشياً في التصنيف العالمي.
ويعتبر العمل الفني الأغلى لفنانة في مزاد حتى الآن، من نصيب الأميركية جورجيا أوكيف بمبلغ 44,4 مليون دولار في عام 2014، حيث لم تتخط أي امرأة عتبة الـ50 مليون دولار، فيما تخطى الفنانون الرجال هذه العتبة أكثر من 150 مرة.
