logo
اقتصاد

ترابط الأسواق.. كيف تتحكم الولايات المتحدة بالعالم وتتأثر به؟

ترابط الأسواق.. كيف تتحكم الولايات المتحدة بالعالم وتتأثر به؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال توقيع أوامر تنفيذية بالبيت الأبيض في العاصمة واشنطن يوم 30 يناير 2025.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:10 مارس 2025, 09:13 ص

في عالم اليوم، يعتبر اعتماد دول في تجارتها على دول أخرى، او مايعرف بالاعتمادية الاقتصادية بين الدول،  من أهم العوامل التي تحدد طبيعة العلاقات الدولية. الولايات المتحدة، كقوة اقتصادية وعسكرية كبرى، تعتمد على العالم في العديد من المجالات، وفي المقابل، يحتاج العالم إليها لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي. ولكن ما هي طبيعة هذه الاعتمادية؟ وكيف تؤثر في العلاقات الدولية، خصوصاً في ظل السياسات التجارية التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟

علاقة معقدة

تُظهر البيانات أن نصف صادرات الولايات المتحدة تذهب إلى ثلاث دول فقط: كندا والمكسيك والصين وفقاً لتقارير منظمة التجارة العالمية، 2023. ومع ذلك، فإن حجم التجارة الخارجية بالنسبة للاقتصاد الأميركي ليس كبيراً، حيث تمثل الصادرات والواردات نحو 25% فقط من إجمالي الناتج المحلي الأميركي بحسب بيانات صندوق النقد الدولي، 2023.

بالمقارنة، تعتمد كندا والمكسيك بشكل كبير على التجارة الخارجية، حيث تمثل الصادرات والواردات نحو 70% من اقتصادهما بحسب بيانات البنك الدولي، 2023، والأخطر من ذلك، أن 80% من صادرات هاتين الدولتين تذهب إلى الولايات المتحدة، ما يجعلهما أكثر عرضة للسياسات التجارية الأميركية.

عندما يفرض ترامب رسوماً جمركية إضافية، تكون كندا والمكسيك من أكثر المتضررين. ومع ذلك، فإن أي رد انتقامي منهما لن يؤثر بالقوة نفسها على الاقتصاد الأميركي، ما يضعف موقفهما التفاوضي، وفقاً لمحللي «كابيتال إيكونومكس».

ولكن ليست كل الدول في مستوى الضعف نفسه أمام الولايات المتحدة. فالصين، على سبيل المثال، تملك اقتصاداً أقل اعتماداً على التجارة الخارجية، حيث تمثل الصادرات والواردات نحو 37% فقط من إجمالي الناتج المحلي وفقاً لتقارير البنك الدولي، 2023.

إضافة إلى ذلك، فلا تعتمد الصين بشكل كبير على الولايات المتحدة، فـ15% فقط من صادراتها تذهب إلى السوق الأميركية وفقاً لبيانات منظمة التجارة العالمية. 

أخبار ذات صلة

الصين تطبق رسوماً جمركية إضافية على سلع أميركية اليوم

الصين تطبق رسوماً جمركية إضافية على سلع أميركية اليوم

نقاط ضعف

رغم القوة الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة، إلا أن لديها نقاط ضعف خطيرة. إذ يصل الدين العام الأميركي إلى مستويات قياسية، فيما تعد اليابان والصين من أكبر الدائنين للولايات المتحدة، بحسب صندوق النقد الدولي.

إضافة إلى ذلك، تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على استيراد سلع استراتيجية، منها الرقائق الإلكترونية من تايوان وكوريا الجنوبية، فضلاً عن المعادن الأرضية النادرة التي تُسيطر الصين على نحو 90% من إنتاجها العالمي، وفقاً لمؤسسة بيوبوينت البحثية متخصصة تقدم تحليلات اقتصادية واستثمارية دقيقة.

هذه المعادن تدخل في صناعات حساسة ومهمة للأمن القومي والتقدم التكنولوجي، ما يفسر سبب اهتمام ترامب بالسيطرة على موارد مثل تلك الموجودة في أوكرانيا.

أخبار ذات صلة

هل تنجح استراتيجية ترامب في كبح التنين الصيني؟

هل تنجح استراتيجية ترامب في كبح التنين الصيني؟

توترات تجارية

على صعيد الردود الدولية، وبعد فرض الرئيس ترامب رسوم جمركية تصل نسبتها إلى 10% على الواردات الصينية، ثم رفعها إلى 20%، فرضت الصين رسوماً مماثلة على منتجات زراعية أميركية مثل الدجاج والقمح والذرة والقطن بنسبة تصل إلى 15%، وفقاً لتقارير اقتصادية من «رويترز». 

وفي ظل هذه التوترات، شهدت الصادرات الصينية تباطؤاً ملحوظاً في الأشهر الأولى من العام، إذ انخفض معدل النمو السنوي لها إلى 2.3% مقارنة بـ10.7% في ديسمبر، ما يشير إلى تأثير الحرب التجارية على الأداء الاقتصادي للصين وفقاً لبيانات التحليل الاقتصادي الدولي. كما أكد الخبراء أن الدعم المالي والإنفاق المالي المتزايد قد يعوض في بعض الأحيان التأثير القصير الأمد للرسوم الجمركية، إلا أن المخاطر الناتجة عن تصعيد هذه السياسات تظل قائمة وتؤثر سلباً على جميع الأطراف المعنية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC