يأمل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أن يسمح نظام مدفوعات جديد وأسرع لعملاء البنوك الأميركية بإرسال واستقبال الأموال على الفور تقريباً، ولكن قد يستغرق الأمر سنوات قبل أن تكتسب الشبكة الأسرع قوة جذب على نطاق واسع.
وقال المسؤولون إنه من المتوقع أن يطلق بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع نظام "فيد ناو" FedNow الذي طال انتظاره، والذي يهدف إلى السماح بدفع الفواتير وشيكات الرواتب وتحويلات المستهلكين أو الأعمال الشائعة الأخرى بسرعة وعلى مدار الساعة.
ويعتبر هذا النظام تغييراً عن النظام الحالي الأبطأ الذي يتم إغلاقه في عطلات نهاية الأسبوع ويمكن أن يستغرق أحيانًا عدة أيام قبل أن يتمكن المستهلكون من الوصول إلى أموالهم. في العام الماضي، عالجت تلك البنية الأقدم 30 مليار معاملة، تقدر قيمتها بنحو 73 تريليون دولار. وسيتنافس نظام الاحتياطي الفيدرالي مع شبكة مدفوعات في الوقت الفعلي أنشأتها وأطلقتها البنوك الكبرى في عام 2017، والتي تعالج حجمًا أصغر بكثير من المدفوعات.
وفي حين أن "فيد ناو" FedNow سيمنح المستهلكين نظريًا إمكانية الوصول إلى أموالهم على الفور، إلا أن 57 فقط من بين آلاف البنوك والمؤسسات المالية تشارك منذ البداية، حسبما قال بنك الاحتياطي الفيدرالي في يونيو. وقال المسؤولون إن الأمر قد يستغرق عامين قبل أن يكتسب النظام اعتمادًا على نطاق واسع وأن تصبح قدراته أكثر وضوحًا.
وقال كريغ رامزي، رئيس المدفوعات في ACI Worldwide، وهي شركة برمجيات مدفوعات: "لن يكون للأمر ضجة كبيرة".
وبالنسبة لملايين الأميركيين، فإن الحصول على دفعة فورية مقارنة بيوم أو يومين أمر بالغ الأهمية. يملأ قسم كامل من صناعة الخدمات المالية الفجوات الزمنية في نظام الدفع اليوم، بما في ذلك مقرضي يوم الدفع ومتاجر صرف الشيكات، ويقدمون بشكل فعال قروضاً مرحلية بأسعار فائدة عالية تمنع حتى العمليات الأكثر تكلفة ورسوم السحب على المكشوف.
ويبدو أن منصات مثل Venmo تقوم بتحويل الأموال بسرعة بين المستهلكين، لكنها لا تزال تعمل عادةً على نظام دفع أبطأ، مما يعني أن التحويلات الفعلية إلى الحسابات المصرفية للمستهلكين قد تستغرق أيامًا، وتتوفر المدفوعات الفورية على هذه المنصات، وإن كان ذلك مقابل رسوم.
وقال مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إن النظام الجديد - وهو عبارة عن شبكة وراء الكواليس لن يتفاعل معها المستهلكون بشكل مباشر - يمكن أن يساعد الأفراد الذين ليسوا على كشوف رواتب منتظمة، مثل عمال الوظائف المؤقتة، في الحصول على وصول أسرع إلى أجورهم. كما يمكن أن يساعد الحكومة الفيدرالية بشكل أسرع في صرف مدفوعات الدعم في حالات الطوارئ.
وصرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للمشرعين بمجلس النواب في مارس / آذار قائلاً: "ستمكّن فيد ناو FedNow جميع البنوك - أي بنك في الولايات المتحدة، وليس فقط البنوك الكبيرة - من تقديم الأموال المتاحة على الفور في مدفوعات في الوقت الفعلي لعملائها".
في الوقت الحالي، يعتمد النظام المصرفي الإلكتروني في الولايات المتحدة على مدفوعات غرفة المقاصة الآلية لنقل الأموال من مؤسسة مالية إلى أخرى. نظام ACH، الذي بدأ في سبعينيات القرن الماضي، متاح فقط خلال ساعات العمل العادية ويوفر عادةً معاملات بين عشية وضحاها، لذلك تظهر مدفوعات يوم الاثنين في الحسابات المصرفية يوم الثلاثاء، كما أنه يوفر بشكل متزايد تحويلات الدفع في نفس اليوم.
وتتيح شبكة المدفوعات في الوقت الفعلي المملوكة لأكبر البنوك للعملاء الحصول على أموالهم على الفور تقريبًا. ويصل هذا النظام الآن إلى حوالي ثلثي الحسابات الجارية، على الرغم من أن العديد من البنوك الصغيرة والاتحادات الائتمانية ليست جزءًا منه، ولا تمر جميع المدفوعات في البنوك الكبرى من خلاله. هذا النظام عالج 58 مليون معاملة بإجمالي 29 مليار دولار في الربع الثاني، ويمثل ذلك ارتفاعاً من 41 مليون معاملة و 18 مليار دولار مدفوعات في العام السابق.
وفي حين أن دولًا أخرى بما في ذلك المكسيك والبرازيل قد أنشأت أنظمة شبه فورية، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي سار ببطء، فالمشروع قيد المناقشة لأكثر من ثماني سنوات.
وقال آرون كلاين، الزميل البارز في معهد بروكينغز، إن تأخيرات بنك الاحتياطي الفيدرالي كلفت المستهلكين مئات المليارات من رسوم السحب على المكشوف ورسوم صرف الشيكات والرسوم المتأخرة.
وقال إن النظام الجديد قد يتعثر، لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يطالب البنوك بتزويد المستهلكين بإمكانية الوصول إلى أموالهم بشكل أسرع. وأضاف أن هناك خطرًا يتمثل في أن فيد ناو FedNow "سيفشل في اكتساب الزخم وسوف يرى بنك الاحتياطي الفيدرالي الافتقار إلى الطلب على المدفوعات السريعة".
ويجب أن تكون البنوك في أي من طرفي المعاملة جزءًا من "فيد ناو" FedNow لاستخدامها، ولن يكون النظام قادرًا على التفاعل مع شبكة البنوك الكبرى، على الأقل في البداية. وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي إن مثل هذا التشغيل هو هدف لاحق.
قيد آخر يتمثل في أنه سيتلقى فقط بعض "المتبنين الأوائل" للنظام، ولن يرسلوا، مدفوعات FedNow، وفقًا لمطلعين على إطلاق النظام.
وكانت البنوك الكبرى، التي أنفقت أكثر من مليار دولار على نظامها الخاص، قد شنت جهود ضغط لمنع الاحتياطي الفيدرالي من تطوير FedNow. وقال مسؤولو الصناعة إن احتمال وجود نظام بنك الاحتياطي الفيدرالي المنافس أدى عن غير قصد إلى تأخير انتشار المدفوعات الأسرع. وقام بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر الماضي بتسمية بعض البنوك الكبرى بما في ذلك ويلز فارغو وجيه بي مورغان تشيس من بين أوائل المتبنين.
