كما توقع بنك غولدمان ساكس أن الأدوية يمكن أن تتطور إلى سوق بقيمة 100 مليار دولار، وقال إن زيادة استخدام الدواء في أميركا يمكن أن يحفز الاقتصاد على مزيد من النمو، وفقا لموقع "بيزنس إنسايدر".
ورأت أيضا شركة كابيتال إيكونوميكس، ومقرها لندن، أن الأدوية اكتسبت المزيد من الاهتمام، وقد تؤدي إلى خسارة جماعية للوزن بملايين الجنيهات الاسترلينية، وفي النهاية تغذي طفرة اقتصادية عالمية.
ولم تقف التوقعات عند هذا الحد، بل قال الاستراتيجيون في الشركة إن توقعات النمو لأدوية إنقاص الوزن توفر إمكانية تغيير قواعد اللعبة في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي في جميع أنحاء العالم من خلال تحسين نشاط سوق العمل، وصحة السكان، وفي نهاية المطاف رعاية صحية أكثر قوة.
وبالنظر في القطاع نفسه، أدت أدوية GLP-1، التي تستهدف هرمونات معينة لتقليل الشهية وتناول الطعام، حتى الآن إلى تحسين قطاع الأدوية في الشركات بشكل أساسي.
على سبيل المثال، ارتفعت أسهم شركة توزيع إيلي ليلي بنسبة 29% منذ بداية العام حتى الآن، وشهدت شركة Novo Nordisk، ارتفاع أسهمها بأكثر من 31% في نفس النطاق.
وقد حدثت تقلبات بقيمة مليار دولار في القيمة السوقية على الرغم من أن حصة سكان العالم الذين يتناولون العقارات فعلياً لا تزال ضئيلة، مما يعني أن أي تأثيرات اقتصادية حتى الآن كانت صغيرة نسبياً.
على سبيل المثال، تشير التقديرات، في الولايات المتحدة، إلى أن 1-2% فقط من السكان تناولوا العقارات في عام 2023.
لكن قال الاستراتيجيون إنه "نظرا لمعدلات السمنة، فإن السوق المحتملة لهذه الأدوية ضخمة (في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، أكثر من 40% من البالغين يعانون من السمنة المفرطة)".
وأضافوا: "لذا، إذا استمر تناول الأدوية في الارتفاع بسرعة، فقد تكون هناك آثار اقتصادية أوسع بكثير".
وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أنه في المتوسط بين عامي 2020 و2050، سوف تنفق دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 8.4% من ميزانيتها الصحية على علاج عواقب "ارتفاع كتلة الجسم".
وفي المقابل، يمكن لأدوية إنقاص الوزن أن تقلل من إجمالي تكاليف الرعاية الصحية على المدى الطويل.
وقالت كابيتال إيكونوميكس: "بالنسبة للبلدان التي يقدم فيها القطاع العام الرعاية الصحية في الغالب، فإن هذه المدخرات يمكن أن تحسن الوضع المالي".
وأضافت: "ويمكن تحويل هذه الأموال إلى مجالات أخرى يحتمل أن تكون أكثر إنتاجية، أو استخدامها بدلا من ذلك لتقليل الاقتراض الحكومي مقارنة بغير ذلك".
كما تتوقع منظمة السمنة العالمية أن المزيد من الناس الذين يعيشون حياة أكثر صحة من الممكن أن يتمتعوا بتغيب أقل عن العمل، وزيادة المشاركة في العمل، وزيادة الإنتاجية.
وقالت كابيتال إيكونوميكس إن توقعات سوق العمل هذه يمكن أن تؤدي إلى ما يعادل 0.6% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي العالمي بحلول عام 2035، في حين تشير حسابات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى نحو 1.6% من الناتج المحلي الإجمالي سنويا حتى عام 2050.
وأردفت الشركة أنه يمكن أن تكون الأدوية مفيدة بشكل خاص للبلدان التي لديها أعلى معدلات السمنة مثل الولايات المتحدة والمكسيك وكوريا.
وفي ذات السياق، لاحظت شركة كابيتال إيكونوميكس أن أسعار الأسهم انخفضت في عام 2023 للعديد من شركات الوجبات السريعة مع اكتساب أدوية إنقاص الوزن شعبية، على الرغم من تقليص بعض هذه الخسائر منذ ذلك الحين.
لكن يمكن أن يمتد التأثير الاقتصادي إلى اتجاهات مختلفة، مثل شراء الأشخاص ملابس جديدة أصغر حجمًا، وتوفير الطائرات للوقود مع حمولات أخف من الركاب.
وبتزامن نجاحات هذا القطاع مع قطاع التكنولوجيا، لفت الاستراتيجيون في كابيتال إيكونوميكس إلى أنه "في الماضي، كانت التكنولوجيا تميل إلى رفع التكاليف في قطاع الرعاية الصحية، بدلا من خفضها. لكن الذكاء الاصطناعي قد يغير ذلك".
وأضافوا: "على سبيل المثال، من خلال جعل اكتشاف الأدوية أكثر كفاءة وأقل تكلفة. وإذا كان الأمر كذلك، فإن المكاسب الاقتصادية التي تبشر بها أدوية إنقاص الوزن قد تكون مجرد البداية".