تتزايد التحديات التي تواجه العالم بوتيرة متسارعة في بداية 2025؛ الأمر الذي لا ينعكس فقط على الأمن والاستقرار، بل أيضا على بيئة الأعمال والاقتصاد العالمي.
كشف استطلاع حديث للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، أن أبرز المخاطر التي تهدد العالم في عام 2025، هي: الصراعات المسلحة، والظواهر الجوية المتطرفة، والمعلومات المضللة.
ووفق تقرير لموقع «سي إن بي سي» (CNBC) الأميركي، فإن هذه التحديات قد تؤثر بشكل كبير على الاستقرار العالمي، في وقت يستعد فيه أكثر من 3000 من القادة الدوليين من أكثر من 130 دولة للمشاركة في الاجتماع السنوي للمنتدى في دافوس بسويسرا، والمزمع عقده الأسبوع المقبل.
في هذا الإطار، ذكر تقرير «المخاطر العالمية» الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أن 23% من المشاركين في الاستطلاع، صنفوا الصراعات المسلحة التي تديرها الدول، كأكثر المخاطر إلحاحاً لعام 2025.
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التوترات الجيوسياسية والانقسامات العالمية، مع تصاعد الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط وإفريقيا، وهو ما يهدد الاقتصاد العالمي في نهاية المطاف.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد حذر في وقت سابق، من أن العالم يواجه أكبر عدد من الصراعات المسلحة منذ الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والصراعات المستمرة في الشرق الأوسط.
إلى جانب الصراعات المسلحة، يظل انتشار المعلومات المضللة أحد التحديات الكبرى في 2025، حيث تم تصنيف المعلومات المضللة، وللسنة الثانية على التوالي، كأحد المخاطر الرئيسية على المدى القريب، بحسب الاستطلاع.
ويساهم انتشار المعلومات المضللة وما تحدثه من انقسام في المشهد الإعلامي عالمياً، في تزايد التوترات السياسية والاجتماعية، بما يشكل تهديداً للأمن والاستقرار على نطاق واسع.
كما تعد الكوارث الطبيعية، مثل موجات الحرارة المرتفعة والفيضانات والأعاصير، من المخاطر البارزة التي تم تحديدها على المديَين القصير والطويل.
وتزداد هذه المخاطر شدة، نتيجة للتغير المناخي الذي يؤدي إلى زيادة تواتر الكوارث الطبيعية.
وتهيمن المخاوف بشأن فقدان التنوع البيولوجي وانهيار النظم البيئية إلى جانب الطقس المتطرف، على التصورات المتعلقة بالمخاطر طويلة الأجل.
من جانبه، قال المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي، ميريك دوشيك، إن "الأزمة المناخية وتأثيراتها المتسارعة تضغط على النظام العالمي كما لم يحدث من قبل".
وأوضح دوشيك، أن القادة العالميين يواجهون اليوم خياراً حاسماً: إما التعاون والمرونة لمواجهة هذه التحديات، أو المخاطرة بتفاقم عدم الاستقرار على مستوى العالم، وفق ما نقله الموقع الأميركي.
وجرى تحديد مخاطر أخرى تواجه العالم في 2025، مثل الاستقطاب الاجتماعي، والتجسس الإلكتروني، والتلوث، وعدم المساواة الاقتصادية.
وفي هذا السياق، قالت المديرة التجارية في شركة «مارش ماكلينان أوروبا» (استشارية)، كارولينا كلينت، إن المشهد العالمي للمخاطر يشبه «عش سنجاب»، حيث تتشابك التهديدات وتزداد تعقيداً؛ مما يجعل بيئة الأعمال أكثر صعوبة.
وأضافت كلينت، أن هذه المخاطر لا تعكس تهديدات جديدة فقط، بل تشير إلى تزايد حدة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية في عالم يسير نحو مزيد من التشرذم.
ووفق كلينت، فإن العالم مطالب بمواجهة هذه التحديات بشكل عاجل، وذلك في ظل البيئة الاقتصادية والتجارية المتقلبة.