logo
اقتصاد

كيف تستفيد مصر والمغرب والبرازيل من الرسوم الأميركية؟

كيف تستفيد مصر والمغرب والبرازيل من الرسوم الأميركية؟
حاويات الشحن مكدسة في ميناء ميامي في 7 أبريل 2025 في ميامي، فلوريداالمصدر: أ ف ب
تاريخ النشر:8 أبريل 2025, 02:35 م

في خضم تداعيات قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق، والتي أثارت صدمة في الأوساط التجارية العالمية وهزت الأسواق، تلوح في الأفق فرص محتملة لعدد محدود من الدول.

فبينما يواجه حلفاء وشركاء الولايات المتحدة التجاريون المقربون، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، تبعات سلبية جمة نتيجة لرسوم تتجاوز 20%، ترى دول منافسة مثل البرازيل والهند وتركيا وكينيا وغيرها، جانباً مشرقاً في هذه السياسات التجارية الجديدة، وإن كانت المخاوف من ركود عالمي محتمل تلقي بظلالها على حجم هذه المكاسب.

ومن المقرر أن تدخل أحدث موجة من الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ غداً الأربعاء التاسع من أبريل.

أبرز المستفيدين

تُعد البرازيل من بين الدول التي فرضت عليها الولايات المتحدة أقل نسبة من الرسوم الجمركية، حيث بلغت 10%، وباعتبارها دولة تتمتع بقطاع زراعي ضخم، من المحتمل أن تستفيد البرازيل من الرسوم التي فرضتها الصين كرد فعل على الرسوم الأميركية، وهو الأمر الذي قد يؤثر سلباً على مصدري المنتجات الزراعية في الولايات المتحدة.

تجسد البرازيل، بصفتها مستورداً صافياً للسلع من الولايات المتحدة، كيف يمكن لبعض الدول استغلال حرب تجارية يشنها ترامب بالأساس ضد الصين وغيرها من كبار المصدرين الذين يحققون فوائض في التبادل التجاري مع الولايات المتحدة.

كما يمكن لدول مثل المغرب ومصر وتركيا وسنغافورة، التي تستورد من الولايات المتحدة أكثر مما تصدر إليها، أن تجد فرصاً جديدة في ظل الصعوبات التي تواجهها دول أخرى مثل بنغلادش وفيتنام، هاتين الدولتين تصدران إلى الولايات المتحدة بكميات أكبر بكثير مما تستوردان منها، وقد تضررتا بشكل كبير من سياسات ترامب التجارية الجديدة.

وتواجه بنغلادش وفيتنام رسوماً جمركية بنسبة 37% و46% على الترتيب بينما تواجه الدول الأخرى المذكورة سلفاً رسوماً بنسبة 10%، وهو ما يعد تأثيراً هيناً في ظل نظام عالمي جديد يعمل ترامب على تشكيله.

وصرح مجدي طلبة، رئيس مجلس إدارة تي أند سي للملابس الجاهزة، وهي شركة مصرية تركية لوكالة رويترز أن الولايات المتحدة لم تفرض رسوماً جمركية على مصر وحدها.. فقد فرضت رسوماً أعلى بكثير على دول أخرى، ويمنح ذلك مصر فرصة واعدة للنمو.

وأشار طلبة إلى الصين وبنغلادش وفيتنام باعتبارهم منافسين رئيسين لمصر في مجال المنسوجات.

وقال: الفرصة سانحة أمامنا... علينا فقط اغتنامها.

ويمكن لتركيا التي تضررت صادراتها من الحديد والصلب والألمنيوم جراء رسوم أميركية سابقة أن تستفيد حالياً من فرض رسوم أكبر على أسواق أخرى.

ووصف وزير التجارة التركي عمر بولات الرسوم الجمركية المفروضة على بلاده بأنها (أفضل ما يكون) مقارنة بالعديد من الدول الأخرى.

وبالمثل، بسبب اتفاقية التجارة الحرة بين المغرب والولايات المتحدة، قد يستفيد المغرب نسبياً من الرسوم الجمركية التي فرضت على الاتحاد الأوروبي ودول آسيوية أخرى، ويرى مسؤول سابق أن الرسوم المنخفضة نسبياً على المغرب (10%) قد تجذب مستثمرين أجانب يرغبون في التصدير إلى الولايات المتحدة.

لكن هناك مخاوف من أن الاستثمارات الصينية الكبيرة في المغرب قد تثير قلق ترامب، كما يحذر خبير اقتصادي من أن قطاعات الطيران والفضاء والأسمدة المغربية قد تتضرر، وأنه حتى لو كان التأثير المباشر محدوداً، فإن التبعات الاقتصادية العالمية المحتملة قد تؤثر سلباً على النمو في المغرب.

وقد تكون الرسوم الجمركية القليلة على كينيا، التي تعاني عجزاً تجارياً مع الولايات المتحدة، سلاحاً ذا حدين، وعبر منتجو المنسوجات خاصة عن أملهم في اكتساب ميزة نسبية على منافسيهم في الدول الأكثر تأثراً بالرسوم.

علاوة على ما سبق، قد تستفيد سنغافورة من تدفق الاستثمارات في ظل سعي المصنعين إلى تنويع أعمالهم، إلا أنها ستظل خاضعة لقواعد صارمة تتعلق بالتصنيع والمحتوى المحلي، وفقاً لسيلينا لينغ الخبيرة الاقتصادية في بنك أو.سي.بي.سي.

وذكر تشوا هاك بين، الخبير الاقتصادي في ماي بنك: لا يمكن لسنغافورة أن تفوز في حرب التجارة العالمية، نظراً للاعتماد الكبير على التجارة.

ورغم رسوم جمركية بنسبة 26% فرضت عليها، تبحث الهند عن فرصة في ظل تداعيات سلبية أكبر على منافسيها في آسيا.

ووفقاً لتقييم حكومي داخلي اطلعت عليه رويترز، تشمل القطاعات التي يمكن للهند أن تقتنص فيها حصة سوقية من الصادرات إلى الولايات المتحدة المنسوجات والملابس والأحذية.

كما تأمل الهند في الحصول على حصة أكبر في تصنيع هواتف آيفون من الصين؛ بسبب الفارق في الرسوم الجمركية، رغم أن الرسوم البالغة 26% قد تجعل الهاتف أغلى بكثير في الولايات المتحدة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC