كيف تهدد رسوم ترامب الجمركية صناعة السيارات اليابانية؟

يخشى الإعلام الياباني أن يؤدي تطبيق رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة ابتداءً من أوائل أبريل 2025 إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لليابان بنسبة 0.2%. وفي عام 2024، بلغت صادرات السيارات اليابانية إلى الولايات المتحدة ما يعادل 37 مليار يورو.

ومنذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، كان مصنعو السيارات اليابانيون يراقبون تحركات إدارته الجديدة بحذر.

ونظراً لأهمية السوق الأميركية بالنسبة لإيراداتهم، كانوا يعولون على حكومتهم الخاصة التي كانت تسعى جاهدة لتجنب تهديدات الرئيس الجمهوري بشأن الرسوم الجمركية، مستشهدةً بمساهمة اليابان، كأكبر مستثمر أجنبي في الولايات المتحدة، في الاقتصاد الأميركي.

لكن في 26 مارس، أعلن دونالد ترامب أنه ابتداءً من 3 أبريل، سيفرض 25% إضافية من الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة وبعض المكونات الأساسية مثل المحركات، ما بدد آمال الشركات اليابانية، وفقاً لما ذكرته صحيفة «نيهون كيزاي شيمبون» الاقتصادية.

وتُفرض حالياً الرسوم الجمركية الأميركية على السيارات بنسبة 2.5%، بينما تفرض على الشاحنات بنسبة 25%، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 27.5% و50% على التوالي.

وأوضحت الصحيفة أن «صناعة السيارات تعد صناعة أساسية للاقتصاد الياباني. وفي عام 2024، وصلت صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة إلى 6000 مليار ين (37 مليار يورو)، ما يشكل ما يقارب 30% من إجمالي صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة».

من وجهة النظر اليابانية، فإن الوضع أكثر خطورة؛ لأن أزمة صناعة السيارات قد تؤثر على قطاعات أخرى، مثل اللوجستيات والصناعة الفولاذية.

ويعمل في جميع القطاعات المرتبطة بصناعة السيارات نحو 5.5 مليون شخص، أي ما يمثل 8% من إجمالي القوى العاملة في البلاد.

طوكيو في موقف ضعف

وبحسب الاقتصادي أكاهيدي كوشي من معهد «نومورا» للأبحاث، الذي تم استشارته من قبل قناة «إن إتش كيه»، فإن قرار إدارة ترامب قد يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لليابان بنسبة 0.2%. ورداً على هذا التغير، لا تنوي السلطات اليابانية البقاء مكتوفة الأيدي.

وقال رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، وفقاً لما نقلته صحيفة «سانكاي شيمبون»: «سندرس جميع الخيارات لتجنب فرض الرسوم الجمركية على المنتجات اليابانية».

ومع ذلك، ذكرت صحيفة «آساهي شيمبون» أن الاستراتيجية التي تفكر فيها الحكومة اليابانية قد تتمثل في محاولة إرضاء ترامب من خلال اقتراح تخفيف بعض المعايير التجارية اليابانية التي تُتهم بأنها تعيق مبيعات المنتجات الأميركية في اليابان، مثل السيارات والأجهزة المنزلية.

وخلال فترة رئاسة ترامب الأولى بين 2016 و2020، تمكنت طوكيو من تجنب زيادة الرسوم الجمركية على السيارات عبر الموافقة على خفض الرسوم الجمركية اليابانية على المنتجات الزراعية الأميركية.

ومع ذلك، لا يوجد ضمان بأن هذه التكتيك سينجح مرة أخرى: «هذه المرة، المفاوضات صعبة للغاية، ترامب لا يتحدث عن شيء سوى زيادة الرسوم الجمركية، لذلك من المستحيل معرفة ما الذي يريد الحصول عليه كتعويضات»، كما قال أحد المسؤولين الحكوميين اليابانيين، وفقاً لما ذكرته الصحيفة.