وتتوقع روسيا فرض المزيد من العقوبات، بيد أن السلطات في موسكو حذرت من أن تلك العقوبات ستطال الغرب أيضًا، بل وستتجاوز آثارها على دول أوروبا وواشنطن أكثر من تداعياتها على موسكو.
ووفقًا لبيانات وزراة المالية الروسية تم تجميد ما يربو عن 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي، بخلاف تجميد حسابات مئات من المؤسسات والأشخاص ذوي الصلة بموسكو.
العقوبات تضر بالمصالح الغربية بينما يتكيف الاقتصاد الروسي بشكل جيدالكرملين
وقال الكرملين اليوم الخميس: "إنه يتوقع أن يفرض الغرب عقوبات أكثر صرامة بسبب الحرب في أوكرانيا لكن موسكو متأكدة من أن مثل هذه العقوبات تضر بالمصالح الغربية بينما يتكيف الاقتصاد الروسي بشكل جيد".
وأضاف الكرملين: "لم تتحقق الآمال الغربية في إثارة أزمة اقتصادية سريعة في روسيا من خلال فرض بعض أشد العقوبات على الإطلاق.
وفي غضون ذلك، أكد الكرملين أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يدير اقتصاد حجمه 2.1 تريليون دولار، يجهز البلاد لحرب طويلة الأمد".
ولفت البيان إلى أن توقعات النقد الدولي أن يبلغ النمو الروسي 2.2% هذا العام متجاوزًا النمو في الولايات المتحدة أو منطقة اليورو ، تؤكد تكيف موسكو وتضرر الغرب وواشنطن من العقوبات".
وردا على سؤال حول التوقعات بأن الولايات المتحدة ستفرض المزيد من العقوبات، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "التوقعات هي أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيواصلان ابتكار عقوبات جديدة، على الرغم من أن لديهما بالفعل نقص في الأفكار".
وحتى الآن لم يفلح قرار الغرب بوضع سقف لأسعار النفط عند 60 دولارًا للبرميل والذي تم رفعه إلى 67 دولارًا للبرميل في حرمان موسكو من كافة إيراداتها النفطية.
وفي الوقت ذاته، انسحب قرار وقف صادرات الغاز على ارتفاع أسعار الغاز في السوق العالمية تزامنًا وارتفاع أسعار واردات الحبوب عالميًا.
هناك قناعة في أميركا وأوروبا على أن الحزم الحالية من العقوبات تضر بمصالح الدول التي فرضت العقوباتديمتري بيسكوف
وأكد ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين أن الغرب كان أكثر ضررًا من موسكو من سياسة فرض العقوبات، في إشارة لارتفاع أسعار النفط والغاز.
وأشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن هناك قناعة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أن الحزم الحالية من العقوبات تضر بمصالح الدول التي فرضت العقوبات.
ووفقًا لبيسكوف يرى الزعماء الغربيون أن العقوبات التي فرضوها على روسيا، أكبر مالك للموارد الطبيعية في العالم، هي الأشد صرامة على الإطلاق على اقتصاد كبير.
وأكد بيسكوف أن الاقتصاد الروسي تكيف بشكل جيد مع العقوبات وحقق بعض النجاح في العمل في الظروف الجديدة.
وقال بيسكوف: "نحن لا نرتدي نظارات وردية ونعلم جيدًا أن ضغط العقوبات سيستمر وستكون هناك محاولات لتعزيزه".
والعقوبات الغربية هي وسيلة تستخدمها الدول لمعاقبة دول أخرى، أو قادة دول أخرى، أو سياسيين، بسبب قيامهم بخرق القوانين الدولية، في محاولة لمنع استمرار ذلك.
وتكون العقوبات مصممة للإضرار باقتصاد الدولة المستهدفة ومواردها المالية، وقادتها السياسيين، ويعد فرض العقوبات من أقسى الخطوات التي قد يتم اتخاذها بحق الدول، دون اللجوء إلى المواجهات المسلحة.
لا نرتدي نظارات وردية ونعلم جيدًا أن ضغط العقوبات سيستمر وستكون هناك محاولات لتعزيزهديمتري بيسكوف
لا يزال حظر النفط والغاز الروسي وتعهد الاتحاد الأوروبي بإنهاء اعتماده على صادرات الغاز من روسيا بحلول عام 2030، من أبرز العقوبات التي عمد إليها الغرب لتحجيم روسيا.
وعمد القادة الغربيون إلى تجميد أصول البنك المركزي الروسي، مما حد من قدرته على الوصول إلى 630 مليار دولار من احتياطاته.
ومنعت بريطانيا، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة المواطنين والشركات لديها من إجراء أي تعاملات مالية مع البنك المركزي الروسي أو وزارة المالية الروسية أو صندوق الثروة السيادي الروسي.
وتضمنت العقوبات إبعاد بعض البنوك الروسية عن نظام سويفت الذي يسمح بتحويل الأموال بشكل سهل بين الدول المختلفة، وهو الأمر الذي سيعيق قدرة روسيا على الحصول على عائدات بيع نفطها وغازها.
وفرضت بريطانيا عدة عقوبات إضافية على موسكو من بينها استبعاد كبرى البنوك الروسية من النظام المالي البريطاني.
وفي الوقت ذاته تم تجميد أصول أغلب البنوك الروسية، وإصدار قوانين لمنع الشركات والحكومة الروسية من الحصول على أموال من الأسواق البريطانية.
إضافة إلى إعلان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات تستهدف 70%من السوق المصرفية الروسية وكبريات الشركات المملوكة للدولة الروسية.
واستهدفت العقوبات الغربية أيضا عددا من الأشخاص البارزين في روسيا، على رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، الذي تم تجميد أصوله في الولايات المتحدة، وكندا، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، علاوة على حظر سفرهما إلى الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، استهدفت الولايات المتحدة والغرب مليارديرات روسيا "الأوليغارش" جنبًا إلى جنب والمسؤولين الروس، ورجال الأعمال البارزين.
نتوقع أن يواصل الغرب ابتكار عقوبات جديدة، إلا أنهم يعانون من نقص في الأفكارديمتري بيسكوف