تتوالى تأكيدات المؤسسات الدولية ووكالات التصنيف العالمية بشأن اتساع مخاطر وأضرار الحرب على الصعيد العالمي، ولا سيما اقتصاد إسرائيل والذي لم يشهد خفضًا للتصنيف الإئتماني من قبل إلا أنه شهد في الحرب الحالية بوادر لخفض التصنيف مع تحلو الرؤية المستقبلية إلى سلبية.
وفي غضون ذلك انضمت مؤسسة كابيتال ايكونوميكس إلى قائمة المحذرين من تداعيات عنيفة للحرب على اقتصاد إسرائيل الذي بات يأن مع ارتفاع تكلفة فاتورة الحرب الدائرة مع حركة حماس.
وورجحت كابيتال إيكونوميكس أن يتجاوز العجز في الموازنة 4% ، بعدما رفع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عجز الموازنة للعام الجاري إلى 4% بدلا من 1.5%، وبنسبة 5% عام 2025.
طول أمد الصراع مع توقعات ان يستمر الاجتياح البري حوالي 3 أشهر متجاوزًا الحروب الماضية يفاقم الخسائركابيتال ايكونوميكس
وخلص تقرير جديدة للمؤسسة البريطانية كابيتال ايكونوميكس إلى أن الخسائر المالية والتداعيات الاقتصادية للحرب الحاصلة في قطاع غزة ستتجاوز تلك التي تكبدتها إسرائيل خلال حربي عام 67 و 73 من القرن الماضي.
وارتكنت المؤسسة في توقعاتها إلى ترجيح بطول أمد الصراع مع حركة حماس وسط توقعات بان يستمر الاجتياح البري حوالي 3 أشهر متجاوزًا تلك الفترة التي استمرت فيها الحروب الماضية.
ووفقًا لبيانات رسمية تبلغ نفقات القتال في اليوم الواحد تكلف نحو مليار شيكل (250 مليون دولار) وسيزداد الإنفاق الإجمالي مع استمرار القتال.
وفي غضون ذلك توقعات وزارة المالية الإسرائيلية أن النمو في إسرائيل سوف يتباطأ بشكل ملحوظ فيما تبقى من العام.
ورجحت كابيتال ايكونوميكس أن يكون للحرب الدائرة في غزة تأثير حاد في الأمد القريب على الاقتصاد الإسرائيلي الذي سيتعرض لضغوط تضخمية.
ولفت محللو مؤسسة كابيتال ايكونوميكس إلى أن التجارب السابقة تشير إلى أن ذلك التأثير سيكون مؤقتاً، في إشارة إلى تجاوز تلك التداعيات بفضل الدعم الغربي.
ووفقًا لبيانات وزارة المالية الإسرائيلية، فإن الحرب بأول 3 أسابيع كلفت الميزانية العامة 30 مليار شيكل (7.5 مليارات دولار).
ولا تشمل تلك الخسائر المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة، والأضرار المباشرة وغير المباشرة التي تكبدها النشاط الاقتصادي.
ستؤدي الحرب الحالية إلى تراجع الناتج الصناعي في ضوء العوامل الموسمية بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25%كابيتال ايكونوميكس
ولفت محللو مؤسسة كابيتال ايكونوميكس إلى أن الحروب التي خاضتها إسرائيل على غرار 1967 و1973، 2006 وغيرها من الحروب كان لها تأثير أولي حاد على الاقتصاد.
ورجح التقرير أن تؤدي الحرب الحالية إلى تراجع الناتج الصناعي للبلاد المعدل في ضوء العوامل الموسمية بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25% خلال الشهر الذي وقعت فيه الحرب.
ومع توقعات بطول أمد الحرب الحالية، لفترة في حدود ثلاثة أشهر، وهو ما يتجاوز حربي 1973 و1976، رجح خبراء كابيتال ايكونوميكس أن يكون الضرر على اقتصاد إسرائيلي أكثر عمقًا.
وقدرت وزراة المالية الإسرائيلية أن الأضرار التي لحقت بالناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد تصل إلى نحو 10 مليارات شيكل شهريا من القتال (2.5 مليارات دولار) .
ولفت تقرير كابيتال إيكزونوميكس إلى أن الكثير من القطاعات سيتأثر باستدعاء أكثر من 300 ألف مواطني ما يقرب من 6% من سكان إسرائيل للخدمة العسكرية.
بيد أن كابيتال إيكونوميكس لفتت إلى أن الطبيعة المختلفة للاقتصاد الإسرائيلي حالياً خاصة الاعتماد على قطاع الخدمات والتكنولوجيا قطاع الخدمات قد يخفف من وطأة تلك الأضرار.
وأوضح التقرير أن السوق الإسرائيلية كانت تعاني نقصاً في العمالة بالفعل قبل الصراع الحالي، ومن شأن استدعاء 360 ألفا من قوات الاحتياط أن يؤدي لتفاقم هذا النقص.
من المرجح أن يكون العجز في حدود بين 7% إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبلكابيتال ايكونوميكس
ولفت محللو مؤسسة كابيتال ايكونوميكس إلى ان الحروب السابقة تسببت في تحولات طويلة الأمد في السياسة المالية الإسرائيلية.
وأشار التقرير إلى زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري، الذي ارتفع من 9% من الناتج المحلي الإجمالي في 1966 إلى أكثر من 30% خلال حرب 73%.
لكن المؤسسة توقعت ألا يرتفع عجز الميزانية للمستويات التي شهدتها إسرائيل في السبعينات بل من المرجح أن يكون في حدود بين 7% إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل.
ومع زيادة المخصصات العسكرية سواء للدفاع أو التعويضات المالية توقع محللو مؤسسة كابيتال ايكونوميكس اتساع عجز الميزانية بدرجة كبيرة.
ولفت محللو كابيتال ايكونوميكس إلى أنه هذا يتزامن مع حزمة التحفيز المالي الكبيرة التي تخطط لها الحكومة لمواجهة ارتفاع التضخم والواردات.
وأوضح رئيس شعبة الموازنة بالمالية يوغيف غيردوس إن تكاليف الحرب الحالية على غزة هائلة مقارنة بالجولات القتالية السابقة.
وقال غيردوس: "نحن بحاجة أن نتصرف بمسؤولية، على ما يبدو الحرب ستستمر لفترة طويلة ولا نريد أن نتلقى ضربة مالية واقتصادية أيضا".
وأوضح رئيس شعبة الموازنة بالمالية يوغيف غيردوس أنه في الأسابيع الثلاثة للحرب بلغت الأضرار التي لحقت بالموازنة 30 مليار بلغت كلفت السلاح من هذا الرقم 20 مليار شيكل (5 مليارات دولار).
إضافة إلى 10 مليارات شيكل (2.5 مليار دولار) لتمويل إخلاء السكان ودعم السلطات المحلية وفقًا ليوغيف غيردوس.
وأشار رئيس شعبة الموازنة في المالية الإسرائيلية إلى أن هذه التكلفة لا تشمل الأضرار المباشرة التي يتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى.
نحن بحاجة أن نتصرف بمسؤولية، يبدو أن الحرب ستستمر لفترة طويلة ولا نريد أن نتلقى ضربة ماليةيوغيف غيردوس
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: "نحن نبني ميزانية جديدة لعام 2024 وسنقدم سلسلة من الإصلاحات الهيكلية التي تدعم النمو، بهدف تعزيز الاقتصاد أثناء القتال ".
وأضاف وزير المالية: "سيكون العجز أكبر، لكنه سيحدث لمرة واحدة وسيتم استيعابه".
وعلى صعيد الخسائر التي تكبدتها المصالح التجارية المتوسطة والصغيرة خلال 3 أسابيع من الحرب، فأظهر استطلاع دائرة الإحصاء المركزية أن تقديرات 51% من المصالح التجارية خسرت أكثر من نصف الإيرادات في أكتوبر الأول الماضي مقارنة بإيرادها الشهري خلال العام المالي الحالي.
وتعكس تقارير المديرين بالمصالح التجارية حالة التوظيف والأضرار التي لحقت بشركاتهم ومصالحهم التجارية خلال الحرب، موضحين أن 37% من إجمالي الشركات والمصالح بإسرائيل أبلغت عن الحد الأدنى من التوظيف والتشغيل.
وقد سجلت الخسائر بخصوص تأثير الحرب على سوق العمالة والضرر الأكبر في المنطقة الجنوبية، حيث أبلغ حوالي 59% من الشركات والمصالح عن الحد الأدنى من التوظيف، علما بأن 62% من الشركات التي تعمل بالعقارات والبناء تنشط مع الحد الأدنى من نطاق التوظيف.