رد البيت الأبيض على المخاوف المتزايدة بشأن انهيار سوق الأسهم واحتمالية حدوث ركود اقتصادي، حيث أكدت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، أن الاقتصاد الأميركي يمر بـ«مرحلة انتقالية».
وخلال مؤتمر صحفي، سُئلت ليفيت عن إمكانية طمأنة الأميركيين بعدم الانزلاق نحو ركود اقتصادي، لكنّها لم تقدّم إجابة قاطعة. وذكرت أن تقلبات سوق الأسهم هي «لقطة زمنية مؤقتة» لا تعكس الوضع الاقتصادي العام.
وأرجعت ليفيت التحديات الاقتصادية الحالية إلى سياسات الإدارة السابقة، معتبرةً أن إدارة جو بايدن خلفت «كارثة اقتصادية». وأشارت إلى زيادة نسبة التخلف عن سداد القروض الائتمانية بنسبة 63%، وتراجع الأجور الحقيقية بنسبة 1.5%، وارتفاع الأسعار الاستهلاكية كدليل على سوء الإدارة في تلك الفترة.
في المقابل، وصفت ليفيت نهج إدارة ترامب بأنه قدّم «عصراً ذهبياً للتصنيع الأميركي». وأكدت أن سياساته كانت تركز على تحقيق النمو الاقتصادي، مستفيدةً من خبرته كرجل أعمال والتزامه بإعادة تنشيط القطاع الخاص.
وتأتي هذه التصريحات في وقت ما زالت الأسواق المالية تشهد تقلبات، حيث يراقب المحللون عن كثب المؤشرات الاقتصادية بحثًا عن أي دلائل على تباطؤ محتمل.
وفي سياق متصل، حذر الخبير الاقتصادي محمد العريان من أن حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي تهدد المكانة الاستثنائية التي تتمتع بها الولايات المتحدة. ولفت العريان إلى أن هناك تزايدًا في شكوك المستثمرين بشأن شفافية السياسات الحكومية ومدى التزامها بسيادة القانون، وهو ما انعكس سلبًا على مختلف الأصول الأميركية.
وأوضح العريان، رئيس كلية «كوينز» بجامعة «كامبريدج»، أن قدرة الولايات المتحدة على التنبؤ بسياساتها والالتزام بسيادة القانون كانتا من أبرز عناصر قوتها، لكن التشكيك في هذين العاملين قد يؤدي إلى إضعاف موقعها الاقتصادي.
وفيما يتعلق بالتوقعات السابقة حول تفوق أداء الأسهم الأميركية وارتفاع الدولار وعوائد السندات السيادية، أكد العريان أن هذه التقديرات فقدت زخمها في ظل الأوضاع الراهنة، مشيرًا إلى تصاعد القلق حيال مستقبل النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، مقابل احتمالات انتعاش الاقتصاد الألماني بفضل جهود حكومته لتعزيز الاستثمارات في قطاعي الدفاع والبنية التحتية.