جاء ذلك على هامش قمة الصين العالمية السنوية العشرين في شنغهاي، التي تعد واحدة من أكبر التجمعات السنوية وأكثرها تأثيراً لقادة الأعمال في الصين، حيث تربط مجتمع الاستثمار العالمي بالسوق الصينية، وهذا العام هو العام العشرون على التوالي لتلك القمة.
الصين أكبر من أن يتم تهميشها، وعلى المستثمرين القيام بأعمال تجارية هناكالرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان" سيورد لينارت
قال سيورد لينارت، الرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ: "الصين أكبر من أن يتم تهميشها، وعلى المستثمرين القيام بأعمال تجارية هناك".
وأضاف: "حتى لو قررت عدم القيام بأعمال تجارية هناك، عليك أن تفهم ما يحدث"، مشيراً إلى أن "الصين برزت كقوة عالمية ثانية، ولا تزال الشركات العالمية تستثمر في القوة الاقتصادية، حيث إن الصين مكان مهم للغاية".
من حيث تعادل القوة الشرائية، تمثل الصين حاليا 19% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و48% من الناتج المحلي الإجمالي في آسيا.
وقال لينارت: "ما يحدث في الصين يؤثر على كل صناعة في جميع أنحاء العالم، ولا يمكنك تجاهل ذلك، وبالتالي عليك القيام بأعمال تجارية هناك، وحتى إذا قررت عدم القيام بأعمال تجارية هناك، فأنت بحاجة إلى فهم ما يحدث".
ما يحدث في الصين يؤثر على كل صناعة في جميع أنحاء العالمالرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان سيورد لينارت
الخدمات المصرفية
نظراً إلى مدى ارتباط الصين بالمنطقة على نطاق واسع، أكد لينارت أنه يجب أن يكون هناك نشاط جيد في الصين من أجل الحصول على أعمال مصرفية استثمارية مزدهرة.
وقال: "الخدمات المصرفية في آسيا أيضاً لا يمكن أن تكون بأقصى سرعة إذا لم تكن الصين تعمل بالسرعة ذاتها".
وأضاف لينارت أن "المستثمرين يتمسكون بآمال في ظهور المزيد من علامات التعافي الاقتصادي لاستعادة الثقة في الصين بعدما تعثر الاقتصاد في السنوات القليلة الماضية، متأثرا بقطاع العقارات المحاصر".
وقال: "أعتقد أن العلامات المبكرة تشجع المستثمرين".
أعتقد أن العلامات المبكرة تشجع المستثمرينالرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان سيورد لينارت
اقتصاد الصين
نما الاقتصاد الصيني في الربع الأول بشكل أسرع من المتوقع، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة في أبريل عن المكتب الوطني الصيني للإحصاء.
وبلغ معدل النمو السنوي في الفترة من يناير إلى مارس 5.3%، وهو أعلى من المعدل من الربع الرابع 5.2% في الربع الرابع من عام 2023 و4.6% الذي توقعه الاقتصاديون.
وقال لينارت: "الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد انخفض العام الماضي، ولكن يجب أن ننظر إلى ذلك في سياق نمو الاستثمار الأجنبي المباشر على مدار الخمسين عامًا الماضية".
وتظل الصين الشريك التجاري الأول لأكثر من 120 دولة. ولا تزال الصين أكبر شريك تجاري لليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وفيتنام، وفقًا لمركز ويلسون البحثي الأميركي.
لديها الكثير
قال لينارت: "أعتقد بأن الصين لديها الكثير لتبيعه للعالم، وستكون هناك حاجة لهذا المنتج في جميع أنحاء العالم، ولا شك في أن هناك الكثير من الفرص في الصين".
وأضاف: "نحن هنا منذ 103 أعوام (يقصد جي بي مورغان)، ولذلك اتخذنا وجهة نظر طويلة المدى بشأن الصين، وسنبقى هنا لمدة 100 عام أخرى مقبلة".
نحن هنا منذ 103 أعوام (يقصد جي بي مورغان) لذلك فقد اتخذنا وجهة نظر طويلة المدى بشأن الصين، وسنبقى هنا لمدة 100 عام أخرى مقبلةالرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان سيورد لينارت
توقعات النمو
في غضون ذلك، قال تشو هاي بين، كبير الاقتصاديين الصينيين في "جي بي مورغان" إن الاقتصاد الصيني يُرجّح أن ينمو بنسبة 5.2% في عام 2024، ارتفاعاً من تقديراته السابقة البالغة 4.9%.
وقال الخبير الاقتصادي تقديراته المحدثة خلال مؤتمر صحفي في قمة "جي بي مورغان" العالمية للصين في شنغهاي. ورأى أن النمو الاقتصادي القوي للبلاد بمعدل 5.3% على أساس سنوي في الربع الأول من 2024 فاق توقعات السوق، وهو يمثل بداية قوية لهذا العام.
كما أشار إلى أن النقاط الرئيسية الثلاث للاقتصاد الصيني في الربع الأول من العام كانت الزيادة على أساس سنوي في القيمة المضافة الصناعية، والتي فاقت النمو الاقتصادي الإجمالي للبلاد، فضلاً عن تنويع منتجات ووجهات التصدير في البلاد، وظهور التقنيات والصناعات الجديدة كمحركات للنمو الاقتصادي.
الاقتصاد الصيني سينمو بنسبة 5.2 % في عام 2024، ارتفاعًا من تقديراته السابقة البالغة 4.9 %كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك جي بي مورغان تشو هاي بين
قال تشو: "إنه يتوقع أن يظل سعر صرف الرنمينبي، العملة الصينية، مستقراً إلى حد كبير طوال العام".
وأضاف: "على الرغم من أن اليوان يواجه ضغوط انخفاض في قيمته على المدى القصير مقابل الدولار الأميركي، فإن الضغط النزولي سيتراجع، إذ من المرجح أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام".