logo
اقتصاد

غولدمان ساكس: الديون الأميركية قد تتخطى ذروة الحرب العالمية الثانية

غولدمان ساكس: الديون الأميركية قد تتخطى ذروة الحرب العالمية الثانية
تاريخ النشر:23 مايو 2024, 06:49 ص
بات من المرجح الآن أن تتخطى الديون الأميركية ذروة الحرب العالمية الثانية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي في ظل ارتفاع أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى أعلى مستوياتها في 22 عاما بعدما قفزت من مستويات صفرية منذ عامين تقريباً إلى أكثر من 5% حالياً، وذلك وفق مذكرة بحثية لبنك غولدمان ساكس نشرت اليوم الخميس.

وقال محللو غولدمان ساكس في مذكرة: "إنهم يتوقعون الآن أن تبلغ نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي 130% بحلول عام 2034، وهي زيادة كبيرة عن توقعاتهم السابقة البالغة 97%".

وأجرى بنك غولدمان ساكس تحديثاً لتوقعاته المالية طويلة المدى للولايات المتحدة أمس الأربعاء، شملت توقعه بوصول مؤشر رئيسي لاستدامة الديون إلى مستويات تاريخية.

من المرجح أن تبلغ نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي 130% بحلول عام 2034، وهي زيادة كبيرة عن توقعاتنا السابقة البالغة 97%
غولدمان ساكس
أكثر تحدياً

وقال محللو البنك في مذكرة نشرت اليوم، الخميس: "يعكس هذا التحول بيئة مالية أكثر تحدياً على مدى السنوات الخمس الماضية، والتي اتسمت باستمرار العجز الأولي ــ باستثناء تكاليف الفائدة ــ بما يقرب من 5% من الناتج المحلي الإجمالي وهو أوسع من المعايير التاريخية خلال فترات التوظيف الكامل".

وأضاف محللو البنك الأميركي: "قد زادت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي بالفعل بمقدار 19 نقطة مئوية لتصل إلى 98%".

وقال محللو البنك بقيادة مانويل أبيكاسيس وديفيد ميريكل، الاقتصاديان في بنك غولدمان ساكس :" إن الدين الأميركي في طريقه لتجاوز الذروة التي بلغها بعد الحرب العالمية الثانية".

اقرأ أيضاً- الذهب يواصل تراجعه لليوم الثالث متأثراً بتوقعات الفائدة الأميركية
أسعار الفائدة

وكتب محللو البنك: "ما يزيد من تفاقم المشكلة هو أن أسعار الفائدة على ديون الخزانة الجديدة تضاعفت تقريبا، ما أدى إلى تفاقم مسار كل من نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي ونفقات الفائدة الحقيقية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي".

ولفت محللو غولدن مان ساكس إلى أن التوقعات المحدثة تأخذ في الاعتبار التوقعات طويلة الأجل لمتوسط أسعار الفائدة على الدين الحكومي، ونمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، والعجز الأولي خارج فترات الركود.

ما يزيد من تفاقم المشكلة هو أن أسعار الفائدة على ديون الخزانة الجديدة تضاعفت تقريباً
غولدمان ساكس
نظرة تاريخية

ويظهر تحليل غولدمان ساكمس أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي حساسة للغاية للفرق بين أسعار الفائدة ونمو الناتج المحلي الإجمالي (r-g).

ويفترض محللو غولدمان ساكس وجود فارق في النمو يبلغ -0.25 نقطة مئوية، وهو ما يتماشى مع المتوسطات التاريخية خارج فترات التضخم المرتفعة.

اقرأ أيضاً- بنك أوف أميركا يحذر: الفيدرالي قد يُخيب أمل الأسواق

ويوضح البنك أنه تاريخياً، تم تحقيق تخفيضات كبيرة في نسب الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك الفوائض المالية المستدامة، والفروق في النمو المناسب، والتضخم المرتفع، والقمع المالي.

وقال محللو غولدمان ساكس: "الظروف الحالية في الولايات المتحدة تُظهر زخماً سياسياً ضئيلاً لخفض العجز، والمخاوف بشأن استدامة المسار المالي والحاجة المحتملة إلى فوائض مالية نادرة تاريخياً لتثبيت استقرار الدين".

ما يزيد من تفاقم المشكلة هو أن أسعار الفائدة على ديون الخزانة الجديدة تضاعفت تقريباً
غولدمان ساكس
طبيعة غيرعادية

وقال محللو البنك: "إن العجز المالي الأولي، الذي لا يأخذ في الاعتبار تكاليف الفائدة على الديون، أصبح الآن أكبر بنسبة 5% كحصة من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، مقارنة بما كان معتاداً خلال أوقات التوظيف الكامل، ما يسلط الضوء على الطبيعة غير العادية للوضع الحالي للميزانية".

اقرأ أيضاً- من يبدأ أولاً.. انقسام البنوك المركزية يقلق الأسواق والأنظار تتجه للفيدرالي

وأضاف محللو البنك: "المسار المالي الحالي يمكن أن يدفع في النهاية نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى نقطة يتطلب استقرارها فائضاً مالياً بمستوى نادراً ما يتم الحفاظ عليه تاريخياً".

وتابع محللو البنك: "على الرغم من أن الظروف اللازمة لنجاح جهود ضبط الأوضاع المالية متوفرة حالياً في الولايات المتحدة، إلا أن الزخم السياسي لخفض العجز محدود".

بالرغم من أن الظروف اللازمة لنجاح جهود ضبط الأوضاع المالية متوفرة حالياً في الولايات المتحدة، إلا أن الزخم السياسي لخفض العجز محدود
غولدمان ساكس
مبعث للقلق

وتشير توقعات غولدمان ساكس المحدثة إلى ارتفاع نسبة صافي مدفوعات الفائدة المعدلة وفقاً للتضخم كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي بشكل مطرد إلى 2.3% بحلول عام 2034، قبل خمس سنوات، كانت توقعات البنك عند 1.5%

وفي وقت سابق أشارت وزيرة الخزانة جانيت يلين مراراً وتكراراً إلى صافي مدفوعات الفائدة المعدلة وفقاً للتضخم كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي باعتباره مقياسها الرئيسي لمدى القدرة على تحمل الديون.

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين في وقت سابق إن معدل 1% "جيد تماماً، وإنه ليس هناك ما يبعث على القلق بشأن ذلك.

اقرأ أيضاً- الفيدرالي يفضل "الصبر".. الإبقاء على الفائدة بدلاً من خيبة الأمل

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC