افتتح «ليون بلاك»، المؤسس الشهير لشركة «أبولو غلوبال مانجمنت»، والشخصية المعروفة في مجال الاستثمارات الخاصة بثروة صافية تتجاوز 14 مليار دولار، في سبتمبر الماضي، مقراً جديداً لمكتب عائلته «إليسيوم مانجمنت» في سوق أبوظبي العالمي.
وعلى خطاه اتخذ العديد من أصحاب الثروات، أمثال قطب الأعمال المصري ناصف ساويرس، والمؤسس المشارك لشركة «بينانس» (Binance) تشانغ بينغ «سي زد»، بالإضافة إلى عائلة «أداني» الهندية (Adani Group)، وملياردير صندوق التحوط «راي داليو» (Ray Dalio)، من أبوظبي مقراً لمكاتب عائلاتهم، بحسب مكتب أبوظبي للاستثمار والذي يسعى لجذب المزيد منهم.
قال حارب مبارك المهيري، المدير التنفيذي لقطاع نمو المستثمرين في مكتب أبوظبي للاستثمار، خلال مقابلة مع موقع (AGBI)، إن «أحد المشاريع الرئيسية التي ننفذها حالياً هو جذب المكاتب العائلية والأفراد ذوي الثروات الصافية العالية».
وارتفع عدد مكاتب العائلات حول العالم بنحو الثلث إلى ما يزيد قليلاً على 8000 مكتب خلال السنوات الخمس الماضية، وتسيطر على ثروة إجمالية تبلغ نحو 5.5 تريليون دولار. ومن بين هذه المكاتب، يوجد 300 مكتب في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 350 بحلول عام 2030، وفقاً لبيانات شركة «ديلويت» الشرق الأوسط المتخصصة في الأبحاث والدراسات.
أضاف المهيري «نحن في مكتب أبوظبي للاستثمار مسؤولون عن تعزيز تجربة المستثمرين»، ونعمل حالياً على نحو 30 مبادرة في إطار برنامج المكاتب العائلية لجعل أبوظبي أكثر جاذبية للمستثمرين الأثرياء.
وأوضح بشأن المبادرات، «نحن نتحدث مع 7 علامات تجارية للأندية الخاصة، و6 علامات تجارية للمدارس الداخلية. كما نتأكد من جودة وسرعة الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك المحلية، ومدى توافقها مع توقعات المكاتب العائلية التي تنوي توسيع أعمالها هنا».
سجلت منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا أكبر تدفق للمليارديرات خارج الولايات المتحدة، وفقاً لدراسة أجراها بنك الثروات الخاص السويسري (UBS)، والتي توقعت نمواً بنسبة 25% في أعداد الأثرياء خلال 2024، بفارق ضئيل عن الولايات المتحدة التي سجلت نمواً بنسبة 26.9%.
وفي هذا الشأن، قال بنيامين كافالي، رئيس إدارة الثروات العالمية في بنك «يو بي إس»، خلال تواجده في أسبوع أبوظبي المالي، إن 80% من المليارديرات القادمين إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا هم من العصاميين، حسب وصفه.
ونتيجة لهذا التدفق من الأثرياء، سجلت سوق أبوظبي العالمية، وهي المنطقة الحرة المالية في الإمارة، نمواً قوياً.
تشير البيانات الصادرة، عن ارتفاع إجمالي الأصول المدارة في الربع الثالث من عام 2024 بنسبة 215% على أساس سنوي، كما ارتفع عدد الكيانات التشغيلية في المنطقة الحرة بنسبة 31% سنوياً.
وبالرجوع إلى مبادرات مكتب أبوظبي للاستثمار، فإن أحد أبرز تلك المبادرات، يكمن في إنشاء معاهد الثروة، التي بدورها تقدم خدمات لتثقيف الأفراد الأثرياء وأسرهم حول إدارة الثروة المتوارثة، والأعمال الخيرية، وهياكل الحوكمة.
وقال المهيري: «نتواصل مع أكبر ثلاث مؤسسات لإدارة الثروات على مستوى العالم، ليس فقط بهدف جذب العلامات التجارية، وإنما لتفعيل تلك المنظومة وإدخالها إلى أبوظبي».