عاصفة من البيانات الأوروبية السلبية.. ماذا تعني لأسعار الفائدة؟

تلقت الأسواق الأورووبية بالتزامن مع فوز حزب العمال المعارض في المملكة المتحدة سلسلة من البيانات السلبية التي أظهرت انكماشا كبيرا في الإنتاج الصناعي لدى أهم اقتصادات القارة ،في أحدث إشارة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.

وقد تدفع البيانات التي صدرت اليوم الجمعة البنك المركزي الأوروبي إلى خفض جديد في أسعار الفائدة في محاولة للخروج بالاقتصاد من دائرة الركود وتحفيز النمو خاصة بعد تسجيل أكبر اقتصاد بالمنطقة،ألمانيا،ركودا للربع الثاني على التوالي.

خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام يبدو منطقيا لتحفيز النشاط الاقتصادي المتباطئ في أغلب دول القارة

عضو المركزي الأوروبي "ستورناراس"

موقف المركزي الأوروبي

يرى عضو المركزي الأوروبي ومحافظ البنك المركزي الفنلندي، أولى رين "على الرغم من أنه يجب على المسؤولين ضمان عودة التضخم إلى الهدف 2%، إلا أنه لا ينبغي عليهم إضعاف النشاط الاقتصادي بشكل مفرط".

يقول صانع السياسات النقدية الأوروبي رين: "توقعات الأسواق حول أن البنك سيخفض أسعار الفائدة مرتين إضافيتين إلى 2.25% هذا العام هي تقديرات معقولة". 

إلى ذلك أوضح محافظ البنك المركزي البرتغالي ماريو ستورناراس، في تصريحات معدة للنشر "أن خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام يبدو منطقيا لتحفيز النشاط الاقتصادي المتباطئ في أغلب دول القارة".

استشهد ستورناراس بأن البيانات الاقتصادية الأخيرة تعزز المزيد من التخفيضات من قبل المركزي الأوروبي، ولكن ستظل الأسعار بعد الخفض مقيدة.

 

أظهرت بيانات الإنتاج الصناعي التي صدرت عن مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات) انكماش يفوق التوقعات في بيانات الإنتاج الصناعي، جنبا إلى جنب صدرت بيانات سلبية أخرى في مناطق متفرقة من القارة والتي جاءت في مجملها سلبي وخارج التوقعات.

ألمانيا

انكمش الإنتاج الصناعي على أساس شهري في يونيو بنسبة -2.55 مقابل توقعات بالنمو 0.25 ومقابل نموسابق بنسبة 15 خلال شهر مايو.

وعلى أساس سنوي عمق الإنتاج الصناعي انكماشه إلى -6.67% مقابل انكماش فعلي بنسبة -3.665 في يونيو 2023.

كان الاقتصاد الألماني الأكبر في القارة والثالث عالميا، أول من تجاوز عتبة الركود بعد تسجيل ربعين متتالين من الركود، الأخير من 2023 والأول من 2024.

 

لا ينبغي علينا إضعاف الاقتصاد خلال رحلة مكافحة التضخم والنزول بمستوياته إلى النسبة المستهدفة

عضو المركزي الاوروبي "رين"

فرنسا

انكمش الإنتاج الصناعي الفرنسي على أساس شهري بنسبة -2.1% مقابل توقعات بانكماش -0.6% ومقابل نمو فعلي في الشهر السابق بنسبة 0.6%.

في غضون ذلك زاد عجز الميزان التجاري الفرنسي خلال مايو إلى 8 مليارات يورو مقابل عجز متوقع بقيمة 7.2 مليار يورو ومقابل عجز فعلي في الشهر السابق بقيمة 7.6 مليار يورو.

إلى ذلك انخفضت الصادرات الفرنسبة من 51.1 مليار يورو إلى 50.2 مليار يورو جنبا إلى جنب انخفضت الواردات بقيمة 600 مليون يورو إلى 58.2 مليار يورو.

وتترقب فرنسا نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أسفرت عجولتها الاولى عن ارتياح في الأوساط الاوروبية مع عدم تمكن اليمين المتطرف من الحصول على أغلبية مريحة لتشكيل حكومة منفردة.

بريطانيا

انكمش مؤشر هاليفاكس لأسعار المنازل على أساس شهري في يونيو -0.2% مقابل توقعات بنمو 0.2% ومقابل نموا صفريا في الشهر السابق، بينما استقر المؤشر على أساس سنوي عند 1.6%.

في المقابل أظهرت بيانات مكتب الإحصاء البريطاني ارتفاع معدل الفائدة على الرهن العقاري في المملكة المتحدة إلى 7.98% مقابل 7.93% في القراءة السابقة.

في مذكرة بحثية يوم الجمعة، قال محللو "أر بي سي كابيتال ماركيت" (RBC Capital Markets،) ونقلتها "سي ان بي سي" الأميركية: "إذا تطابقت مسيرة الحكومة الجديدة مع حديثها، فإننا نتوقع أن يعيد القطاع تقييم الفائدة، وعلى المدى القصير جدًا نعتقد أن الحديث وحده سيكون كافيًا لرفع أسعار الأسهم".

واليوم أسفرت الانتخابات البرلمانية في المملكة المتحدة ، التي جرت أمس، عن فوز حزب العمال المعارض لتستعد البلاد لاستقبال السير كير ستارمر رئيسا جديدا للوزراء.

مزيدا من السلبية

تراجع الإنتاج الصناعي الإسباني إلى 0.45 مقابل توقعات بارتفاعه بنسبة 1.4% ومقابل ارتفاع فعلي 0.2% في الشهر السابق.

بينما أظهرت البيانات انكماش الطلبيات الصناعية الجديدة في السويد بسنبة -8.9% مقابل الانكماش السابق بنسبة -15.1%.

وفي إيطاليا ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.4% على أساس شهري بعد الانكماش بنسبة -1.7%. فيما انكمش مؤشر "SECO" لمناخ الإستهلاك في سويسرا عند -37 مقابل انكماش في الشهر السابق -38 نقطة.