logo
طاقة

الشرق الأوسط يتجه ليصبح مورد الطاقة الأساسي إلى أوروبا

الشرق الأوسط يتجه ليصبح مورد الطاقة الأساسي إلى أوروبا
منصة نفط بحرية عل شواطئ النرويج يوم 25 ديسمبر 2023المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:26 أغسطس 2024, 01:05 م

في الوقت الذي تستعد فيه النرويج، أكبر مورد للغاز الطبيعي في أوروبا بعد روسيا، لمواجهة انخفاض كبير في إنتاجها من النفط والغاز، يتحول الاهتمام إلى منطقة الشرق الأوسط التي تتجه بقوة لتعزيز دورها كمورد رئيس للطاقة لأوروبا. 

يأتي انخفاض الإنتاج النرويجي في إطار تحقيق الحياد الصفري، حيث من المتوقع أن يبدأ التراجع في عام 2025، على أن يصل إلى الصفر بحلول 2025. 

وقال تقرير لمجلة "أويل أند غاز" (Oil and Gas)، إن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تتكيفان مع التغيرات في الطلب العالمي من خلال زيادة صادرات النفط والغاز، والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة مثل الهيدروجين والوقود الحيوي، حيث تتماشى هذه التحركات مع الجهود الأوروبية للبحث عن مصادر طاقة بديلة بعيداً عن الاعتماد على روسيا. 

كما لفت التقرير إلى أن الشرق الأوسط بقيادة شركات كبرى مثل "أرامكو" و"أدنوك" يعزز قدراته التصديرية، ويعمل على تنويع محفظته من الطاقة، ومع تقدم التكنولوجيا والابتكار يمكن للمنطقة أن تصبح المورد الأساسي لأوروبا في السنوات المقبلة، خصوصاً مع استمرار الاستثمار في البنية التحتية للطاقة المتجددة، بحسب التقرير. 

ومع انسحاب النرويج تدريجياً من سوق الطاقة الأوروبية، يمكن للشرق الأوسط أن يسد الفجوة المتزايدة، ما يجعله شريكاً حيوياً طويل الأمد لأوروبا في تأمين إمدادات الطاقة.

يأتي هذا التحول في وقت حرج بالنسبة لأوروبا، التي تسعى للابتعاد عن الاعتماد على الغاز الروسي، وتبحث عن مصادر طاقة مستقرة ومستدامة.

النرويج تتراجع

وبحسب تقرير الموارد السنوي الصادر عن مديرية الموارد البحرية النرويجية، فإن الجرف القاري للبلاد يحتوي على ما يقرب من 7.1 مليار متر مكعب من المكافئ النفطي، بما في ذلك 3.5 مليار متر مكعب من الموارد غير المكتشفة. ومع ذلك، فإن السيناريوهات جميعها التي وضعتها المديرية تتوقع انخفاضاً ثابتاً في الإنتاج بدءاً من عام 2025 فصاعداً، على الرغم من إمكانية الاكتشافات الجديدة والتقدم التكنولوجي.

أما وفقاً للتوقعات، يشير "السيناريو الأساسي" إلى أن إنتاج النرويج من المكافئ النفطي سيصل إلى ذروته عند 243 مليون متر مكعب في عام 2025، ثم يتراجع تدريجياً إلى 83 مليون متر مكعب بحلول عام 2050.

أما "السيناريو المتفائل"، فيفترض بقاء الإنتاج مستقراً نسبياً لعقد قبل أن ينخفض إلى 120 مليون متر مكعب بحلول عام 2050. بالمقابل، يقدم "السيناريو المتشائم" رؤية سلبية للغاية، حيث من المتوقع أن يتقلص الإنتاج بشكل حاد ليصل إلى ما يقرب من الصفر بحلول منتصف القرن.

في عام 2024، شهدت صادرات الطاقة من دول الشرق الأوسط إلى أوروبا زيادة ملحوظة، حيث ارتفعت صادرات النفط الخام إلى حوالي 2.3 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من العام، وفقاً لتقارير صادرة عن "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية. 

هذا الارتفاع يأتي في ظل التغيرات الجيوسياسية التي دفعت أوروبا إلى تقليص اعتمادها على النفط الروسي. إضافة إلى ذلك، بلغت صادرات "الديزل" من الشرق الأوسط إلى أوروبا 890,000 برميل يومياً خلال بعض الفترات؛ ما يعزز دور الشرق الأوسط بديلاً رئيساً للطاقة في أوروبا. 

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC