ألقت التحديات التي يواجهها سوق الأسمدة العالمي، بما في ذلك الضغوط السعرية السلبية الناتجة عن العوامل الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بظلالها على قيمة الصادرات الأردنية من الفوسفات والبوتاس منذ بداية العام وحتى نهاية مايو الماضي. وقد سجلت قيمة الصادرات الوطنية لكل منهما تراجعات ملحوظة خلال هذه الفترة.
وبحسب التقرير الشهري للتجارة الخارجية الأردنية والصادر عن دائرة الإحصاءات الأردنية، تراجعت قيمة الصادرات الوطنية من مادة البوتاس الخام منذ بداية العام وحتى نهاية شهر مايو الماضي بنسبة وصلت إلى 35.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي لتبلغ 189 مليون دينار أردني.
وشهدت أيضاً الصادرات الوطنية من الفوسفات الخام، تراجعاً في قيمتها خلال فترة 5 أشهر الأولى من العام الحالي، بـ 10.1% لتبلغ 222 مليون دينار أردني مقارنة مع 247 مليون دينار بالفترة ذاتها من عام 2023.
وشهدت الهند، التي تُعد من أبرز مستوردي الفوسفات والبوتاس الأردني، ومن أهم الشركاء التجاريين للأردن، تغيرات ملحوظة في الميزان التجاري معها بنهاية أيار الماضي. وفقاً لأحدث البيانات المنشورة التي اطلعت عليها "إرم بزنس"، تراجعت الصادرات الأردنية إلى الهند 45.7%. وبهذا التراجع، بلغت الصادرات الوطنية إلى الهند في خمسة الأشهر الأولى من العام 351 مليون دينار، مقارنة بـ647 مليون دينار في الفترة ذاتها من عام 2023.
وأيضا تراجعت المستوردات الأردنية من الهند خلال الفترة ذاتها بنسبة وصلت إلى 36.8% لتصل إلى 342 مليون دينار مقارنة مع 541 مليون دينار بالفترة ذاتها من عام 2023.
جاء التراجع في قيمة الصادرات إلى الهند بعد أن تم توقيع كل من شركة مناجم الفوسفات الأردنية وشركة البوتاس العربية، اتفاقيات ومذكرات تفاهم وعقود مع شركات هندية منها مملوكة للقطاع العام الهندي، وذلك لزيادة الكميات المصدّرة من الأردن إلى الهند.
ووقّعت "شركة الفوسفات الأردنية" مع شركة (MMTC)، المملوكة للقطاع العام في الهند، في وقت سابق، مذكرة تفاهم لبيع خام الفوسفات والسماد وحامض الفوسفوريك، وبموجبها تزود المناجم الشركة الهندية بكميات تصل إلى 450 ألفاً من خام الفوسفات سنوياً، ومثلها من السماد، إضافة إلى 300 ألف طن من حامض الفوسفوريك.
أما "شركة البوتاس العربية"، فوقّعت عقود تزويد مع زبائنها في الهند شركة البوتاس الهندية المحدودة (IPL) وشركة "زواري أغرو"، والتي تمتد علاقتها مع شركة البوتاس لأكثر من 26 عاماً.
النتائج الفصلية لكل من شركة الفوسفات الأردنية وشركة البوتاس العربية، جاءت إيجابية، من ناحية تحقيق الأرباح في النصف الأول من العام الحالي، إلا أنها أظهرت تراجعاً مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وشهدت شركة البوتاس العربية تراجعاً في النصف الأول من العام الحالي، وبنسبة وصلت إلى 45.5% ليصل صافي أرباح الشركة إلى 98.4 مليون دينار، مقارنة مع 180.6 مليون دينار سجلت بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقاً للبيانات الفصلية للشركة والتي اطلعت عليها "إرم بزنس".
رئيس مجلس إدارة الشركة شحادة أبو هديب، أشار تعليقاً على نتائج الشركة إلى أن النتائج الإيجابية عكست مرونة النموذج العملياتي والتسويقي في الشركة، والذي مكّنها من مواجهة التحديات التي يواجهها سوق الأسمدة العالمي، ومنها الضغوط السعرية السلبية الناجمة عن العوامل الجيوسياسية.
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي للشركة معن النسور، أن الشركة تمكنت من خفض تكلفة إنتاج الطن الواحد من البوتاس 5% في النصف الأول من العام الحالي، من خلال التركيز على إدارة الكلف ورفع كفاءة العمليات التصنيعية والأنشطة المختلفة في الشركة.
تراجع صافي أرباح "شركة الفوسفات الأردنية" في النصف الأول من العام الحالي، 5.8% ليصل صافي الأرباح إلى 201.9 مليون دينار مقارنة مع 213.9 مليون دينار سجلت في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وأظهرت البيانات الفصلية للشركة التي اطلعت عليها "إرم بزنس" زيادة ملحوظة في نسبة تكلفة المبيعات إلى المبيعات نتيجة الانخفاض الملموس في أسعار منتجاتها عالمياً، وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين البحري خلال النصف الأول من العام الحالي.