توقعات متشائمة بهبوط حاد للأسعار في المستقبل
تعرضت أسعار النفط لضغوط وتقلبات عقب بيانات وأنباء متضاربة، يفيد بعضها شح المعروض، ويقود إلى ارتفاع الأسعار على غرار العقوبات الأميركية، ومنها ما يؤدي إلى النقيض، لتدخل أسعار النفط في حالة من التقلب الحاد على غرار هدنة الشرق الأوسط.
ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، بعدما انخفضت أمس بقوة، وجاء ارتفاع اليوم بعدما أظهرت بيانات أميركية انخفاض المخزونات لدى أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وتترقب الأسواق البيانات الرسمية للمخزونات الأميركية في وقت لاحق اليوم، وسط حالة من القلق عقب أنباء بشأن التوصل إلى هدنة وشيكة قد تنهي الصراع الدائر في الشرق الاوسط.
زادت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم مارس بحوالي 0.1%، أو ما يعادل 8 سنتات، وصولاً إلى مستويات قرب 80 دولاراً للبرميل، بحلول الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم فبراير بحوالي 0.2% أو ما يعادل 15 سنتاً، وصولاً إلى مستويات 77.7 دولار للبرميل.
في الوقت ذاته، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.09دولار، أو 1.35%، لتصل عند تسوية أمس إلى 79.92 دولار للبرميل، كما خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.32دولار، أو 1.67%، إلى 77.50 دولار للبرميل.
كتب محللون لدى «آي إن جي» إن العقوبات الجديدة من المحتمل أن تؤدي إلى سحب ما يصل إلى 700 ألف برميل يومياً من المعروض من السوق، وهو ما من شأنه أن يبدد الفائض الذي نتوقعه لهذا العام.
في مذكرة، نشرتها وسائل إعلام أوضح محللو بنك «آي إن جي» أن من المرجح أن يكون الانخفاض الفعلي في التدفقات أقل، مع لجوء روسيا والمشترين إلى «طرق بديلة» للالتفاف على هذه العقوبات.
وارتفعت أسعار النفط 2% يوم الاثنين، بعدما فرضت وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة عقوبات على شركتي «غازبروم نفت» و«سورجوتنفتي جاز» إضافة إلى 183 ناقلة تعمل في شحن النفط في إطار ما يطلق عليه أسطول الظل الروسي.
أظهرت بيانات معهد البترول الأميركي، أن مخزونات النفط الأميركية تراجعت 2.6 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو أمر إيجابي لأسعار النفط.
وارتفعت المخزونات في مركز تسليم «كوشينغ» أكبر مركز تخزين في الولايات المتحدة، بأكثر من 500 ألف برميل؛ ما ينعكس سلباً على الأسعار.
بحسب المعهد الأميركي، قفزت مخزونات البنزين 5.4 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 10 يناير، فيما صعد مخزون المقطرات، يشمل الديزل وزيت التدفئة، بنحو 4.9 مليون برميل، وكلاهما مؤشر على تراجع الطلب على الوقود.
توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية تعرض النفط لضغوط على مدى العامين المقبلين مع تجاوز العرض للطلب، الأمر الذي عمق حالة الارتباك في الأسواق.
وتتوقع الإدارة هبوط أسعار خام برنت 8% إلى 74 دولاراً للبرميل في المتوسط عام 2025، قبل انخفاضها إلى 66 دولاراً للبرميل في عام 2026.
بالمقابل، قالت الإدارة «سيبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 70 دولاراً في المتوسط هذا العام ثم سينخفض إلى 62 دولاراً في العام المقبل».
ورجحت إدارة معلومات الطاقة أن يبلغ متوسط الطلب العالمي 104.1 مليون برميل يومياً في 2025، انخفاضاً من التقدير السابق البالغ 104.3 مليون برميل يومياً، وسيكون هذا أقل من توقعاتها لإمدادات النفط والوقود السائل بمتوسط 104.4 مليون برميل يومياً في 2025.