ماذا يحدث في كوريا الجنوبية.. وهل يتأثر الاقتصاد العالمي؟

بين عشية وضحاها استيقظ العالم على أزمة سياسية طاحنة في كوريا الجنوبية، وصلت إلى حد إعلان الأحكام العرفية في البلاد، وهو القرار الذي تم العدول عنه بعد ساعات من اتخاذه، إلا أن تطورات الأحداث تسير في اتجاه احتواء الأزمة، التي انسحبت على أداء الأسهم الكورية وعملة البلاد، الوون.

في الوقت ذاته لم تسلم الأسهم الآسيوية من تبعات الصراع السياسي في سيؤول، لتغلق الأسهم اليابانية على تباين تزامن وارتفاع كبير في عوائد السندات، مع اتجاه المتداولين صوب الملاذات الآمنة تحوطاً من اتساع دائرة الصراع في البلاد.

مكانة كوريا

بعيداً عن الصخب السياسي، تعد كوريا إحدى أكبر اقتصادات العالم، حيث تأتي في المرتبة الرابعة آسيويا بعد الصين واليابان والهند، بينما تحل في المركز 13 عالمياً في قائمة الاقتصادات الكبرى بناتج محلي يبلغ نحو 1.67 تريليون دولار .

تعد كوريا الجنوبية من كبار المصدرين عالمياً حيث يشكل قطاع الإلكترونيات نحو 35% من إجمالي صادراتها، بينما تستحوذ على 6% من الحصة السوقية لصناعة الرقائق في العالم.

شركات عالمية

◄«سامسونغ للإلكترونيات»، منافس «آبل»، التي تعد أكبر شركة تقنية في كوريا الجنوبية.
◄«إل جي» للإلكترونيات ثاني أكبر شركة تقنية في كوريا الجنوبية.
◄«إس كيه هاينكس» ثاني أكبر منتج عالمي لرقائق الذاكرة.
◄«هيونداي موتور»، وتابعتها «كيا موتورز» خامس أكبر الشركات مبيعاً للسيارات في العالم.
◄شركة «هيونداي للصناعات الثقيلة» وشركة «سامسونغ للصناعات البحرية والهندسية» في بناء السفن ومنصات النفط.

الدعم السريع

في محاولة من السلطات المالية في البلاد لطمأنة المستثمرين، تعهد البنك المركزي الكوري باتخاذ مجموعة متنوعة من الخطوات للحفاظ على استقرار الأسواق المالية، بعدما أعلن رئيس البلاد يون سوك يول الأحكام العرفية، ثم تراجع عن قراره بعد ذلك.

وأوضح البنك في بيان عقب اجتماع عاجل لمجلس إدارته أنه «سيزيد السيولة قصيرة المدى، ويتخذ خطوات نشطة في أسواق العملات حسب الحاجة إلى ضمان الاستقرار».

بينما أعلن وزير المالية تشوي سانج موك أن الحكومة سوف تستخدم كافة التدابير المتاحة لتحقيق الاستقرار في الأسواق المالية وأسواق الصرف الأجنبي، مع توفير سيولة غير محدودة.

في غضون ذلك، أكد كيم بيونغ هوان نائب وزير الاقتصاد والمالية في بيان «أن الحكومة على استعداد لتخصيص 10 تريليونات وون (7.07 مليار دولار) من أجل الحفاظ على استقرار السوق المالية في أية لحظة».

أداء كوسبي

◄تراجعت الأسهم الكورية الجنوبية خلال تعاملات الأربعاء، بينما دخلت العملة المحلية في حالة من التقلبات الشديدة، إلا أنها تتجه إلى الارتفاع الآن لتعوض معظم خسائرها أمام الدولار.
◄انخفض مؤشر كوسبي المركب بنسبة 1.44% يفقد 34 نقطة وصولاً إلى 2467 نقطة.
◄تراجع مؤشر كوسداك المركب بنسبة 1.97% فاقداً نحو 7 نقاط وصولاً إلى 677 نقطة.
◄تراجعت أسهم عملاق صناعة الرقائق «سامسونغ للإلكترونيات» بنحو 1%.
◄انخفضت أسهم «إل جي لحلول الطاقة» و«هيونداي موتور» بنسبة 2.8% و 2.4% على التوالي. 
◄نزلت أسهم شركة «إس كيه هاينكس» أقل من 1%، وهبطت شركة «الغاز الكورية» بأكثر من 14%.
◄تراجعت أسهم «نايف كورب للإنترنت»، و«سامسونغ إس دي آي للبطاريات»، بأكثر من 2.5%. 

سعر الوون

استقر الوون الكوري الجنوبي اليوم الأربعاء، ليعوض جانباً من خسائره بعد هبوطه إلى أدنى مستوى في عامين أمس الثلاثاء، وجاء التحسن في أداء العملة بعد العدول عن قرار الأحكام العرفية.

يتداول الوون الآن عند 1413.80 مقابل الدولار بعد أن بدأ تداولات الأربعاء، بارتفاع 0.5% ليعوض خسائر الجلسة السابقة، عندما انخفض إلى 1443.40 مقابل الدولار للمرة الأولى منذ أكتوبر 2022.

كان الوون الكوري الجنوبي انخفض بشكل حاد مقابل الدولار أمس الثلاثاء، بعد إعلان الأحكام العرفية، واتهام الرئيس يون سوك يول نواب المعارضة بالسيطرة على البرلمان وإدخال البلاد في أزمة سياسية.

وعقب إعلان حالة الطوارئ العسكرية، ارتفعت العملة الأمريكية مقابل الوون بنسبة 2.3%، لتسجل عملة كوريا الجنوبية أدنى مستوى لها خلال عامين.

بداية الأزمة

أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، أمس الثلاثاء، الأحكام العرفية في ظل حالة الطوارئ، متهماً المعارضة بمحاولة السيطرة على البرلمان، والتعاطف مع كوريا الشمالية، وشلل الحكومة بالأنشطة المناهضة للدولة.

في الوقت ذاته تعهد الرئيس يون أمس، بالقضاء على القوات الكورية المؤيدة للشمال وحماية النظام الديمقراطي الدستوري، وقال إن الإجراءات ضرورية لحماية حريات وسلامة الناس.

لكن البرلمان صوت على إلغاء حالة الطوارئ تلك بعد تطبيقها بفترة وجيزة، في حين أعلن الحزب المعارض الرئيسي في البلاد أنه يسعى لاتهام الرئيس يون بالخيانة؛ ومن ثم عزله من منصبه.

إلغاء القرار 

بعدما صوت البرلمان بالرفض، ألغى الرئيس الكوري الجنوبي حالة الطوارئ التي فرضها في وقت سابق، والتي أعلن خلالها تطبيق الأحكام العرفية في البلاد للمرة الأولى منذ 44 عاماً، وسط تصاعد التوترات السياسية مع المعارضة.

وخلال مؤتمر صحفي في وقت مبكر من صباح الأربعاء قال يون «إنه سيلغي قرار فرض الأحكام العرفية، يأتي هذا بعدما تجمع 190 من أصل 300 نائب برلماني، وصوتوا على إلغاء القرار».

تعليقاً على العدول عن القرار قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في بيان «نحن مرتاحون لتراجع الرئيس يون عن قراره فرض الأحكام العرفية واحترامه لتصويت الجمعية الوطنية الكورية على إنهاء العمل بهذه الحالة الاستثنائية».