ووجد استطلاع تكلفة المعيشة العالمية الذي أجرته وحدة المعلومات الاقتصادية التابعة للإيكونوميست أن الأسعار العالمية ارتفعت في المتوسط بنسبة 7.4% على أساس سنوي بالعملة المحلية، وفي غضون ذلك تباطأ نمو الأسعار عن نسبة 8.1% الواردة في استطلاع العام الماضي، لكنه لا يزال أعلى بكثير من الاتجاه السائد في الفترة 2017-2021.
انخفضت الصدمات في جانب العرض التي أدت إلى زيادات الأسعار في الفترة 2021-2022أوباسانا دوت
حافظت سنغافورة على مركزها الأول كأغلى مدينة في العالم للمرة التاسعة خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية، لتتعادل مع زيورخ (سويسرا) وتتجاوز نيويورك (الولايات المتحدة) التي تراجعت إلى المركز الثالث هذا العام.
وعلى الرغم من أن ثلاث مدن أمريكية (نيويورك، ولوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو) كانت بين المراكز العشرة الأولى، فإن مدن أمريكا الشمالية تراجعت في المتوسط إلى أسفل التصنيف لتكلفة المعيشة.
تمثل أوروبا الغربية أربع مدن من بين أغلى عشر مدن في التصنيف، وذلك بسبب التضخم الثابت في محلات البقالة والملابس إلى جانب ارتفاع قيمة عملات المنطقة.
ولا تزال آسيا تشهد زيادات منخفضة نسبياً في الأسعار في المتوسط، وكانت أربع مدن صينية (نانجينغ، ووشى، وداليان، وبكين) ومدينتان يابانيتان (أوساكا وطوكيو) من بين كبرى المدن التي تراجعت في الترتيب هذا العام.
وقالت أوباسانا دوت رئيسة قسم تكاليف المعيشة العالمية لدى وحدة المعلومات في الإيكونوميست: "لقد انخفضت الصدمات في جانب العرض التي أدت إلى زيادات الأسعار في الفترة 2021-2022 منذ أن رفعت الصين قيودها المتعلقة بفيروس كورونا في أواخر عام 2022".
وأضافت دوت: "في حين تباطأ أيضاً الارتفاع في أسعار الطاقة الذي شهدناه بعد أزمة روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022، وعلى الرغم من المخاطر الصعودية، نتوقع أن يتباطأ التضخم بشكل أكبر في عام 2024، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار عالمياً".اقرأ أيضًا- انتصار مفاجئ.. أوروبا تحتفل بنجاح المركزي
نتوقع أن يتباطأ التضخم بشكل أكبر في عام 2024، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار عالمياًأوباسانا دوت
كانت لوس أنجلوس (المركز السادس) وسان فرانسيسكو (العاشر) المدينتين الأميركيتين الوحيدتين اللتين وصلتا إلى المراكز العشرة الأولى.
ظلت العاصمة السورية دمشق أرخص مدينة على الرغم من ارتفاع سعر سلة تكاليف المعيشة فيها بنسبة 321%.
كانت سانتياغو دي كويريتارو وأغواسكاليينتس في المكسيك أكبر المدن التي تحركت صعودا على مستوى العالم في التصنيف بعد ارتفاع قيمة البيزو مقابل الدولار الأميركي.
أدى ضعف الين الياباني إلى تراجع طوكيو 23 مركزاً إلى المركز 60، وتراجع أوساكا 27 مركزاً إلى المركز 70.
شهدت مدينتا موسكو وسان بطرسبرغ الروسيتان أكبر انخفاض في التصنيف حيث أدت العقوبات إلى إضعاف الروبل.
ارتفعت أسعار المرافق بشكل أبطأ من بين الفئات العشر العريضة للسلع والخدمات التي تم فحصها، حيث ارتفعت بنسبة 5.7%.
وشهدت مدينتا موسكو وسان بطرسبرغ الروسيتان أكبر انخفاض في التصنيف حيث أدت العقوبات إلى إضعاف الروبل، حيث تستمر أسعار البقالة في الارتفاع بقوة.
تم إجراء الاستطلاع في الفترة ما بين 14 أغسطس و11 سبتمبر عبر مقارنة أكثر من 400 سعر للسلع في 173 مدينة حول العالم.
وقد توصلت دراسة تكاليف المعيشة في جميع أنحاء العالم هذا العام إلى أن الأسعار ارتفعت في المتوسط بنسبة 7.4% على أساس سنوي بالعملة المحلية لأكثر من 200 سلعة وخدمة شائعة الاستخدام.
ويمثل هذا انخفاضًا عن الزيادة القياسية البالغة 8.1% المسجلة في العام الماضي، لكن نمو الأسعار لا يزال أعلى بكثير من الاتجاه السائد في 2017-2021.
ورغم أن مسح هذا العام يغطي 173 من المدن الكبرى في العالم، فقد تم حساب المتوسط العالمي من خلال استبعاد كييف (التي لم يتم مسحها في عام 2022) وكاراكاس (التي لا تزال تواجه التضخم المفرط)، كما كان الحال في العام الماضي.
ظلت العاصمة السورية دمشق أرخص مدينة على الرغم من ارتفاع سعر سلة تكاليف المعيشة فيها بنسبة 321%الإيكونوميست
وكانت سنغافورة وزيورخ أغلى المدن في استطلاع هذا العام، حيث صعدت زيورخ من المركز السادس لتنضم إلى سنغافورة في القمة، لتتغلب على نيويورك (التي تعادلت مع سنغافورة في المركز الأول العام الماضي) وتراجعت إلى المركز الثالث.
وصعدت زيورخ التي عادت إلى القمة بعد ثلاث سنوات، بفضل قوة الفرنك السويسري، فضلا عن ارتفاع أسعار البقالة والسلع المنزلية والترفيه.
وتتكون المدن العشر الأولى هذا العام من مدينتين آسيويتين (سنغافورة وهونج كونج)، وأربع مدن أوروبية (زيورخ وجنيف وباريس وكوبنهاغن)، وثلاث مدن أمريكية (نيويورك ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو) وتل أبيب في إسرائيل.
وعلى الصعيد العالمي، شهدت أسعار المرافق (فواتير الطاقة والمياه المنزلية) أبطأ معدل تضخم بين الفئات العشر التي شملها الاستطلاع، وكانت هذه الفئة الأسرع صعودًا في عام 2022 ويشير الاعتدال إلى تخفيف صدمات أسعار الطاقة الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية.
ومن ناحية أخرى، شهدت البقالة أسرع وتيرة لنمو الأسعار. ظل تضخم أسعار المواد الغذائية ثابتًا في جميع أنحاء العالم، حيث قام العديد من المصنعين وتجار التجزئة بتمرير تكاليف أعلى للمستهلكين، كما أن التكرار المتزايد للأحداث المناخية المتطرفة لا يزال يؤدي إلى ارتفاع المخاطر على جانب العرض.
ساعد موقف السياسة النقدية المتشدد الذي تبناه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على تخفيف التضخم في العالمالإيكونوميست
ومع تخفيف التوترات على جانب العرض، ساعد موقف السياسة النقدية المتشدد الذي تبناه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على تخفيف التضخم في العالم وفقا لحسابات الإيكونوميست.
علاوة على ذلك، ارتفعت العديد من العملات الأجنبية مقابل الدولار الأميركي في عام 2023.
وقد أدى هذان العاملان إلى تراجع غالبية المدن الأميركية الـ 22 التي شملها استطلاع الإيكونوميست إلى أسفل التصنيف.
وحتى مع ذلك، فإن ثلاث مدن أميركية (نيويورك، ولوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو) كانت من بين المراكز العشرة الأولى.
وفي نيويورك ارتفعت الأسعار بنسبة 1.9%، وعلى الرغم من أن بعض مواد البقالة، مثل البيض ولحم البقر، والأنشطة الترفيهية شهدت زيادات، إلا أن الأسعار ظلت منخفضة بالنسبة لمواد أخرى، بما في ذلك البنزين والملابس.
ومن ناحية أخرى، ارتفعت المدن في أمريكا اللاتينية وأوروبا الغربية، وكانت مدينتا سانتياغو دي كويريتارو وأغواسكاليينتس المكسيكيتان من كبرى المدن التي تقدمت في التصنيف، حيث أثبت البيزو أنه أحد أقوى عملات الأسواق الناشئة في عام 2023، على خلفية ارتفاع أسعار الفائدة والاستثمار الداخلي القوي.
وقد ارتقت المدن الأوروبية بشكل عام إلى أعلى المراتب وسط تضخم مستمر بالإضافة إلى ارتفاع قيمة اليورو والعملات المحلية الأخرى في المنطقة.