لا تزال الأسر اليابانية تعاني من خفض إنفاقها اضطرارياً للشهر الـ15 على التوالي تحت ضغوط الانكماش والهبوط الحاد في سعر الين، وتراجع قوته الشرائية، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الوطني في اليابان اليوم الثلاثاء.
وانخفض إنفاق المواطنين في اليابان منذ فبراير 2023 وحتى يونيو الماضي 2024، مع استثناء أبريل الماضي، وهي أطول فترة انكماش تسجلها الأسر اليابانية إطلاقاً.
انكمش معدل إنفاق الأسر في يونيو على أساس سنوي 1.4% مقابل توقعات بانكماش 0.9%، وانكماش سابق بنسبة 1.8%.
وعلى أساس شهري، ارتفع معدل إنفاق الأسر في يونيو 0.1% دون التوقعات بنمو 0.2% وأعلى من القراءة السابقة في مايو عند -0.9%.
في الوقت ذاته، تعرض اليابانيون لضغط مضاعف مع صدور بيانات الأجور التي أظهرت نمو الأجور 1.9% في مايو على أساس سنوي، في حين كان من المتوقع نموها بـ2.1%.
ويراقب بنك اليابان من كثب مؤشر إنفاق الأسر العام (The Overall Household Spending) الذي يقيس إجمالي الإنفاق من جانب الأسر (مع تعديل التضخم).
انخفض إنفاق المواطنين في اليابان في فبراير 2023 وحتى يونيو الماضي 2024 في نحو 15 شهراً، مع استثناء أبريل الماضي.
"مكتب الإحصاء الوطني"
أظهرت البيانات تراجع الأجور الحقيقية (التي تستثني تأثير التضخم) في اليابان مرة أخرى في مايو 1.4%، لتواصل سلسلة انخفاضات قياسية للشهر الـ26 على التوالي.
ويؤدي انخفاض الأجور الحقيقية إلى تقليص إنفاق الأسر، ما يجعل جهود بنك اليابان لتطبيع السياسة النقدية غير مؤكدة.
تعمقت أزمة بنك اليابان مع توالي البيانات السلبية التي تفيد أن الاقتصاد الياباني يتجه إلى دورة تباطؤ، إذ أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات انكماش نشاط الخدمات للمرة الأولى في عامين نزولاً دون عتبة 50 نقطة مع تباطؤ الطلب المحلي.
أظهر مسح ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس أن المؤشر النهائي لمديري المشتريات التابع لبنك "جيبون "انخفض إلى 49.4 في يونيو من 53.8 في مايو، لينهي 21 شهرًا متتاليًا من التوسع.
في الوقت ذاته دخل الين في موجة عنيفة من التراجعات منذ بداية العام الجاري لينخفض من مستويات قرب 140 يناً للدولار إلى المستويات الحالية قرب 162 يناً للدولار، وانخفض بأكثر من 12% هذا العام.
الأجور الحقيقية تواصل سلسلة انخفاضات قياسية للشهر الـ26 على التوالي.
مكتب الإحصاء الوطني في اليابان.
هبط الين الياباني بشكل حاد أمام الدولار واليورو اليوم، ليسجل زوج العملات اليورو/ ين، أعلى مستوى له منذ سبتمبر 1992، بينما سجل زوج العملات الدولار/ ين، أعلى مستوى منذ 38 عاماً، تزامناً وانخفاض القوة الشرائية للعملة إلى أدنى مستوى منذ 53 وفقاً للبيانات الرسمية من بنك اليابان.
إلا أن التدخلات الأخيرة للبنك نجحت بدعم العملة في الأسبوع الأخير لتقفز إلى أعلى مستوى في 7 أشهر عند مستويات 145 يناً للدولار، بيد أن آثار تلك التدخلات لم تظهر على معدلات إنفاق الأسر.
يأتي تراجع الين وسط إحجام المستثمرين عن شراء الين الياباني بفعل تباطؤ بنك اليابان في رفع أسعار الفائدة، ما عمّق الفجوة الواضحة لأسعار الفائدة بين اليابان ومعظم الاقتصادات المتقدمة الأخرى.