توقعت وزارة السياحة الأردنية أن يتكبد الأردن خسارة تقدر بحوالي 756 ألف سائح بنهاية العام الحالي؛ نتيجة التأثيرات السلبية للحرب في قطاع غزة، التي بدأت تلقي بظلالها على السياحة الأردنية منذ نوفمبر من العام الماضي.
ووفقاً لتقرير الوزارة الربعي، الذي حصلت "إرم بزنس" على نسخة منه، من المتوقع أن تصل الخسائر في الدخل السياحي إلى حوالي 638.5 مليون دينار (حوالي 963 مليون دولار). وتوافق هذه التوقعات مع تقديرات البنك المركزي الأردني، الذي أشار إلى أن قيمة الخسائر قد تبلغ 700 مليون دينار (حوالي 987 مليون دولار).
أظهر تحليل وزارة السياحة الأردنية أن أكبر انخفاض في أعداد السياح كان من نصيب السياح الدوليين، خصوصاً من أوروبا وأميركا الشمالية. وقد ساهمت عدة عوامل في هذا التراجع، منها المخاوف المتعلقة بسلامة السفر بسبب الحرب في غزة، وإلغاء رحلات شركات الطيران منخفضة التكاليف.
وبحسب التقرير، فإن الفترة بين نوفمبر 2023 ويونيو 2024 شهدت فقداناً يقدر بنحو 550 ألف سائح دولي، مما أدى إلى خسائر مالية تقدر بحوالي 450 مليون دينار (634 مليون دولار تقريباً).
وأشار التقرير إلى أن حجم الفقدان في قطاع الإقامة خلال هذه الفترة بلغ حوالي 33 مليون دينار (47 مليون دولار تقريباً)، بينما سجل قطاع الطعام والشراب خسائر تقدر بـ 20 مليون دينار (28 مليون دولار تقريباً).
رغم التحديات التي تواجه القطاع السياحي الأردني، أظهر التقرير أن الأردن تمكن من تعويض جزء من الانخفاض في أعداد السياح الدوليين من خلال زيادة أعداد السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، إذ بلغ العدد 177.459 ألف سائح، محققاً دخلاً قدره 136 مليون دينار (حوالي 192 مليون دولار).
وشهد الدخل المتحقق من الأردنيين المقيمين في الخارج ارتفاعاً بنحو 75 مليون دينار (حوالي 106 ملايين دولار). مع ذلك، تراجع أيضاً الدخل السياحي الناتج عن السياح العرب، إذ انخفض بمقدار 38 مليون دينار.
وبالنظر إلى هذه التقلبات بين الانخفاض والارتفاع في أعداد السياح، أسفرت المحصلة النهائية عن فقدان 349.7 ألف سائح وخسارة تقدر بحوالي 276 مليون دينار (389 مليون دولار تقريباً) كدخل سياحي.
أظهر التقرير أن وزارة السياحة الأردنية تسعى إلى استهداف أسواق جديدة، بما في ذلك الصين وروسيا وإفريقيا وإندونيسيا وماليزيا والهند وباكستان، بالإضافة إلى الأسواق العربية والأجانب المقيمين في دول الخليج.
وستركز خطط التسويق على مجموعة متنوعة من المنتجات، مثل السياحة العلاجية والسياحة الدينية في أوروبا وروسيا وإفريقيا.
وشكّلت وزارة السياحة مجلسا يضم خبراء متخصصين في مجالات السياحة الاستشفائية والعلاجية، وكُلف بإنشاء إستراتيجية طويلة المدى للسياحة الاستشفائية وخطة تنفيذية مرتبطة بها. يأتي ذلك بعد إعلان الأردن مقصدا رئيسا للسياحة الاستشفائية والعلاجية من قبل منظمة الأمم المتحدة للسياحة.