logo
اقتصاد

توقعات بارتفاع تكاليف البناء في دول مجلس التعاون عام 2025

توقعات بارتفاع تكاليف البناء في دول مجلس التعاون عام 2025
أبراج قيد الإنشاء في دبي - الإمارات يوم 1 يوليو 2019المصدر: رويترز
تاريخ النشر:7 فبراير 2025, 08:25 ص

يبدو أن أسواق البناء في دول مجلس التعاون الخليجي تستعد لموجة ارتفاع جديدة في التكاليف، إذ توقعت شركة «كوري آند براون» الاستشارية أن تشهد الإمارات زيادة بين 2% و5%، بينما قد تصل الزيادة في السعودية إلى 7% خلال العام الحالي.

وأرجعت الشركة الارتفاع الموقع إلى الطلب القوي الذي يفرض تحديات على توفر العمالة الماهرة والإمدادات المحدودة للمواد الأساسية، بحسب تقريرها «بناء مستقبل مرن: التكيف مع حالة عدم اليقين في 2025.

طفرة عمرانية

تشهد المملكة العربية السعودية نشاطاً متسارعاً في قطاع البناء، مدعوماً بتوقعات نمو اقتصادي تصل إلى 4.4% مقارنة بـ1.4% العام الماضي.

ومن المتوقع أن تتركز المشاريع في البنية التحتية، على الضيافة، والتطوير السكني، إذ تسعى المملكة إلى تعزيز جاهزيتها لاستضافة كأس العالم 2034 وإكسبو 2030 في الرياض.

وهذا بدوره سيحفّز الاستثمارات في تشييد الملاعب والفنادق وتطوير البنية التحتية بما يتماشى مع رؤية 2030، أما المشاريع العملاقة مثل «نيوم» و«ذا لاين»، فتواصل تقدمها بخطى متسارعة للوفاء بالجدول الزمني الطموح.

استثمارات استراتيجية

في الإمارات، سيستفيد قطاع البناء من زخم اقتصادي قوي متوقع عند 6.2% في 2025، مدعوماً بمبادرات حكومية ضخمة مثل «برنامج الشيخ زايد للإسكان»، «إكسبو سيتي دبي»، واستراتيجية الطاقة 2050.

ومن المنتظر أن تكون المواد المتخصصة والعمالة الماهرة على رأس قائمة الارتفاعات في التكاليف.

وفي ظل التوترات الجيوسياسية العالمية، تواجه الشركات تحديات إضافية مرتبطة باحتمالات تعطل سلاسل التوريد، ما يتطلب استراتيجيات استباقية لمواجهة الاختناقات المحتملة في المواد والعمالة.

ما الذي يحرك الارتفاع؟

وفقاً للتقرير، فإن مجموعة عوامل أساسية تساهم في زيادة التكاليف في مختلف الأسواق العالمية، أبرزها:

عدم اليقين الاقتصادي: رغم استقرار معدلات التضخم وأسعار الفائدة، فإن النزعات الحمائية، والتقلبات السياسية، والصراعات العالمية تضيف المزيد من الضغوط على سلاسل التوريد وتكاليف العمالة.

الثورة الرقمية: النمو السريع في التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي يخلق فرصاً هائلة لكنه أيضاً يؤدي إلى ارتفاع الطلب على المواد النادرة والمتخصصة، ما يساهم في زيادة التكاليف.

نقص العمالة الماهرة: يتوقع أن يشتد النقص المزمن في العمالة الماهرة عالمياً، وخاصة في القطاعات عالية النمو مثل الطاقة المتجددة، البنية التحتية الرقمية، والإسكان، ما يزيد تكلفة التوظيف في مشاريع البناء.

استراتيجيات التكيف

لضمان القدرة على مواجهة هذه التحديات والاستفادة من الفرص، يوصي التقرير الشركات باتباع نهج أكثر مرونة واستباقية عبر:

تنويع سلاسل التوريد: بناء شبكات متعددة المصادر يقلل مخاطر التعرض لاضطرابات الإمدادات.

معالجة نقص المهارات: الاستثمار في التدريب والتخطيط الاستراتيجي للعمالة يضمن استمرارية المشاريع دون تأخير. 

البيانات الذكية: تعزيز استخدام البيانات والتحليلات المتقدمة يساعد في دقة تقدير التكاليف واتخاذ قرارات سريعة وفعالة.

وفي هذا السياق، قال آلان مانويل، الرئيس التنفيذي لمجموعة كوري آند براون: «أصبح التضخم في تكاليف البناء واقعاً لا مفر منه، والتحدي الأكبر هو التعامل مع حالة عدم اليقين، المرونة والتخطيط الدقيق هما مفتاح النجاح في 2025 وما بعدها».

نظرة مستقبلية

بينما يستعد قطاع البناء في الخليج لمرحلة جديدة من التطور والنمو، فإن القدرة على التكيف السريع، الابتكار، والتخطيط الاستراتيجي ستكون العوامل الحاسمة لضمان النجاح في بيئة مليئة بالتحديات والفرص.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC