الخميس 6 فبراير 2025 م
يشهد قطاع اللوجستيات في منطقة الخليج تحولاً استثمارياً متسارعاً، مدفوعاً بتطور التجارة الإلكترونية وتوسع البنية التحتية، ما يجعله أحد أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة حالياً.
وأكد نائل مصطفى، الرئيس التنفيذي لشركة «جي إف إتش بارتنرز»، لـ إرم بزنس، أن هناك إقبالاً استثمارياً متزايداً على قطاع اللوجستيات، خاصة في الإمارات ومدينة دبي على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن ذلك يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية.
وأوضح مصطفى أن جاذبية الفرص الاستثمارية في الإمارات، وتحديداً في قطاع اللوجستيات، شكلت عاملاً رئيسياً لجذب المستثمرين، لافتاً إلى أن ميناء جبل علي أصبح من أهم الموانئ العالمية، ما جعله نقطة جذب رئيسة للشركات العاملة في التصدير، الاستيراد، وإعادة التصدير.
وأضاف: «نمو التجارة الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة أدى إلى ارتفاع الطلب على المخازن بشكل كبير، سواءً على المستوى المحلي أو الإقليمي، ما يجعل الفرص الاستثمارية في هذا القطاع أكثر إغراءً من أي وقت مضى».
وأشار مصطفى على هامش تجمع لقادة القطاع في دبي اليوم الخميس، نظمته مجموعة "جي إف إتش"، إلى أن المجموعة تستثمر بشكل رئيس في القطاع اللوجستي عالمياً، سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا، موضحاً أن دخول المجموعة إلى سوق الخليج ودبي يأتي كجزء من استراتيجيتها الاستثمارية.
وقال: «الاقتصاد الأميركي شهد خلال السنوات الأخيرة نمواً متزايداً مقارنة بالاقتصادات الأوروبية، ما خلق فرصاً استثمارية جذابة، لا سيما في القطاع العقاري والقطاعات اللوجستية».
وأضاف أن ربط عملات دول الخليج بالدولار الأميركي يمنح المستثمرين استقراراً مالياً وطمأنينة أكبر وسط التقلبات الاقتصادية العالمية، ما يعزز من جاذبية البيئة الاستثمارية في المنطقة.
أكد مصطفى أن مجموعة جي إف إتش تمتلك استثمارات في المغرب، تونس، السعودية، البحرين، والإمارات، مشيراً إلى أن القرارات الاستثمارية تعتمد على مدى وضوح الرؤية للمستثمرين وإمكانية التخارج من المشاريع بسهولة.
وأوضح أن: «الاستثمار في صندوق مانري اللوجستي هو جزء من استراتيجية المجموعة لدعم الفرص الاستثمارية في القطاع، مع خطط مستقبلية لإطلاق صناديق استثمارية أخرى».
وأضاف أن قطاع اللوجستيات في المنطقة يختلف عن القطاعات العقارية الأخرى، حيث إنه يعتمد على التكامل بين مشاريع البنية التحتية المتطورة مثل «قطارات الاتحاد»، والموانئ الحديثة، والمطارات الجديدة، ما يجعله قطاعاً أكثر ديناميكية واستدامة.
من جهته، أكد كونال لاهوري، مدير صندوق مانري لوجيستكس، لـ إرم بزنس، أن قطاع اللوجستيات في المنطقة يتمتع بقيمة سوقية كبيرة، مشيراً إلى أن الوصول إلى الأسواق الخليجية، خاصة الإمارات والسعودية، يلعب دوراً أساسياً في دعم نمو القطاع، مضيفاً أن تصنيف وتطوير المرافق اللوجستية أصبح ضرورة حتمية لتلبية الطلب المتزايد الناجم عن توسع التجارة الإلكترونية.
وأضاف: «نحن نركز على بناء بنية تحتية لوجستية متطورة في الإمارات والسعودية، حيث تعتبران من المراكز الرئيسية للقطاع، وتلعبان دوراً محورياً في تعزيز كفاءة الخدمات اللوجستية».
وأشار لاهوري إلى أن القطاع اللوجستي في المنطقة شهد تطوراً هائلاً خلال العقود الأخيرة، مستشهداً بتجربة المناطق الحرة، التي تمتد لأكثر من 40 عاماً، حيث بدأت أول منطقة حرة في عام 1985، ما أسهم في جذب الشركات العالمية وتسهيل حركة البضائع.
وأوضح أن السعودية تلعب دوراً رئيسياً في تطوير البنية التحتية للقطاع، من خلال الاستثمارات المتزايدة في الموانئ، والمناطق الاقتصادية المتخصصة، والمجمعات اللوجستية المتكاملة، ما يعزز قدرة المنطقة على تلبية الطلب المتزايد على الخدمات اللوجستية الحديثة.
وحول الشراكة مع مجموعة GFH المالية، أكد لاهوري أن المجموعة إحدى أبرز الشركاء الماليين والاستثماريين في القطاع، حيث تلعب دوراً محورياً في دعم التوسع الاستراتيجي لصندوق مانري لوجيستكس.
وقال: «لقد أجرينا محادثات مكثفة مع فريق جي إف إتش»، وهم يدعمون خططنا للنمو والتوسع. وحالياً، يدير الصندوق استثمارات بقيمة 500 مليون دولار، ولكننا نهدف إلى زيادة حجم الاستثمار خلال المرحلة القادمة لتعزيز حضورنا في الأسواق الخليجية».
وأضاف أن نقص المرافق اللوجستية الحديثة في بعض المناطق يشكل تحدياً، ما يدفع الصندوق إلى تطوير المزيد من المشاريع اللوجستية المتقدمة لدعم توسع التجارة الإلكترونية وسلاسل التوريد.
يتوقع لاهوري أن يحقق قطاع اللوجستيات في الخليج نموا غير مسبوق، بفضل التوسع السريع في التجارة الإلكترونية، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية الحديثة.
وأشار إلى أن صندوق مانري لوجيستكس ملتزم بتطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق المتنامية، مضيفاً أن الفرص الاستثمارية في القطاع لا تزال كبيرة، خاصة مع توسع الدول الخليجية في دعم المناطق اللوجستية المتكاملة وتعزيز دورها كمراكز رئيسية للتجارة العالمية.
